الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- خمسة أعوام على إبادة الشعب السوري

ألمانيا- خمسة أعوام على إبادة الشعب السوري

12.03.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين 11‏/03‏/2016
في مثل هذه الايام من آذار عام 2011 انطلقت بمدينة درعا انتفاضة الشعب السوري من اجل الحرية ، هذه الانتفاضة التي يُطلق عليها الآن بالثورة السورية . هناك فرق بين الانتافضة والثورة على حسب تعريف العلم السياسي فالانتافضة يعني خروج شعب عن بكرة ابيه يطالب بتغيير نظام بلاده او ضد مستعمر كالذي حصل في فلسطين نهاية الثمانينات عندما خرج الاطفال وبعد ذلك الشباب والشيوخ الى الشوارع منتفضين مطالبين بالحريات وتحرير بلادهم من الاحتلال الصهيوني تلك الانتفاضة المعروفة بانتفاضة أطفال الحجارة . والشعب السوري انتفض عن بكرة أبيه ضد الظلم والكبت مطالبا الحرية ويسعى اليها . أما الثورة فالتعريف لها انها تنطلق من فئة معينة من الناس فاما ان تحقق أهدافها أو تخمد ، أما انتفاضة الشعب السوري فلن تخمد بالرغم من المؤامرات عليها .
وقد وصفت خمس منظمات اغاثة انسانية المانية دولية بالتحالف مع ثلاثين منظمة انسانية دولية بمؤتمر عقدوه بالعاصمة برلين هذا اليوم الجمعة 11 آذار/مارس الوضع في سوريا بالماساوي وان عام 2015 الماضي كان اسوأ الاعوام التي مرت على الشعب السوري منذ بدء انتفاضته على رئيس نظام سوريا بشار اسد في آذار/مارس من عام 2011 ,
وأكد رئيس منظمة / كاريه / الالمانية للمساعدات الانسانية كارل اوتو تسينتيل ان المسئولين على مأساة الشعب السوري  هي الدول الخمسة الاعضاء الرئيسية التي تملك حق النقض / الفيتو / بمجلس الامن الدولي لان هذه الدول لم تتخذ اي قرار حاسم لانهاء الحرب في سوريا والتخفيف عن عبء مأساة الشعب السوري وتحقيق حلمه واهدافه  باحلال الحريات والعدالة ببلاده بعد مرور اكثر من ثلاث وخمسون عاما على الكبت والاضطهاد الذي مارسه حزب البعث وحكم آل أسد وان المجتمع الدولي  خذل الشعب السوري جراء التمهل في كيفية انهاء الحرب بتلك الدولة ومؤتمرات تعقد منذ بدء الثورة لم تسفر نتائجها عن ايجابيات فمعظم المرافق الحيوية بالمدن السورية مثل المستشفيات والمدارس اصبحت أثرا بعد عين اضافة الى المحاصرين بالقرى والمدن الصغيرة وانتشار الجوع والمرض الى جانب من 12 مليون نسمة   اصبحوا لاجئين ومقتل اكثر من 750 الف انسان وان حوالي 50 الف انسان لقوا حتفهم خلال عام 2015 الماضي مطالبا القوى الكبرى السعي لتقديم مجرمي الحرب في سوريا الى محكمة الجزاء الدولية .
ورأت زعيمة معهد حقوق الانسان البرليني بيئاتيه رودولف ان المباحثات التي تجري لانهاء الحرب في سوريا وعدم التطرق الى مستقبل بشار اسد موافقة ضمنية للدول الكبرى على سياسة روسيا التي تريد ابقاء  بشار اسد على راس السلطة في بلاده الامر الذي يعني ان انتفاضة الشعب السوري من اجل الحرية بقيت بلا نتائج وذهب ادراج الرياح مطالبة الحكومة الالمانية ابداء موقفها بصراحة تجاه الشعب السوري وانتفاضته ومطالبه .
وطالبت هذه المنظمات باضفاء مبالغ مالية لمساعدتها المضي بتنفيذ خطط تنموية في سوريا وفي مخيمات اللاجئين اضافة الى تأكيد الدول الخمسة الاعضاء الرئيسيين بمجلس الامن الدولي انهاء ماساة الشعب السوري . وطالبت هيئة رئاسة منظمة / اوكسفام / الالمانية للمساعدات الدولية اندي بيكر روسيا والصين عدم وضع قرار نقض / فيتو / ضد اي قرار يتخذه مجلس الامن الدولي ومنظمة الامم المتحدة  لوضع حد للحرب في سوريا وانهاء نظام أسد مشيرة الى ضرورة ارسال الامم المتحدة فرقة عسكرية دولية الى ذلك البلد تشرف على توزيع المساعدات الانسانية وتدعم اعمال منظمات الاغاثة الدولية مشيرة ان اي قرار / فيتو / تبرزه موسكو وبكين ضد ذلك يعتبر صب الزيت على النار لتزداد اشتعالا في سوريا ودعما كبيرا لبشار اسد ومرتزقته .