الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- تقييم للعلاقات السعودية الأمريكية

ألمانيا- تقييم للعلاقات السعودية الأمريكية

14.11.2013
هيثم عياش


برلين /‏13‏/11‏/13
أثار اعتذار المملكة العربية السعودية قبول عضوية مجلس الامن الدولي بعد  تصويت اكثر من مائة وستين دولة على عضويتها يوم 16 تشرين أول/اكتوبر المنصرم وتعذار الرياض يوم 18 من الشهر المذكور قبول العضوية لأنها لا تريد أن تكون شاهد زور على سياسة المجلس المذور تجاه شعوب بعض دول العالم المقهورة في مقدمتهم الشعب السوري اضافة الى سياسة الولايات المتحدة المريكية تجاه الشعب الفلسطيني وموالاتها للكيان الصهيوني ترحيبا وانتقادا ، ثم نجم عن زيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى الرياض مؤخرا التي تمت يومي 3 و 4 تشرين ثان/نوفمبر الحالي تساؤلات حول ما اذا كانت العلاقات بين الرياض التي تعتبر شريك واشنطن الاستراتيجي الهام بمنطقة الشرق الاوسط قد عادة الى طبيعتها الاولى أم ان الفتور لا يزال قائما ؟
ومن خلال تقييم رئيس قسم العلاقات الدبلوماسية  بالمعهد العلمي في العاصمة برلين توماس فينتركورن للعلاقات السعودية الامريكية بمحاضرة القاها مساء يوم امس الثلاثاء 12 تشرين ثان/نوفمبر بقاء فتور هذه العلاقات وشهر العسل بين الرياض وواشنطن قد انتهى منذ فترة طويلة تعود ما بعد حودث 11 ايلول/سبتمبر من 2001 عندما اتهمت وشنطن الرياض  بانها وراء تمويل اولئك الذين  صدموا مركز التجارة الدولي بواشنطن اذ ان الذين كانوا على متن الطائرتين سعوديون فالرئيس الامريكي السابق جورج بوش مسئول عن الاساءة الى السعودية والعالم الاسلامي ويرى بالرياض ممول رئيسي للحركات الاسلامية ولا أحد ينسى موقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود اثناء ولايته للعهد المشاجرة التي وقعت بينه وبين بوش خلال مؤتمر جمعهم بمنطقة شرم الشيخ المصرية فخادم الحرمين الشريفين / حفظه الله / اسلامي عروبي يرى بنصرة المسلمين في العالم مسئولية سعودية .
وعزا  فينتركورن  فتور العلاقات وعدم انكانية عودتها بشكل سريع واعتبادي الى طبيعها الاولى الى المواقف السياسية فالرئيس الامريكي باراك اوباما انتقد  الانقلاب الذي قاده العسكر ضد الرئيس المصري  محمد مرسي  بينما أيدته الرياض / هكذا يعتقدون / كما ترى الرياض ان التقارب الامريكي الايراني هو على حساب دول منطقة الخليج العربي ومحاولة ابتزاز للسعودية  لتغيير مواقفها تجاه شعوب العالم الاسلامي كما ان الرياض مغتاظة من موقف اوباما السلبي تجاه ماساة الشعب السوري  فزعيم البيت الابيض الذي هدد رئيس نظام سوريا بشار اسد بالويل والثبور ونتائج لا تحمد عقباها جراء جرائمه التي ارتكبها ضد الشعب السوري ولا سيما قصفه مناطق بغوطة دمشق بالاسلحة الكيمياوية السامة ذهبت أدراج  الرياح جراء تخويله مجلس الشيوخ الامريكي / الكونجرس / البث / بتأديب نظام سوريا كما ان الادارة الامريكية التي تؤيد مشاركة ايران بمؤتمر جنيف / 2/ الدولي الخاص بسوريا لا  يلقى ترحيبا من الرياض لأن طهران شريكة بقتل الشعب السوري مثل موسكو كل هذه الاسباب تعتبر شوكة سامة  للعلاقات السعودية الامريكية .
ويعتقد خبير شئون الشرق الاوسط بمجلس الشورى الاوروبي راينر هوفمان وجود صراع بين القوى الكبرى اضافة الى المسلمين من اجل سوريا فموسكو وواشنطن تطمعان بفرض هيمنتهما على الشرق الاوسط وهيمنتهما تكمن في سوريا فموسكو لا تريد رحيل اسد عن السلطة للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في سوريا ووضعها عوائق تحول دون اتخاذ مجلس الامن الدولي خطط حزم  ضد النظام السوري كمحاولة موسكو بعودتها الى الساحة الدولية مهابة الجانب من جديد بينما ترى واشنطن بقاء أسد لمصلحة حماية الكيان الصهيوني  ضرورة ملحة وتبذل ايران جميع جهودها لبسط سيطرتها السياسية من خلال تشييعها شعب سوريا وشعوب المنطقة والتدخل بشئون دول الخليج الداخلية بينما تهز  الرياض ومعها بعض دول الخليج تجاه هذه الاسباب  رأسهم يمنة ويسرة غضبا واستياء لما يجري فالعلاقات الطبيعية لن تعود بين الرياض وواشنطن اذا ما استمرت مأساة الشعب السوري .
ويؤكد فينتركورن بأن كيري قد عاد الى واشنطن بخفي حنين فهو لم يستطع اقناع السعوديين بضرورة تغيير مواقفهم تجاه القضايا المصيرية بالمنطقة .