الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- ايجابيات انهيار الشرق الأوسط على الكيان الصهيوني

ألمانيا- ايجابيات انهيار الشرق الأوسط على الكيان الصهيوني

22.02.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏20‏/02‏/14
يوجد بالعاصمة الالمانية برلين اربع جمعيات تهتم بمنطقة الشرق الاوسط والعلاقات بين الدول العربية والاسلامية بالمانيا، ثلاث منها تهتم بالعلاقات الاقتصادية بين الدول العربية والمانيا بشكل مسهب ، وهذه الجمعيات هي : جمعية الصداقة الالمانية  العربية  الاجتماعية وجمعية الصداقة الالمانية العربية وتعتبر اقدم من الاولى مضى على تأسيسها اكثر من خمسين عاما فقد كان مؤسسها هانس يورجين فيجنيفسكي الذي رحل عن عالمنا عام 2005 احد القلة القليلة من الالمان الذين وقفوا الى جانب قضايا العرب  ثم تبعه برئاسة الجمعية يورجين موليمان الذي لقي حتفه عام 2003 اثناء ممارسته لرياضة القفز بالمظلات فلم تنفتح مظلته اثناء قفزه من الطائرة وقد كان قبل ان يلقى مصرعه على خلاف عميق مع اليهود الالمان بسبب حملته الاعلامية ضد رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق اريل شارون وبعيد مقتله بيوم واحد انتهت حياة عضو مجلس اليهود الالماني والاوروبي الاعلى وعضو المنظمة الصهيونية العالمية ميشيل فريدمان سياسيا  فقد قاد حملة شعواء ضد موليمان اذ اكتشفت الشرطة بمنزله كميات كبيرة من المخدرات اضافة الى عمله بتجارة النساء والاطفال وتم اعتقاله لسويعات قليلة ثم أفرج عنه وتحوم الشبهات وراء تصفيته لموليمان . كما يوجد ببرلين منتدى الشرق الاوسط وهي اقدم من الاولى والثانية وكل هذه الجميعات تهتم بالاقتصاد وحاولت جمعية منتدى الشرق الاوسط  التي يراسها فخريا المستشار السابق جيرهارد شرودر توسعة نشاطها لتشمل الشئون الاسلامية والسياسية الا انها فشلت .
أما الجمعية الرابعة فهي منتدى السلام في الشرق الاوسط يشرف عليها أعضاء من منظمة الصهيونية الدولية تعتبر بوقا من ابواق الكيان الصهيوني والحركة الصهيونية بالعالم تستقطب لديها اولئك المعادين للاسلام من المسلمين في مقدمتهم السوري بسام طيبي الذي كان استاذا للعلاقات السياسية الدولية في جامعة جوتينغين ثم ترك المانيا بعد افتضاح امره الى نيويورك ليشغل منصب استاذ العلاقات الدولية والاسلام في جامعة كورنيل بمدينة ايذاسا بولاية نيويورك . وتحرص هذه الجمعية بتنظيم ندوات سياسية عن الوضع في الشرق الاوسط والعالم الاسلامي بشكل نشط وذلك منذ بدء ما يُطلق عليه بالربيع العربي  الى جانب تحذيراتها من مغبة حوار الغرب مع ايران وتؤكد خطر تلك الدولة باقتناءها قنبلة ذرية على العالم بأسره .
