الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- حكم انفرادي بمصر

ألمانيا- حكم انفرادي بمصر

24.08.2013
هيثم عياش


برلين /‏23‏/08‏/13
استبعد رئيس قسم بحوث الديموقراطية في مركز برلين للعلوم السياسية والاقتصادية فولجانغ ميركيل تنفيذ الولايات المتحدة الامريكية تهديدها الحكومة المصرية بوقف مساعداتها المالية لمصر وبالتالي تخفيض التغاون العسكري بين الولايات المتحدة الامريكية والدولة المذكورة واصفا قرار الاوروبيين الذي اتخذون بوقف امدادات مصر باسلحة معينة ووقف مساعداتهم المالي تلك الدولة بالقرار الخاطئ  اذ سيؤدي الى عزل الجيش عن العالم ويساهم بابراز عضلاتهم بشكل اكثر في وجه المصريين .
جاء ذلك بدوة صحافية دعا اليها المركز هذا اليوم الجمعة 23 آب/اوجسطس مع استاذ علوم حقوق الشعوب وبحوث الديموقراطية ميركيل حول الوضع في مصر ما بعد انقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي والحرب التي يشنها نظام بشار اسد ضد الشعب السوري .
وأوضح ميركيل انه لا مجال لاستمرار الوساطات الدبلوماسية التي يبذلها الاوروبيون وغيرهم مع المصريين لاجراء حوار مع الاحزاب التي تطالب باعادة الشرعية واطلاق مرسي واعادته الى الرئاسة فالجيش لا يريد فقدان وجهه وهيبته وهيمنته على  الشعب المصري والضرورة ملحة اذا ما أراد الاوروبيون مساعدة الشعب المصري على  تحقيق طموحاته بارساء الحريات العامة ومنجزات انتفاضة 25 كانو ثان/يناير عام 2011 الحوار مع العسكر الذين يعتبرون الحاكم الرئيسي لبلادهم والحكومة المؤقتة انما هي كبش فداء مؤكدا في الوقت نفسه عدم وقوع حرب اهلية في مصر لأنها لا تشبه سوريا البلد الذي يعيش فيه اقليات عرقية ودينية مختلفة مضيفا ان  احلال الديموقراطية بشكلها المعروف في اوروبا بعيدة كل البعد عن عادات وتقاليد الشعب المصري بعكس الشعب السوري الذي باستطاعته التأقلم مع الحريات العامة اذا ما نال طموحاته باقصاء بشار اسد وقيام دولة مدنية تحمل معاني الدولة المدنية الحديثة .
وأشار ميركيل انه من الصعب ان تستطيع اي ثورة في العالم نجحت بالقضاء على أنظمتها السابقة  ترتيب منزلها الداخلي بلمحة بصر  او في غضون عشية وضحاها فالثورة الفرنسية لم تستطع ترتيب البيت الفرنسي الا بعد أكثر من خمسين عاما من الاطاحة  بالملكية الفرنسية والاكليروس / سيطرة الكنيسة على السياسة / فمصر تعاني من عسكر قوي وبقايا مؤيدة  ومتعاطفة مع الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي خرج من السجن يوم أمس الخميس 22 آب/اوجسطس اذ بإمكان الجيش التضامن مع اولئك البقايا بإعادة مبارك الى حكم بلاده من اجل كسب تأييد هذه البقية الباقية من المتعاطفين مع مبارك ضد اغلبية الشعب المصري .
واستبعد ميركيل أي تدخل عسكري للغرب بسوريا لتأديب نظام اسد الذي يستخدم الكيمياويات ضد الشعب السوري  فأوروبا لن تتدخل الا اذا حصلت على ضمانات للمحافزظة على مصالحها في سوريا ومنطقة الشرق الاوسط كما أنها لا تريد خوض مغامرة المشي في رمال سوريا المتحركة فالتدخل العسكري سيؤدي الى وقوع حرب حقيقية  مكشوفة بين الغرب والاسلام على حد قوله .