الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- تطورات كيميائي بشار أسد

ألمانيا- تطورات كيميائي بشار أسد

02.10.2013
هيثم عياش


برلين /‏01‏/10‏/13
يعتبر التحالف اليساري / الشيوعي/ سابقا من الاحزاب الالمانية والاوروبية التي تعارض اي تدخل عسكري لالمانيا في العالم كما ويعتقد أعضاء هذا الحزب ان الولايات المتحدة الامريكية ترسل أجندة اسلامية الى سوريا لمحاربة النظام السوري لمصلحتها كما فعلت بذلك في افغانستان اثناء المقاومة الافغانية ضد الاحتلال الروسي لبلادهم ، ففي ندوة دعا اليها هذا الحزب في وقت سابق من عام 2013 الحالي بجامعة برلين التقنية أكد بأن ما يجري في سوريا ومالي فيلما من إخراج أمريكي يؤدي الاسلاميون أدوراهم بدقة . وقد دعا أعضاء من كتلة هذا الحزب البرلمانية في وقت سابق من عام 2012 الماضي الحكومة الالمانية بإلغاء الحظر الاقتصادي ضد النظام السوري الامر الذي جعل اليه أعضاء شئون السياسة الخارجية لاجتماع استثنائي للبرلمان ناقش من خلاله الوضع في سوريا وتعرض اقطاب الكتلة النيابية الذين طالبوا بالغاء الحظر الاقتصادي واكثرهم كانوا من الاكراد والعلويين لحجارة ألقنتهم وجعلتهم في زاوية من زوايا البرلمان . ويحمل هذا الحزب ورقة رابحة في هذه الايام حول كيمياويات السامة التي قصف بها النظام السوري مناطق بغوطة دمشق  يوم 21 آب/اوجسطس من عام 2013 الحالي وراح ضحيتها مئات من الاشخاص معظمهم من الاطفال . هذه الورقة الرابحة تكمن بأن المانيا قامت بتوريد كيمياويات الى النظام السوري خلال الفترة ما بين 2005 و 2011  يصل حجمها الى حوالي 355 طن . اذ يؤكد ناطق شئون السياسة الخارجية بالكتلة المذكورة يان فان أكين الذي كا يشغل بين سنوات 1998 و 2005 عضو المنظمة الدولية لمكافحة الاسلحة الكيمياوية ان الحكومة الالمانية ساهمت بشكل فعال بدعم نظام اسد  بهذه الاسلحة الخطيرة لقتل شعبه . وقد أوضحت الحكومة الالمانية غير مرة بأن المانيا قامت بتوريد نظام دمشق تلك الكيمياويات جراء تأكيد من نظام اسد بأنها ستذهب الى بحوث ميدانية علمية وانها لم تكن تعلم انه سيستخدمها  ضد شعبه في يوم من الايام مضيفة انها امتنعت عن تزويد هذا بالكيمياويات إثر اندلاع انتفاضة الشعب السوري في آذار/مارس من عام 2011  وبالتحديد ايضا منذ اندلاع انتفاضات شعوب مصر وتونس وليبيا . ويضيف فان أكين ان الامم المتحدة ومنظمته التي تحرب الاسلحة الكيمياوية لم تضع دمشق ضمن مراقبتها للدول التي تمتلك تلك الاسلحة علما ان النظام السوري رفض بادئ الامر الدخول باتفاقيات نزع الاسلحة الكيمياوية واتلافها معربا عن أمله اتخاذ منظمة الامم المتحدة قرارات عقوبة ضد كل الدول التي قامت بتوريد نظام اسد تلك الاسلحة بما فيها المانيا مضيفا ان انصياع  دمشق  لمطالب الولايات المتحدة الامريكية وروسيا بتقديم لائحة حول اسلحتها الكيمياوية جاء متأخرا واعاء فرصة لتدميرها بشكل كامل في غضون منتصف عام 2014 اعطاء فرص كثيرة لاسد بالمضي بتدمير سوريا وقتل أهلها مؤكدا معارضته استخدام اي قوة عسكرية ضد نظام سوريا مبديا تأييده لاي حوار سياسي ينهي ماساة الشعب السوري .
ولن تقم أمريكا بتنفيذ تهديدها النظام السوري بالويل والثبور فالحماس لتدخل عسكري قد انخفت بالرغم من ادعاء الرئيس الامريكي باراك أوباما ابقاء تهديداته النظام السوري  وأجماع مجلس الامن الدولي بقراره الذي اتخذه مؤخرا مطالبا فيها نظام دمشق باتلاف اسلحته الكيمياوية  جاء من اجل ارضاء روسيا التي تصر على حل سياسي من خلال مؤتمر جنيف / 2 / الدولي حول تلك الدولة الذي انعقاد تاريخه اصبح غير مؤكدا بعد تأجيله مرات عديدة .
ويصف ناطق شئون السياسة الخارجية لدى كتلة المسيحيين فيليب ميسفيلدر اجماع مجلس الامن خطوة هامة نحو احلال السلام بسوريا بشكل دائم معربا عن ترحيبه اجماع اعضاء مجلس الامن الذي أثبت قدرته على اثبات وجوده كقوة سياسية في العالم مطالبا في الوقت نفسه تقديم بشار اسد ونظامه الى محكمة الجزاء الدولية في لاهاي كمجرمي حرب مؤكدا ان الحكومة الالمانية على استعداد للمساهمة بأتلاف اسلحة اسد الكيمياوية وذلك لدوافعها الانسانية ووقوفها الى جانب الشعب السوري التي وضعت من اجل التخفيف عن ماساة اللاجئين اكثر من حوالي 420 مليون يورو .
الا أن رئيس مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدولي فولفجانغ ايشينجر وصف قرار مجلس الامن بالرغم من انه قوي ضد النظام السوري الا ان المجلس المذكور اثبت انه ضعيف لمساعدة الشعب السوري فالنسبة الكبيرة من ذلك الشعب اضافة الى حكومات بعض الدول العربية اصيبت بخيبة أمل من الامريكيين والغرب لوضعهم التدخل العسكري في أدراج طاولاتهم الى اجل غير مسمى معتبرا القرار الذي أذعن نظام دمشق اليه لمصلحة النظام السوري والعمل العسكري ضد نظام سوريا مجديا وذلك من اجل السلام بمنطقة الشرق الاوسط فالنظام المذكور وراء القلاقل  ووراء اي حرب دينية ستقع بالمنطقة لا محالة .
وسخرت صحيفة / كولنيشيه روندشاو / من الرئيس الامريكي باراك اوباما مشيرة ان على لجنة جائزة نوبل التي منحت الرئيس المذكور جائزتها السلام له قبل سنوات يجب عليها ان تسحبها منه وتقدمها له  هذه المرة من جديد لأنه أثبت شغف امريكا بالسلام لمصلحة النظام الديكتاتوري في سوريا .