الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- شفاء رجل البوسفور المريض

ألمانيا- شفاء رجل البوسفور المريض

13.08.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏11‏/08‏/14
أعرب رئيس الدولة الالماني يوئاخيم جاوك تهنئته رئيس وزراء تركيا رجب الطيب اردودان لفوزه برئاسة بلاده خلال نتائج الانتخابات لرئاسية التي جرت بتركيا يوم أمس الاحد 10 اب/اوجسطس وحصل فيها اردوجان على 53 بالمائة من الاصوات .
وأشار جاوك للصحافة ببرلين هذا اليوم الاثنين 11 آب/اوجسطس ان تركيا بفوز رادوجان تدخل مرحلة جديدة من تاريخها الحديث معربا عن أمله مساهمة اردوجان بإرساء الديموقراطية بشكل أكثر ببلاده والمساواة بين فئات وعرقيات الشعب التركي  وتنمية علاقات بلادة وترسيخا مع اوروبا ولا سيما مع المانيا الى جانب مساعيه لتحقيق التعيش السلمي بين الاسلام والمسيحية على حد قوله .
كما أعربت المستشارة الالمانية انجيلا ميركيل حسب تصريح لنائبة ناطق الحكومة الالمانية كريستينه فيرتس بمؤتمر الحكومة الالمانية المعتاد هذا اليوم الاثنين 11 آب/ أوجسطس لرئيس الوزراء التركي رجب الطيب اردوجان عن تهنئتها له بفوزه بالانتخابات الرئاسية التي جرت ببلاده يوم أمس الاحد 10 الشهر الجاري معربة له النجاح بمهام منصبه الجديد الذي يعتبر اكثر المناصب حساسية واهمها مشيرة الى رباط صداقة وثيق بين المانيا وتركيا  وانتخبه رئيسا لتركيا سيجعل العلاقات بين البلدين المذكورين أكثر عمق ورسوخا مضيفة أن تطورات الاوضاع السياسية والامنية التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط تجعل من تركيا والمانيا أكثر تعاونا لايجاد لاسبل الكفيلة لرأت التصدع وانهاء الاحتقان بالمنطقة المذكورة على  حد قولها حسب ما أعلنته فيرتس .
ويرى مراقبو السياسة التركية بفوز مؤسس حزب العدالة والتنمية رئيس الوزراء التركي رجب الطيب اردوجان بمنصب رئيس رئاسة بلاده بداية عهد جديدة لتركيا بعد أن أحرز الاسلامي النزعة اردوجان لبلاده قوة اقتصادية وسياسية مهابة الجانب في اوروبا والعالم الاسلامي ولا سيما منطقة الشرق الاوسط التي تعتبر بلاد جزءا هاما لا بتجزأ بتلك المنطقة . فقد استطاع اردوجان اثر استلامه منصب محافظ مدينة استانبول عام 1994 أي قبل عشرين عاما اجراء اصلاحات اقتصادية وعمرانية بتلك المدينة التي كان الاوروبيون يتطلعون اختيارها عاصمة لأوروبا  لاقتراح اقترحه  نابليون بونابرت على الزعماء الاوروبيين اثناء حكمه فرنسا  واحتلاله لبعض الدول الاوروبية في مقدمتها المانيا  . وجراء الانجازات التي حققها اردوجان باستانبول واعضاء حزبه بمدن تركية اخرى حقق الحزب قوة رئيسية بالانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2002 بتركيا تم موافقة المحكمة الدستورية العليا استلام اردوجان منصب رئاسة الوزراء بعد ان كان ممنوعا جراء السجن الذي تعرض له لخلفيته الاسلامية .
ويرفض وزير الخارجية الالماني السابق يوشكا فيشر  مقارنة اردوجان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي عاد الى منصب رئاسة  بلاده جراء تغيير على الدستور الروسي الا ان وضع اردوجان مغايرا عن بوتين اذ لن يكون هناك مبادلة بالرئاسة ورئاسة الوزراء بين اردوجان ورئيس الدولة الحالي عبد الله غول كما ان تركيا تختلف عن روسيا فتلك الدولة يحكمها حزب واحد والمعارضة هشة أما تركيا فمتعددة الاحزاب ويوجد بها دستور وبالتالي لموقعها الهام في اوروبا والعالم الاسلامي ولن يكون هناك احتيال بالمناصب .
رجل البوسفور المريض الذي أعلن عن ذلك  سفير القيصرية الروسية في استانبول عام 1853   هلموت بون مولتكيه / 1800-1891 / على الدولة العثمانية وأكد على زعماء اوروبا في ذلك الحين عام 1878 على ذلك  قد بدأ يتماثل بالشفاء بعيد موت مصطفى كمال اتاتورك بالرغم من أصابته بنكسات صحية عندما أعدم العلمانيون عدنان مندريس / 1891 – 1961/  وجراء انقلابات العسكر ضد حكومات نجم الدين اربكان وغيره / قد بتماثل بالشفاء تماما منذ ارتفاع شعبية وقوة حزب العدالة والتنمية وبفوز اردوجان برئاسة الدولة تركيا الحديثة ، الجمهورية الثانية أو الثالثة ، فان اوروبا والعالم الاسلامي سيشهد مرحلة جديدة من تطورات سياسية واجتماعية واقتصادية سيرغم الغرب   ضرورة تعامله مع تركيا باحترام وذلك من اجل ما يُطلق عليه  التعايش السلمي بين الشرق والغرب واستقرار اوروبا والعالم الاسلامي وعدم وضع شروط مجحفة للمفاوضات التي تجري بين اوروبا وتركيا لدخولها عضوية الاتحاد الاوروبي فاوروبا بحاجة الى تركيا القوية وليست بحاجة الى تركيا الضعيفة اقتصاديا وسياسيا ومنهمكة بالاضطرابات الامنية والسياسية وغيرها .
ونجاح  اردوجان بانتخابات رئاسة بلاده لفطرة شعبه على الاسلام ، فعندما أعاد رئيس وزراء تركيا السابق مندريس الأذان الى اللغة العربية ذبح الاتراك الغنم بالشوارع  ابتهاجا لسماع نداء / الله أكبر / بالعربية وموقف الحكومة التركية ولا سيما اردوجان تجاه قضايا الشعب الفلسطيني والسوري وقضايا الشعوب الاسلامية الاخرى دليل واضح على دعمهم لاردوجان وحكومته معربا عن أمله تغيير الحكومة الالمانية لسياستها تجاه رغبة تركيا دخول الاتحاد الاوروبي فمنطق المستشارة انجيلا ميركيل  الذي يكمن بعلاقات خاصة مع الاتراك بدل العضوية واستمرار هذا المنطق يضر بالعلاقات الالمانية التركية وبالعلاقات التركية الاوروبية ويُبقي على القول القائل بعنصرية اوروبا تجاه الاسلام.