الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- بداية نهاية العالم

ألمانيا- بداية نهاية العالم

02.08.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين 31‏/07‏/2016
هل أصبح العالم مجنونا ، انني أرثي لنفسي لبقائي على قيد الحياة الى هذه الايام حتى أرى العالم وكأنه يسير الى النهاية جراء الاحداث الجسام التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط وأوروبا وامريكا وبقية العالم . هكذا قال لنا وزير التنمية الالماني السابق احد منظري الحزب الديموقراطي الاشتراكي ايبرهارد أيبلر من خلال دعوته أهل الفكر والسياسة والأدب  بمناسبة بلوعه سن التسعين هذا اليوم الاحد  31 تموز / يوليو بمنزله بالعاصمة برلين .
يعتبر ايبرهارد ايبلر احد خبراء اوروبا والشرق الاوسط بلا منازع فهو كان مع الوزير السابق هانس يورجين فيجنيفسكي  الملقب بثعلب الصحراء / الذي رحل عن عالمنا عام 2005  / في الجزائر اثناء حرب التحرير فيها ضد الفرنسيين جرح واسره الفرنسيون ثم أطلقوا سراحه وعاد الى المانيا حيث افتتح مع فيجنيفسكي مكتبا لدعم الثوار الجزائريين ولوقوفه الى جانب الشعب لفلسطيني وإنكاره على الصهاينة بسياستهم تجاه الفلسطينيين وضعوه  في لائحة المعادين للسامية بالرغم من انه موسوي الديانة ولا ينفي اعتناقه الدين الاسلامي .
العالم أصبح مجنونا عل حد تأكيد ايبلر  الذي عزا تأكيده هذا استمرار إبادة الشعب السوري على مرأى وسمع العالم وخاصة  الأمم المتحدة التي فقدت بريقها ، فالامم المتحدة قامت من اجل حماية الشعوب وليس من أجل إبادتها ، ومن اجل ارساء حقوق الانسان وليس لامتهان كرامته فميثاق الامم المتحدة ينص على انقاذ شعب يتعرض للابادة على يد نظامه بالتدخل العسكري لانعاء نظام فاشي بربري ومنذ اكثر من خمسة اعوام وتنظر الامم المتحدة الى ذلك الشعب ببرودة وبلادة وتقوم بتعيين مندوبين لها للوساطة بين المعارضة وممثلين عن النظام لاطالة الابادة وعلى مندوب الامم المتحدة الحالي ستيفان دي ميستورا انتهاج سلفيه كوفي عنان والاخضر الابراهيمي بخلودهما للراحة ودغدغة احفادهم .
الارهاب الذي استهدف خلال السبعة الاشهر الاولى من  عام 2016 الحالي  في باريس وبروكسل ونيس واستانبول ومحاولة الاعتداء على المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة وانسباخ وفورتسبورج الالمانيتين واخيرا محاولة الانقلاب في تركيا وظهور قوة ما يُطلق عليه بتنظيم / الدولة الاسلامية / وتهديد فلاديمير بوتين اوروبا والحملة الهوجاء   على الاسلام التي يقودها ما يُطلق عليه بـ / الجبهة القومية الغربية لحماية الغرب من الاسلام / وبروز قوة حزب البديل لالمانيا المعادي للاسلام وتهديدات مرشح الرئاسة الامريكية عن الجمهوريين دونالد ترامب كلها تهدد العالم بحرب عالمية ثالثة تنتهي بنهاية العالم .
لا أحد يستطيع الجزم متى بدأ عدم الاستقرار في العالم وعودة رائحة حروب جديدة تقع في اوروبا واابادة شعوب منطقة الشرق الاوسط ، فعلى حسب رأي استاذ العلوم السياسية في واشنطن فرنسيس فوكوياما مع نهاية  الحرب الباردة ففي هذه الحرب افل نجم ما يُطلق عليه بالقوى العظمى الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفييتي وبروز قوى جديدة ، فالصين تتطلع السيطرة على محيط الهندي  والهادئ  وتهدد اليابان كما تقوم باستثمارات كبيرة في افريقيا وتركيا بامكانها ان تصبح قوة اقتصادية وسياسية كبيرة يمكنها مضاهاة الاتحاد الاوروبي برمته ومحاولة الانقلاب انما جاءت بتدبير من الولايات المتحدة  ومباركة من الاوروبيين ولو نجح الانقلاب لانتقل عدوى الحرب بالشرق الاوسط الى عقر اوروبا .
الكل يعلم بأن واشنطن هي أولدت  تنظيم ما يُطلق عليه ب / الدولة الاسلامية / فاحتلالها العراق  وأسندت تربيته لايران ونظام سوريا وادعاءات واشنطن محاربتها التنظيم المذكور خداع فوجوده استمرار لوجودها بمنطقة الشرق الاوسط ، والكل يعلم ان واشنطن لا تريد انهاء ماساة الشعب السوري ولذلك فلا عجب ان يكون العالم اصيب بالجنون جراء استقحال سرطان الارهاب ومحاولة القوى العظمى عودتها على المسرح الدولي للسياسة .