الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- سوريا مأساة القرن الواحد والعشرين

ألمانيا- سوريا مأساة القرن الواحد والعشرين

19.02.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏18‏/02‏/14
أكدت المستشارة انجيلا ميركيل ومعها وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير للرئيس السويسري الذي يشغل ايضا حقيبة خارجية بلاده ديدلا بوركهالتر بأن الحكومة الالمانية تحترم رفض أغلبية الشعب السويسري بالحد من الهجرة الى بلدهم من خلال الاستفتاء الذي جرى في وقت سابق من شباط/ فبراير 2014 في بلدهم اذ اشارت نسبة وصلت الى 50،6 بالمائة رفضهم فتح أبواب بلدهم  كثافة امام المهادرين .
وأكدت ميركيل وشتاينماير بمؤتمر صحافي عقداه كل على حدة مع الرئيس السويسري بوركهالتر هذا اليوم الثلثاء 18 شباط/فبراير بالعاصمة برلين  انه بالرغم من نتائج الاستتفاء السلبية الا ان العلاقات الالمانية السويسرية ستبقى قوية ولا سيما التبادل العلمي والاقتصاد والتعاون السياسي ونتائج الاستفتاء سيئة على الشعب السويسري ، الا ان بوركهالتر أشار انه بالرغم من نتائج الاستفتاء الا ان بلاده ستبقى اوروبية الطابع ولا غنى ليسويسرا .
واشار شتاينماير وبوركهالتر انهما تطرقا الى اوكرانيا وسوريا والبلقان مشيرين ان على الاطراف المتنازعة باوكرانيا  الاستمرار بالحوار الذي سيؤدي الى نتائج ابجابية للازمة ببلادهم وا\لاق سراح السجناء  السياسيين يلقى لدعم اوروبي وعلى الحكومة الاوكرانية السعي لتلبية مطالب المعارضة والشعب الاوكراني .
وأعرب شتاينماير ووبركهالتر عن اسفهما لفشل مؤتمر جنيف / 2/ وانهما يأملان من العودة الى المفاوضات التي ربما تؤدي الى وقف اطلاق النار من اجل مساعدة المحتاجين معنويا  ومساعدتهم غذائيا وطبيا ، أشار شتاينماير الى احتمال العودة الى مجلس الامن الدولي واتخاذ المجتمع الدولي سياسة اخرى مغايرة تشجيعها للحوار السياسي . بينما أعرب بوركهالتر عن اسفه لعدم تجاوب الكثير من دول العالم بالخطط التي قامت بها سويسرا بجمع حملة توقيعات لتقديم بشار اسد الى محكمة الجزاء الدولية مشيرا ان بالده التي استطاعت كسب خمسين دولة الى جانبها من بينها المانيا لم تستطع اكمال كسب دول كثيرة لتقديم اسد الى المحكمة المذكورة جراء اعلان رئيس منظمة الامم المتحدة بان كي مون موعد جنيف /2/ اذ كانت بيرن قد وضعت بعض المل لنجاحه بالرغم من فشله قبل ان يعقد .
وحذر بوركهالتر من  تدهور الوضع الامني والسياسي في البوسنة بشكل أكثر من ذي قبل جراء ازدياد نبرة القوميات فيها اضافة الى الفقر المدقع والبطالة عن العمل التي يعاني البوسنيون المسلمون منها بينما تعتبر حالة الكروات والصرب افضل حالا من البوسنويين معربا عن أمله اعطاء الاتحاد الاوروبي بعض الامل للبوسنويين لتحسين وضعيتهم الاجتماعية وبالتالي السعي للحد من ظاهرة المطالبة بتفسيم البوسنة من جديد على حد قولهم .
وومن جهة أخرى فقد وصف وزير التنمية الالمانية بيرند مولر الذي زار الاردن يوم أمس الاثنين 17 شباط/فبراير ومخيم الزعتري للاجئين السوريين مأساة هؤلاء اللاجئين بمأساة القرن الواحد والعشرين والاردن الذي يستضيف اكثر من 100 الف لاجئ بمعاناته من نقص بالمياه واللاجئين زادوا معاناته موجها بالوقت نفسه شكر الحكومة الالمانية للاردن ولبنان وتركيا لاستقطاب العدد الكبير من اللاجئين السوريين وعلى المجتمع الدولي تقديم جميع المساعدات التقنية وغيرها للتخفيف عن معاناة السوريين والتخفيف عن الاردن .
وأوضح مولر انه قام بجولة بمخيم الزعتري واطلع عن كثب حول الخطط التنموية الالمانية ومنظمات الاغاثة الدولية التي تقوم بتنفيذها في ذلك المخيم وان وزارته ستقوم أيضا بانشاء مدارس ومستشفيات ميدانية لتأهيل الاطفال بالتعليم وتأمين الطبابة للاجئين كما أنه أكد لوزبر  التخطيط الاردني ابراهيم سيف  مساهمة المانيا بتأمين مياه الشرب واصلاح الاراضي الزراعية والتحسين من استخراج المياه من خلال ابار ارتوازية واصلاحات اقتصادية اخرى وان الحكومة الالمانية قررت تقديم حوالي 15 مليون يورو لتنفيذ هذه الخطط كما قررت بالاتفاق حمع منظمة حماية الطفولة / اليونيسيف / تقديم حوالي 10 مليون يورو تذهب في ريع رعاية اطفال اللاجئين السوريين اجتماعيا وصحيا وتعليميا .
واشار مولر انه اجتمع بالامير الاردني  الحسن بن طلال حيث أكد الاثنان بأن الازمة السورية لم يعد بإمكان الحرب بتلك الدولة بالجهود السياسية والضرورة ملحة لاتخاذ قرارات اخرى من اجل انهاء ماساة الشعب السوري ولا سيما اللاجئين الذين يتطلعون دائما بالعودة الى بلدهم من جديد على حسب قوله .