ومن خلال محاضرته التي  ألقاها مساء يوم أمس الاربعاء 19 شباط/فبراير بجامعة هومبولدت البرلينية الاستاذ الزائر في جورج تاون بواشنطن لشئون السياسية الامنية ومستشارا لرئيسي وزراء الكيان الصهيوني السابقين اسحاق رابين واريل شارون لشئون السياسة الامنية دان شوفتان الذي يشغل حاليا ادارة المركز الوطني  للسياسة الامنية في جامعة مدينة حيفا بفلسطين المحتلة ، عن تطورات الاوضاع السياسية والامنية بدول منطقة الشرق الاوسط في مقدمتها مصر وسوريا ولبنان بأن الدول المذكورة اصبحت منهارة والعداء لجماعة الاخوان المسلمين التي أعلنتها دولة الامارات العربية المتحدة ضد الاخوان المسلمين وسحب المملكة العربية يدها من دعمها الجماعات الاسلامية والحرب القائمة في سوريا بين الشعب ونظام تلك الدولة له فائدة كبيرة على امن الكيان الصهيوني واستقراره . وعزا فائدة العداء للاخوان  على أمن الصهاينة لأن الاخوان المسلمين ومعهم الجماعات الاسلامية هم في الصفوف الاولى المعادين لدولة بني صهيون / اسرائيل / وانه لو بقي محمد مرسي في منصبه لتم للشعب السوري تطلعاته بانهاء نظام بشار أسد وتغيير النظام السياسي بسوريا لصالح الاسلام الامر الذي يعني  وقوع الكيان لصهيوني بين فكي ما وصفه / بثعبان / مؤكدا انه بالرغم من سحب السعودية دعمها للجماعات الاسلامية الا ان الحكومة السعودية وشعبها تبقى ضمن المعادين للكيان الصهيوني فما  وصفهم بـ / الوهابيين / السلفيين يعتبرون اكثر الناس عداوة لليهود والشيعة والفرق الباطنية في الاسلام .
وأكد شوفتان أن الحرب بين الثقافات / الاسلام والمسيحية / التي أعلن عن وقوعها المفكر الامريكي صموئيل هونينغتون قد اخذت طابعا آخر متمثلة بحرب بين السنة والشيعة على غرار الحروب الدينية  التي وقعت باوروبا بين الكاثوليك والبروتستانت واذا ما انتصر اهل السنة على الشيعة واستطاعوا وضع ايران بزاوية من الزوايا فان النصارى واليهود سيصبحون الاكثر استهدافا وان المنطقة ستشهد تطهيرا دينيا فيها الامر الذي يعني خطر الاسلامي السياسي على الوجود الصهيوني بالمنطقة المذكورة واذا ما تم صلح بين السنة والشيعة فالخطر سيكون أكثر على الكيان المذكور  ايضا فايران دولة قوية لا يستهان بها ولها أطماع بدول منطقة الخليج العربي وعلى الغرب فرض هيمنته بشكل اكثر على دول الخليج للحيلولة دون نوايا ايران بامتلاكها اسلحة فتاكة تعتبر خطرا على الامن والسلام الدوليين .
وأعلن شوفتان أهمية بقاء بشار أسد بمنصبه رئيسا على سوريا فهو استطاع ومن قبله والده حافظ اسد ضرب الحركات الاسلامية والحفاظ على امن الكيان الصهيوني ودعمها للمقاومة الاسلامية انما هو من اجل البقاء بمنصبهما فحافظ اسد كان جدارا حاميا للكيان الصهيوني من بعض الفصائل الاسلامية الفلسطينية وساهم الى حد كبير باقصاء منظمة فتح من لبنان اثناء اجتياح الكيان الصهيوني للبنان من اقصاه الى اقصاه اوائل الثمانينات وان الكيان الصهيوني لا يستطيع معرفة ما اذا كان بإمكانه قبول وجوها جديدة تحكم سوريا واذا ما أراد الغرب مساعدة الشعب السوري بانهاء نظام بشار أسد فيجب على عاتقه الاخذ بعين الاعتبار الضغط على زعماء المعارضة السورية عدم الاعتداء على الكيان الصهيوني وعدم دعمهم لاي فصيل عسكري يعادي الكيان المذكور.
ورأى شوفان انه اذا ما أراد الغرب البقاء بمنأى عن الاحتكاك بالاسلام عسكريا تفتيت الشرق الاوسط من جديد الى دويلات متعددة مثل دعمه لقيام دويلة للأكراد والعلوييين في سوريا اضافة الى قيام كيانات دنينية بتلك الدولة حتى لا تكون لها قائمة فيما بعد  على حد قوله .