الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- تركيا لوحدها بالحرب ضد داعش والأكراد

ألمانيا- تركيا لوحدها بالحرب ضد داعش والأكراد

18.08.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين ‏17‏/08‏/2015
انتهت المناقشات حول مستقبل الفرقة العسكرية الالمانية التي تشارك بانزال عسكري بقاعدة صواريخ دفاعية لحلف شمال الاطلسي / الناتو / على الحدود التركية السورية بمنطقة قهرمانشاه  منذ عام 2013 الى قرار وزيرة الدفاع الالمانية  اورزولا فون دِرُ لاين قبل يوم أمس السبت 15 آب /اوجسطس بسحب تدريجي لفرقتها  التي وافق البرلمان الالماني في وقت سابق من العام الحالي بالتمديد لها حتى أواخر عام 2015 الحالي بحجة ان خطر احتمال شن قوات النظام السوري هجوما على تركيا قد زال ووجود هذه الفرقة اصبح بدون طائل  ، كما أعلنت وزارة الدفاع الامريكية / البنتاجو / يوم أمس الحد 16 الشهر الجاري سحب فرقتها العسكرية ايضا من المنطقة المذكورة .
الا أن زوال خطر اعتداء من نظام سوريا على تركيا  لا يعتبر السبب الرئيسي لقرار برلين وواشنطن  بسحب فرقتهما العسكرية من الحدود التركية السورية بل للاجراءات العسكرية التي اتخذتها انقرة ضد حزب العمال الكردستاني الى جانب اجراءاتها العسكرية ضد تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / اذ بان الاجراء العسكري ضد الاكراد دليل واضح على ان تركيا لم تعد شريكا استراتيجيا لالمانيا ويجب تأديبها وإرغامها على وقف اعمالها العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني على حسب رأي التحالف  اليساري / الشيوعي سابقا/ الذي يتعاطف مع العمال الكردستاني ، اذ يطالب الحزب الحكومة الالمانية والاوروبيين محو صفة الارهاب عن الكردستاني الموجودة ضمن لائحة الارهاب لدى الاوروبيين  كما ويطالب دعم الاكراد في تركيا وسوريا باقامة دويلة لهم بالدولتين المذكورتين .
القرار الذي اتخذته وزيرة الدفاع الالمانية فون دِرُ لاين والبنتاجون قرارا سياسيا أكثر منه عسكريا ، وه قرار غير صائب اذ يُمكن لتركيا اتخاذ سياسة صارمة تجاه / الناتو / بشكل عام وهو الغاء عضويتها من حلف / الناتو / الذي غدر بتركيا اكثر من مرة وبالتالي ضد الاوروبيين الذين لا يزالون يضعون عوائق دون دخول تركيا الاتحاد الاوروبي بحجج واهية . سحب برلين فرقتها العسكرية من الحدود التركية يجب ان يصاحبه ة وقف امداد المانيا ودول اوروبية اخرى والولايات المتحدة الامريكية جيش دويلة الاكراد العراقية / البيشمركيه / بالاسلحة هذه الاسلحة التي تذهب جلها الى  صالح حزب العمال الكردستاني والاتحاد الديموقراطي الكردي الذي يراسه صالح مسلم الموالي للنظام السوري وتركيا ستبقى شريكا استراتيجيا للاوروبيين لانهم بحاجة لها فهي جسر حيوي يربط الشرق الاسلامي بالغرب المسيحي وهي نواة رئيسية لاستقرار منطقة الشرق الاوسط واوروبا  على حد رأي صحيفة / فرانكفورتر الجماينه تسايتونغ – صحيفة فرانكفورت العامة / .