ألمانيا- انتقادات للتواصل الاجتماعي - إجراءات أمنية جديدة متشددة بعد حادثة ميونيخ ؟

كاتب ومفكر سياسي
برلين 25‏/07‏/2016
يشغل الهجوم الذي قام به شاب الماني من اصل ايراني يبلغ من العمر ثمانية عشر عاما على مطعم للوجبات السريعة / ماكدونالد / يقع بمجمع تجاري بمنطقة سكنية في حي الـ / اوليمبيا / بمدينة ميونيخ مساء يوم الجمعة الفائت 22 تموز / يوليو راح ضحيته تسعة اشخاص من بينهم الجاني السياسة والمجتمع . فقد ذهب الظن للوهلة الاولى من الهجوم انه بدافع اسلامي متطرف ، اذ زعم احد شهود عيان انه سمع تكبيرا من الجاني / الله أكبر / بينما نفى اكثر الذين كانوا متواجدين بالقرب من الهجوم ، بينما زعم بعضهم ان ثلاثة اشخاص استهدفوا المطعم والمجمع التجاري ، هذه المزاعم كانت وراء انتشار الشرطة في جميع انحاء المدينة وأغلقت محطة القطار الرئيسية ومحطات قطار المدينة / النفق / وغيرها وعاشت المدينة لساعات في حالة طوارئ تبين فيما بعد أن الهجوم من قبل شخص واحد من خلال مبادرة شاب شاهد الحادث من شرفة مسكنه وقام بتصويرها على الفور واتصل بالشرطة التي أعلنت ان الجاني انتحر ولا يحمل الهجوم اي طابع ارهابي . وللوهلة الاولى من وقوع الجرمية وانتشار خبر بانه هجوم ارهابي سارع زعماء بعض دول العالم معلنين استنكارهم وشجبهم للهجوم مؤكدين انه لا دين للارهاب ووقوفهم الى جانب المانيا وقطعت المستشارة انجيلا ميركيل اجازتها وعاد وزير الداخلية الاتحادي توماس دو مايزير الذي كان موجودا في واشنطن وعاد مسرعا الى برلين وبعدها الى ميونيخ للمشاركة باجتماع امني تم يوم السبت من 23 الشهر الجاري ببرلين أعربت ميركيل للصحافيين عن مواساة الحكومة الالمانية لذوي القتلى مشيدة بتقاعل الشرطة والفعاليات الامنية مع الجريمة مؤكدة حرص الحكومة الالمانية وحكومات الولايات على سلامة وامن من يعيش في هذا البلد . وانتقد وزير الداخلية الاتحادي دو مايزير اولئك الذين يبثون اخبارا كاذبة عبر ما يُطلق عليه بشبكات التواصل الاجتماعي اذ ان هذه الاخبار تثير القلق والفزع وما عاشته مدينة ميونيخ وسكانها وجميع من يعيش في المانيا من رعب وقلق مصدره هذه الاشاعات حاثا الجميع التزام مصداقية نقل الخبر وعدم نشر ما يقع الا بعد التحقق .
وأوضحت شرطة مدينة ميونيخ ان الجاني استطاع الحصول على مسدس عبر / الانترنت / وقام بتصوير حادثة مقتل تلاميد مدرسة بمنطقة قريبة من ميونيخ وقعت في وقت سابق من عام 2009 نفذها تلميد متهور قام بقتل تسعة من التلاميذ مع معلمين وعثرت بشقة منزل ذويه على كتاب حول التهور النفسي كما ان الجاني قام عبر ما يُطلق عليه بالـ / فيسبوك / بدعوة اشخاص الى تناول الطعام والقهوة بمطعم الوجبات السريعة تحت اسم مستعار وذلك لتنفيذ جريمته . وأكد علماء النفس ان سبب التهور خيبة الامل وفقدان الثقة واغلاق الابواب بوجه المتهور. والجاني لم يكن مسلما متدينا وهو اثناء جريمته كان يؤكد انتماءه لالمانيا موجها شتائمه الى دوائر العمل وليس صحيحا ما تناقله بعض الصحف الشعبية بان الهجوم كان ارهابيا يحمل طابع / داعش / فالشاب من اب فارسي ينتمي الى الدين اليهودي وام المانية واسمه ديفيد . الحوادث التي وقعت خلال الاسبوع الماضي من اقدام شاب لاجئ يعتقد بانه افغاني على طعن ركاب بقطار بالقرب من مدينة فورتبسبورج / بايرن / أردته الشرطة قتيلا وذلك يوم الاثنين من 18 تموز / يوليو الحالي ، تعتقد الشرطة ان دافع الجناية ارهابي اسلامي جراء اعلان اعلام تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / مسئوليته عن الجريمة ثم حادثة ميونيخ وهجوم انتحاري استهدف حفلا موسيقيا بمدينة انسباخ قام به لاجئ سوري اصاب حوالي 12 شخصا بجروح في وقت متأخر من مساء يوم أمس الاحد 24 الشهر الحالي اضافة الى اقدام سوري لاجئ على قتل امرأة بمدينة روتلينجين لاسباب لا تزال مجهولة ، كانت وراء تصريحات لخبراء اجتماعيين تطالب دوائر اللجوء بتحسين وضعية اللاجئين ووضعية الشباب ، فحوادث التهور النفسي ارتفعت في المانيا مضطرد منذ عام 2004 اذ اقدم تلميد على قتل واحد وعشرين تلميد ومعلما بمدرسة تقع بمدينة ابرفورت لا تزال اثارها النفسية على تلاميد ومدراء تلك المدرسة ومدارس المدينة المذكورة ، فالتهور النفسي ناجم عن العائلة والمجتمع .
ويطالب بعض السياسيين وزير الداخلية الاتحادي دو مايزير اصدار قرارات باجراءات امنية متشددة واخضاع اللاجئين لفحوص طبية نفسية ودراسة اوراقهم ووضعهم الاجتماعي ببلادهم بشكل علمي ، ويرفض الطلب ذاك منظمات حماية اللجوء وحقوق الانسان .