الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- انتقاد لتركيا ودفاع عنها

ألمانيا- انتقاد لتركيا ودفاع عنها

11.10.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏09‏/10‏/14
تتعرض الحكومة التركية حاليا لانتقادات من الولايات المتحدة الامريكية وبعض السياسيين الالمان لعدم اقدام الجيش التركي الذي يراقب تطورات الوضع الميداني الذي تعيشه حاليه مدينة عين العرب / كوبانا/ الواقعة على الحدود السورية التركية والتزام الجيش التركي ضبط الاعصاب بتدخله ضد تنظيم / الدولة – داعش / او عدم تدخله انتظارا لطلب انقرة من التحالف الدولي ومن حلف شمال الاطلسي / الناتو / دعمها لهجوم بري ضد التنظيم الارهابي المذكور .
موقف الحكومة التركية أدى الى إثارة الاستياء من حزبي الخضر والتحالف اليساري / الشيوعي / سابقا اللذين يدعمان الاكراد ، في مقدمتهم نائبة رئيس البرلمان الالماني حاليا وزعيمة الخضر سابقا كلاوديا روت التي تعتبر من مناوئي الرئيس التركي رجب الطيب اردوجان ، فقد وصلت روت موقف الحكومة التركية  بأنها تنتهج خططا قذرة تكمن بالمساعدة لابادة أكراد عين العرب وبالتالي عدم انزال بري ضد / داعش / لانقاذ عين العرب من وقوعها بقبضة التنظيم المذكور هو للقضاء على دويلة الاكراد ذات الادارة  الذاتية التي أقاموها في مدن المدن السورية الآهلة بالاكراد مثل  القامشلي والحسكة وعفرين اضافة الى عين العرب كما ان الحكومة التركية تريد من وراء عدم انزالها  البري مقاتلة الاكراد في تركيا متهمة الاتراك بدعمهم لعناصر / داعش / باعطائهم الاسلحة ومداواة جرحاهم بالمستشفيات التركية مطالبة / الناتو / بإنهاء عضوية  انقرة في حلف شمال الاطلسي / الناتو / . وطالب زعيم كتلة التحالف اليساري بالبرلمان الالماني جريجور جيسي الحكومة الالمانية الشاركة فقط بانزال عسكري ضد / داعش / في عين العرب بالرغم من انه ضد اعمال عسكرية لالمانيا بالعالم معتبرا عدم تحرك  الجيش التركي الذي يقف بدباباته امام المدينة من الجانب التركي دعما لـ / داعش / مشيرا انه اذا ما سقطت عين العرب فان كردستان العراق ستسقط ايضا بيد التنظيم المذكور .
الا أن ناطق شئون السياسة الخارجية لدى كتلة المسيحيين فيليب ميسفيلدر رأى بتصريحات روت وجيسي ضربٌ من الخبل اذ ان انقرة تريد ضمانا من / الناتو / بحمايتها من اعتداء النظام السوري على تركيا بحجة  دفاع نظام سوريا عن أراضيه الامر الذي يعني وقوع حرب اقليمية بين سوريا وتركيا وايران وربما بمشاركة العراق مؤكدا ان تركيا شريك امين لحلف شمال الاطلسي / الناتو / معتبرا الاتهامات بدعمها لعناصر / داعش / بتطبيب جرحاهم عار عن الصحة .
بينما رأى ناطق شئون السياسة الخارجية لدى كتلة الديموقراطيين الاشتراكيين ومسئول الحكومة الالمانية عن ملف العلاقات الالمانية الروسية جيرنوت ايرلر الذي يعتبر خبيرا سياسيا استراتيجيا لمنطقة الشرق الاوسط تصريحات روت وجيسي بمثابة خداع الام لطفلها من اجل فطامه فتركيا تريد التدخل وعلى استعداد لانقاذ ين العرب الا انها تريد من التحالف الدولي وخاصة الولايات المتحدة الامريكية انزالا بريا اذ ان القصف الجوي لمعاقل / داعش / لم يؤدي الى ضعضعة قوة التنظيم بل ساهم على ازدياد قوته ولو كان القصف الجوي مفيدا لما تجرأ التنظيم على محاصرة عين العرب واستيلاءه على قرى متعددة بتلك المناطق محذرا من وقوع حرب بين دول الخليج العربية  وتركيا وبين ايران وسوريا والعراق  والضرورة ملحة للحيلولة دون وقوع مثل تلك الحرب التي ربما ستسفر عن اندلاع حرب عالمية ثالثة فالمؤشرات لخطر وقوع مثل تلك الحرب قد ازدادت جراء الازمة الاوكرانية وتدهور العلاقات بين الشرق والغرب على حد اقوالهم .