ألمانيا- دور للناتو في سوريا والعراق ؟

كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏09‏/12‏/14
يجري وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير حاليا ومنذ يوم أمس الاثنين 8 كانون اول/ ديسمبر مباحثات مع زعماء جيورجيا في عاصمتهم تفليس حول تطلعات زعماء تلك الدولة دخول بلادهم عضوية حلف شمال الاطلسي / الناتو / . وتواجد شتاينماير بتلك الدولة وللمرة الثانية خلال اسابيع قليلة يحمل في طياته تساؤلات ما اذا كانت المانيا على استعداد لتغيير موقفها الرافض انضمام جورجيا ومعها اوكرانيا للحلف المذكور للحيلولة دون ازدياد استياء موسكو من الغرب .
زيارة شتاينماير الى جورجيا جاءت بعد مؤتمر وزراء خارجية دول حلف شمال الاطلسي / الناتو / الذي عقدوه ببروكسل في وقت سابق من الاسبوع الماضي 2 و 3 كانون اول / ديسمبر الحالي حيث ناقش الوزراء المذكورين مسألة انسحاب الفرق العسكرية الدولية من افغانستان أواخر الشهر الجاري والابقاء على حوالي 12 الف جندي من الولايات المتحدة الامريكية والمانيا وبعض الدول العضوة بالحلف المذكور حتى نهاية عام 2016 .
الا ان مباحثات جانبية تعتبر شبيهة بالسرية حول قيام حلف / الناتو / بدور هام بالحرب الدائرة ضد ما يُطلق عليه بتنظيم / الدولة الاسلامية / في العراق وسوريا ، فالتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن بمشاركة دول الخليج العربي وبدعم من بعض دول اوروبية وغير اوروبية بدأ يتلاشى فالحرب قد تستمر طويلا اذا ما أصر المتحالفون ضد / داعش / على الضربات الجوية لمعاقل التنظيم وانهاء التنظيم مرتبط بانزال بري بتلك المناطق على حسب راي قائد الجيش الالماني سابقا هارالد كويات الذي يشغل حاليا عضوية هيئة رئاسة الحلف المذكور للخطط العسكرية يتقييم الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية حول اجتماع وزراء خارجية / الناتو / مساء يوم أمس الاثنين 8 كانون أول/ديسمبر بالعاصمة برلين .
صحيح ان روسيا ومعها ايران تنظران بريبة لنشاطات / الناتو / وتراقب عن كثب خططه في سوريا والعراق ، كما تراقب موسكو التي تجري حاليا مناورات فوق بحر البلطيق نشاطات / الناتو / بدول بحر البلطيق الثلاثة التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي السابق / ليتوانيا وليتلاند واستونيا / اضافة الى بولندا ، أما أن يتأهب / الناتو / لاستلام الحرب ضد / داعش / من التحالف الدولي وبتخويل من مجلس الامن الدولي فالامر في غاية الخطورة ، فقيام تحالف عسكري بين روسيا وايران واحتمال انضمام دول في آسيا الوسطى بتشجيع من ايران التي تملك تأثيرا سياسيا ودينيا بتلك الدول اصبح واردا ومسالة وقت على حسب راي كريستيان براكيل خبير شئون الشرق الاوسط لدى / الناتو / والجمعية المذكورة .
وترى خبيرة / الناتو / ماريا دافيدتشيك من معهد الدراسات الاوروبية ببروكسل ضرورة مشاركة / الناتو / بانهاء الوضع الانساني للشعب السوري فمرور اكثر من ثلاثة أعوام على انتفاضة الشعب السوري وممارسة القتل والتشريد الممنهج الذي يمارسة بشار اسد ونظامه ضد الشعب السوري وبالتالي اعطاءه المجال لفرض سيطرتها على سوريا ضرورة ملحة فعمل عسكري ضد نظام دمشق على غرار العمل العسكري ضد طاغوت ليبيا الراحل معمر القذافي كان عملا انسانيا اكثر منه عسكريا ، صحيح ان ليبيا تعيش بدوامة عنف الا انها احسن حالا مما كانت عليه زمن القذافي ، وربما يصبح العنف سائدا في سوريا بعد رحيل اسد الا انه لن يكون مثل ما عليه الان فعودة الشعب السوري اللاجئ الى بلاده مرتبط بانهاء نظام اسد ولن يكون لاي تحالف عسكري بين ايران وروسيا اي تأثير على ما سيجري في سوريا اذا ما شارك / الناتو / بالحرب ضد / داعش / وضد نظام اسد .