الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- سوريا بين منافق ومجرم

ألمانيا- سوريا بين منافق ومجرم

30.04.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين 29‏/04‏/2016
وصف زعيم منظمة الامم المتحدة بانكي مون قيام طائرات تابعة للنظام السوري ومعها طائرات عسكرية روسية بقف مستشفى بمدينة حلب اضافة الى قصف هذه الطائرات مناطق اخرى بسوريا بانه جريمة لا يقبل منها اي اعتذار ، بينما وصفت منظمة / اطباء بلا حدود / التي تشرف على  تلك المستشفى الوحيدة التي بقيت سالمة بالحرب الدائرة في حلب ومحيطها بجرائم حرب ضد الانسانية على المجتمع الدولي ان ينزع نظارته السوداء التي حجبته عن الرؤيا بما يجري في سوريا ويعمل على انهاء مأساة الشعب السوري على حد قول رئيسة فرع المانيا للمنظمة المذكورة أنيتيه رولر بينما اعتبرت زعيمة معهد حقوق الانسان البرليني بيئاتيه رودولف قصف المنشئات الصحية والتعليمية والقتل الذي يمارسه مرتزقة اسد وايران ولبنان وروسيا بانه عار في جبين الانسانية .
الاجراءات العسكرية التي اشتدت شوكتها في سوريا مؤخرا كانت وراء مناشدة وسيط الامم المتحدة في سوريا ستيفان دي ميستورا زعيم الادارة الامريكية باراك اوباما وزعيم  الكرملين فلاديمير بوتين انقاذ المفاوضات بين ممثلي النظام السوري والمعارضة ، هذه المناشدة لن تسفر عن اي نتيجة فوسيط الامم المتحدة يقف الى جانب النظام السوري ولا ينتهج بوساطته الدبلوماسية الاستقلالية فالوساطة بالعرف السياسي هي تقريب وجهات النظر بين اطراف النزاع ولا يقترح الوسيط  لخطة تصميم طرف مؤيد للجرائم التي ترتكب بحق شعب ما فوسيط الامم المتحدة دي مستورا كان قد طلب من وفد المعارضة السورية الموافقة ببقاء بشار اسد في منصبه وهي من اكبر الاخطاء التي يرتكبها دي ميستورا الذي كشف عن وجهه الحقيقي بانه مع اسد على حد رأي رئيس مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين فولفجانغ ايشينجر .
مناشدة اوباما وبوتين لانقاذ هدنة وقف اطلاق النار هي بمثابة من يستجير بالرمضاء من النار فزعيم الادارة الامريكية  لم يقم بتنفيذ وعوده بمساعدة الشعب السوري ولم يقم بتأديب بشار اسد الذي هدده بالويل والثبور على جرائمه التي يرتكبها في سوريا بل استفتى مجلس الشيوخ الامريكي / الكونغرس /  بتوجيه ضربة قاسية ضد اسد وكانت نتيجة الفتوى التريث الامر الذي كان وراء تشجيع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كمرون سؤال اعضاء البرلمان البريطاني بانقاذ الشعب السوري فكان الجواب سلبيا . وعلى حد رأي الرئيس السابق للجمعية الالمانية للسياسة الخارجية سفير المانيا السابق في سوريا باول فون مارتسان ان ماساة الشعب السوري لا يمكن ان تنتهي بمنافق وهو الرئيس الامريكي اوباما ومجرم قاتل وهو زعيم الكرملين فلاديمير بوتين واوروبا أصيبت بالعجز عن اتخاذ سياسة حاسمة ضد اسد جراء خشيتها من موسكو وتجنبا لمواجهة عسكرية بين الكرملين وحلف شمال الاطلسي / الناتو / الذي أعلن زيادة فرقه العسكرية بدول بحر البلطيق ولا سيما ليتوانيا .
ماذا يريد بوتين في سوريا واوكرانيا التي احتدمت المعارك بالشرق الاوكراني مؤخرا ؟ ويرى رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني سابقا روبريخت بولنتس الذي يرأس حاليا المعهد الالماني لخطط احلال السلام بالشرق الاوسط ان بوتين يريد اعادة مجد روسيا من جديد وعلى الاوروبيين قبول ذلك .