الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- تسعة أشهر على التحالف ضد داعش

ألمانيا- تسعة أشهر على التحالف ضد داعش

04.06.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 03‏/06‏/2015
ناقش ممثلون عن 13 دولة يوم أمس الثلاثاء 2 حزيران / يونيو بالعاصمة الفرنسية باريس من بينهم وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ورئيس وزراء العراق هادي عبادي  آخر تطورات  التحالف الدولي  ضد  تنظيم ما يطلق عليه / الدولة الاسلامية / والنتائج الايجابية التي حققها هذا التحالف وسط تأكيد وزير الخارجية الالماني شتاينماير للصحافيين ان الحرب ضد التنظيم المذكور طويلة وبحاجة الى نفس طويلة  معلنا وضع الحكومة الالمانية حوالي 20 مليون يورو في ريع التحالف المذكور لدعمه باستمرار محاربته تنظيم اجرامي لا علاقة له بالاسلام ، فهو تنظيم كانت الولايات المتحدة وراء قيامه وأسندت تربيته الى نظام دمشق الذي يراسه بشار أسد وملالي ايران ، فقد ساهمت طهران ودمشق قدمتا للتنظيم جميع الدعم المعنوي والمالي بحجة محاربة المحتلين الامريكيين للعراق ويحاول التنظيم بعد أن قويت شوكته للقضاء على انتفاضة الشعب السوري ضد نظام جبروتي وإجهاض ثورة اهل السنة العراقيين على حكومتهم العنصرية التي تمارس تمييزا دينيا في العراق على حد رأي خبير العراق استاذ مادة الدراسات الاسلامية والعربية في جامعة هومبولدت البرلينية بيتر هاينة الذي شارك هذا اليوم بتقييم مؤتمر يوم أمس الثلاثاء 2 حزيران / يونيو بندوة دعا اليها مبرة هاينريش بول للدراسات والمساعدات الدولية بالعاصمة برلين .
وعلى حد رأي خبير الارهاب والشرق الاوسط بالمعهد المذكور الكسندر بادينباخ بأن التحالف مجرد مسرحية فالتدخل العسكري في افغانستان  الذي أطاح بحكومة الطالبان واستمر الانزال العسكري بتلك الدولة لمدة تصل الى اكثر من ثلاثة عشر عاما لم يسفر التحالف الدولي ضد تنظيم ما يُطلق عليه بـ / القاعدة / والطالبان اي ايجابيات فالطالبان موجودة بقوة على الارض الافغانية تنتظر الفرص السانحة للانقضاض على كابول وحكمها من جديد والقاعدة بالرغم من اختفاء صوتها الا انها تستطيع العودة الى المسرح العسكري والسياسي من جديد ومنذ الاعلان عن التحالف ضد  / داعش / قبل تسعة اشهر وبالتحديد منذ آب /اوجسطس من عام 2014 الماضي ساهم التحالف بتقوية / داعش / التي تسيطر على اجزاء كبيرة من العراق وسوريا وبدون انزال بري ضد / داعش / واعلان حرب  حقيقية  فان الحرب ضد التنظيم المذكور قد يستمر عشرات السنين او يضطر العالم للتفاوض مع التنظيم المذكور وقبوله ممثلا عن سوريا والعراق .
لا يمكن انجاز اي نجاح ضد داعش اذا لم يبادر المجتمع الدولي بإنهاء نظام بشار أسد وسياسة حازمة مع ايران التي تعتبر وراء القلاقل بمنطقة الشرق الاوسط فتدخلها العسكري السافر الى جانب بشار اسد ضد الشعب السوري وانتهاجها سياسة اثارة الفتن والحقد بالمنطقة تتطلب سياسة حسم وعزم ضد ملالي ايران في اليمن وسوريا واذا ما استمر عدم المبالاة بما تنتهجه طهران بالشرق الاوسط والخليج العربي فان اوروبا ستحترق .
لن يكتب للتحالف الدولي  ضد داعش اي نجاح بدون التطرق الى الاسباب التي كانت وراء قيام هذا التنظيم بشكل علمي وميداني فالسياسة الدولية تجاه الشعب السوري والعراقي  تتحمل مسئولية جرائم هذا التنظيم فالمجتمع الدولي لم يقف ولم يساند الشعب السوري بانتفاضته كما لم يبالي بآلام مسلمي اهل السنة في العراق وأعطى لايران  يدها بالتوغل والتدخل بشئون منطقة الشرق الاوسط برمته لإبقاء المنطقة على كف عفريت يسودها العنف وعدم الاستقرار .