الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- جدال حول الإسلام في ألمانيا

ألمانيا- جدال حول الإسلام في ألمانيا

10.05.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏08‏/05‏/2016
منذ تأكيده بأن الاسلام جزء من المانيا بالخطاب الذي القاه الرئيس الالماني السابق كريستيان فولف في شهر تشرين اول / اكتوبر من عام 2010 بمناسبة إعادة توحيد الالمانيتين  لا يزال الجدل قائما حول ما اذا كان فولف مصيبا في ذلك أو مخطئا .
يعود سبب إقصاء الرئيس السابق فولف عن منصبه لتعاطفه مع الاسلام والمسلمين وبالتالي الى صداقته مع الدول العربية فما أن أعلن يوم 12 من كانون اول / ديسمبر من عام 2011 اثناء مشاركته بمؤتمر دولي حول حوار الثقافات بالعاصمة القطرية بانه يريد مخاطبة البرلمان الالماني الاعتراف بالدين الاسلامي رسميا كدين ثان او ثالث في المانيا الا واصبح منذ يوم 13 من الشهر المذكور عرضة للصحف الالمانية اتهم بها بالرشوة وغير ذلك فاضطر الى تقديم استقالته خلال الايام الاولى من شهر كانون  ثان /يناير من عام 2012 تبين فيما بعد ومن خلال محاكمات وتحريات استمرت لاكثر من عامين تم اعلان براءته من كل التهم التي وجهت اليه  .
هل الاسلام جزء من المانيا ؟ يرى الرئيس الالماني يوئاخيم جاوك بالمسلمين جزء من المانيا ، هذا الراي كان قبيل تدفق اللاجئين بشكل مخيف على المانيا بشكل خاص الا انه تراجع عن ذلك الرأي وأعلن بشكل غير رسمي انه جزء من هذا البلد كما اكدت على ذلك المستشارة انجيلا ميركيل الى جانب بعض السياسيين وفعاليات اجتماعية وعلماء وخبراء التاريخ والاديان بانه جزء من المانيا .
الا انه جراء بروز ما يُطلق عليه بـ / الجبهة القومية الاوروبية لحماية الغرب من الاسلام – بيجيدا / التي تدعو الى مظاهرات يوم الاثنين تؤكد كراهيتها للاسلام وتحذر من اسلمة المانيا استغل الحزب البديل لالمانيا ظاهرة المعاداة للاسلام ووضع خططا ضمن بنود الحزب تكمن بان الاسلام غير جزء من المانيا ومنع بناء المئاذن ولم يكون مؤذنين . وأكد الحزب تضامنه مع الاحزاب القومية الاوروبية في مقدمتها الحزب الجمهوري الهولندي الذي يرأسه جيرت فيلدريز الذي يصف القرآن الكريم بانه مثل كتاب / كفاحي / للزعيم النازي أدولف هتلر ، وأكدت نائبة رئيس حزب البديل لالمانيا بيئاتيه فون شتورش بان الاسلام ليس بدين سماوي وانما فكر سياسي . ويؤيد رئيس كتلة المسيحيين الديموقراطيين فولكر كاودر تلك الاراء التي تقول بان الاسلام غير جزء من المانيا انما المسلمون هم جزء من هذا البلد مؤكدا تأييده لبناء مئاذن بمساجد  ومؤذنين لكن بشرط داخل المسجد وليس الى خارجه .
ومن خلال دراسة قامت به المحطة الاولى من الرائي الالماني عرضته هذا اليوم الاحد 8 أيار /مايو بندوة حول الاسلام في المانيا  ، اعتبرت الدراسة انه بالرغم من وصول عدد المسلمين في المانيا الى اكثر من اربع مليون نسمة الا انه لا يوجد احتكاك واندماج يذكر بين المسلمين وغير المسلمين في هذا البلد والاسلام لا يزال يعتبر غريبا والاندماج سواء كان بالمدارس والجامعات واماكن العمل اضافة الى صداقة حقيقية بين المسلمين وغير المسلمين يبقى محدود  للغاية  وبنطاق ضيق . وتشير دراسة المحطة الى ان 62 بالمائة من غير المسلمين تتراوح الاعمار ما بين الـ 25 وما فوق  لا توجد لهم صداقات مع المسلمين او الاحتكاك بهم بينما تصل نسبة الاعمار ما بين الـ 16 و الـ 24 عاما الذين لهم علاقات مع المسلين الى 45 بالمائة الا انها صداقات غير متينة مع وجود فوارق تكمن بالتعليم فالشباب الذين يحملون شهادات ثانوية وجامعية ويتمتعون بالانفتاح على الثقافات والاديان  لهم علاقات مع المسلمين اكثر بكثير من الشباب  الذين مستواهم التعليمي بسيط للغاية .
وأوضحت رئيسة لجنة الدراسة كورنيلا فون لوفينشتاين / من عائلة نبيلة / ان العلم هو السبيل الوحيد للاندماج بين المسلمين وغير المسلمين في المانيا مضيفة ان 54 بالمائة من غير المسلمين في هذا البلد اكدوا عدم معرفتهم بالدين الاسلامي ، ومعرفتهم مقتصرة على ما يقرأونه في الصحف والدعايات المناهضة للاسلام مضيفة انه منذ اليوم الذي اعلن المسلمون في المانيا عام 1998 جَعْل يوم 3 من تشرين اول / اكتوبر من كل عام يوم المسجد المفتوح  لاستقبال غير المسلميبن والتعريف بدينهم الا ان 82 بالمائة من الذين تم استطلاعهم لم يدخلوا مسجدا قط بل من خارجه .
وبمقابل ذلك فقد اشارت نسبة وصلت الى 76 بالمائة من المسلمين عدم معرفتهم عن المسيحية بشكل يقيني بينما وصلت نسبة الى 68 بالمائة من المسلمين بانهم لم يدخلوا كنيسة قط سواء في بلدانهم او في المانيا .
ورأت فون لوفنشتاين بان الضرورة ملحة لتعريف الغير المسلمين بالاسلام كما ان الضرورة ملحة لتعريف المسلمين بالمسيحية ويكمن هذا بمبادرات من الفعاليات السياسية والاجتماعية تكمن بتشجيع زيارات المساجد والكنائس حتى يروا الفوارق بينهما مؤكدة ان الاسلام بزيادة مضطردة والعمل ضرورة ملحة للتشجيع على الاحتكاك بين المسلمين وغير المسلمين في هذا البلد على حد رايها .