الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- سوريا أفغانستان الثانية ؟

ألمانيا- سوريا أفغانستان الثانية ؟

10.09.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏09‏/09‏/2015
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا انه يريد تقديم مساعدات عسكرية لنظام بشار اسد لمساعدته على محاربة الارهابيين وانه يريد ارسال فرقة عسكرية لحماية القاعدة العسكرية البحرية الروسية الموجود في مدينة طرطوس السورية الساحلية . هذه التصريحات أثارت قلق الولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول الاوربية فقد أجرى وزير الخارجية الامريكي جون كيري اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي سيرجي لافروف محذره من مغبة اي تدخل عسكري روسي الى جانب أسد وان واشنطن لن تسكت على اي اجراء تتخذه موسكو لحماية اسد عسكريا والمشاركة بشكل سافر بالحرب ضد الشعب السوري ، بينما أعرب وزير لخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير عن قلقه أزاء الخطط الروسية مطالبا نظيره الروسي التريث والاستقلالية بازمة العنف في سوريا لاعطاء الجهود الدبلوماسية فرصة من النجاح لانهاء العنف في سوريا سياسيا ، وأعلنت بلغاريا يوم أمس الثلاثاء 8 أيلول / سبتمبر امتناعها عن استخدام الطائرات الروسية مجالها الجوي الى سوريا فموسكو طلبت من صوفيا السماح لطائراتها استخدام مجالها الجوي لايصال مساعدات انسانية الى سوريا بينما عزت صوفيا رفضها الطلب الروسي لعدم مصداقيتها الروس اذ تعتقد ان وفقا لمصادر المخابرات الدولية ان روسيا تريد ارسال اسلحة متطورة الى النظام السوري والتدخل عسكريا الى جانبه .
ويؤكد وزير الدولة سابقا بالخارجية الالمانية لشئون اوروبا والشرق الاوسط الذي يشغل حاليا ملفالعلاقات الالمانية الروسية ويعتبر احد خبراء السياسة الاستراتيجية جيرنوت ايرلر إستحالة انهاء العنف في سوريا بالتدخل العسكري لروسيا بتلك الدولة فسوريا تزدح بميليشيات عسكرية متنوعة فهناك الميليشيات الاسلامية التي تقاتل اسد وتقاتل بالوقت نفسه تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / التي أساءت للاسلام وتشير اصابع الاتهام اليها بتعاونها ودعمها نظام اسد مباشرة وغير مباشرة ومشاركة ميليشيات شيعية وفرق عسكرية ايرانية الحرب ضد الشعب السوري الى جانب اسد واعلان فرنسا مشاركتها بعمليات عسكرية ضد / داعش / الى جانب تركيا وغيرها لن يؤدي الى وقف مغادرة السوريين بلادهم ولن يؤدي ايضا الى انهاء العنف بالاعمال العسكرية اذ لا بد لانهاء مأساة السوريين تعاون مطلق بين حلف شمال الاطلسي / الناتو / وأوروبا والولايات المتحدة الامريكية مع السعودية وقطر وتركيا لانهاء العنف والحرب بتلك الدولة .
وأكد ايرلر بندوة دعا اليها لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني صباح هذا اليوم الاربعاء 9 أيلول / سبتمبر ، عدم وجود معرفة تامة للحكومة الالمانية بالخطط العسكرية الروسية لحماية اسد بالتدخل عسكريا الى جانبه الا ان الحذر ومراقبة ما يجري ضرورة ملحة اذ ان روسيا معروفة بارسال اسلحة متطورة الى النظام السوري وتضع النقض / الفيتو / ضد كل قرار يصدر عن مجلس الامن الدولي الخاص بالشأن السوري مضيفا انه يأمل من زعيم الكرملين بوتين تغيير سياسته الموالية لاسد والتعاون مع المجتمع الدولي لانهاء ازمة ماساة الشعب السوري ووقف سياسة التهجير القسري وغير القسري للشعب السوري من بلاده .
ويؤكد قائد الجيش الالماني السابق الذي يشغل حاليا هيئة رئاسة خطط / الناتو / العسكري هارالد كويات وجود اهتمام ورغبة روسية باجتياح سوريا عسكريا لضبط أمورها وإنهاء انتفاضة الشعب السوري بالقوة العسكرية . فزعيم الكرملين بوتين يقف وراء العنف في اوكرانيا ويساهم بانفصال شرقها عن غربها ويسعى لاشعال حرب مع الغرب ويريد من خلال دعمه القوي لبشار اسد إثبات هيبة روسيا على الصعيدين الاوروبي والدولي وارغام الغرب على اعادة الاعتبار/ على حد وصفه / لمجرم الحرب بشار أسد ، فالتدخل العسكري الروسي في سوريا سيكون شبيها بتدخل السوفييت بافغانستان عام 1978 لحماية الحكومة الشيوعية فيها التي كان يراسها محمد تراقي والقضاء على المعارضة الاسلامية المناوئة للشيوعيين فيها والامر في سوريا شبيه تماما بافغانستان .
وأكد كويات انه بالرغم من الدعم الذي أحرزه التحالف الدولي ضد ما يُطلق عليه بتنظيم / الدول الاسلامية / جراء دخول فرنسا واعلان الروس دعمهم لبشار اسد بمحارب الارهابيين الا ان العمل العسكري لن ينهي ارهاب / داعش / في سوريا والعراق والمطلوب تعاون مطلق بين الغرب مع السعودية وتركيا وايران ايضا لانهاء مأساة الشعب السوري فادا ما انتهت مأساته انتهت الحرب على حد قولهما .