الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- فشل الحرب ضد الإرهاب بأفغانستان

ألمانيا- فشل الحرب ضد الإرهاب بأفغانستان

05.04.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏03‏/04‏/14
رأى رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني روبرت روتجينز ان الوضع في افغانستان مستقر بالظاهر الا انه غير مستقر بشكل عام وبحاجة ملحة لدعم عسكري من المجتمع الدولي واستقرار تلك الدولة سياسيا وامنيا وبالتالي تقييم نجاح او فشل الانزال العسكري والوضع القاتم حاليا لا يستطيع المرء تقييمه الا لبعد  سنوات متعددة .
جاء ذلك بندوة تقييم لخبراء افغانستان حول الانزال العسكري لحلف شمال الاطلسي / الناتو / ودول اخرى غير عضوة بتلك الدولة هذا اليوم الخميس 3 نيسان/ابريل قبيل معركة الانتخابات الرئاسية التي ستجري بعد يوم غد السبت 5 نيسان/ابريل ومرور اثنا عشر على الانزال العسكري لمحاربة الارهاب واعلان الدول المشاركة بالانزال العسكري سحب فرقها العسكرية من افغانستان خلال حلول نهاية عام 2014 الحالي .
وأكد روتجينز ان منظمات المساعدات الدولية بمقدمتها الالمانية استطاعت انجاز الكثير من المهام بتعمير مرافق تلك الدولة التحتية الا ان الامر لا يعني ببناء افغانستان بأن الارهاب قد اختفى والمجتمع الافغاني اصبح متفتحا على المجتمعات  الاخرى والامر يتطلب جهودا كثيرة لاستقرار افغانستان ووجود فرقا  عسكرية لمؤازرة الحكومة الافغانية ضرورة ملحة للحيلولة دون عودة ما وصفهم روتجرز بالمتشددين الاسلاميية والحيلولة دون عودة افغانستان الى القرون الوسطى من جديد
خبير العالم الاسلامي الصحافي المخضرم بيتر شولاتور / 90 عاما / رأى ان الانزال العسكري الدولي بالدولة المذكورة قد فشل وعلى حلف شمال الاطلسي / الناتو / ان يعترف بهزيمته للعالم   أمام الشعب الافغاني  بصراحة مشيرا بأن نتائج  الانتخابات الرئاسية التي ستجري خلال اليومين القادمين  معروفة  اذ سيفوز بها مرشخ رابطة الشمال الذي يعتبر رجل الغرب وهذا يعني ان الغرب لا يستطيع ارغام الافغانيين اقتباس نموذج الحريات باوروبا فقد بذل الاتحاد السوفياتي النفس والنفيس والقوة والهيمنة للقضاء على تقاليد الشعب الافغاني الا انها باء بالفشل وانهزم أمام ذلك الشعب والمطلوب من الغرب اذا ما أراد ان يثبت نجاح انزاله العسكري وجهوده لارساء الحريات العامة امام العالم ان يساعد الافغانيين معنويا و وماديا دون التدخل بعاداتهم وتقاليدهم ومعتقداتهم .
واعتبر خبير انزالات الغرب بافغانستان اوتو يكيل تسليم الجيش الالماني بافغانستان فرقا عسكرية افغانية بعض المناطق للاشراف على امنها واستقرارها عودة شرعبة افغانستان وان تلك الخطوات تعتبر هامة اذ ان الافغانيين سيشعرون بمسئولية امن بلادهم واستقرارها الا ان الغرب وخاصة المانيا ارتكب أخطاءا جسيمة فهو لم يساعد الحكومة الافغانية بارساء قانون التجنيد الاجباري لأن جميع الذين تم دمجهم بالجيش الافغاني بمثابة مرتزقة  وعلى المانيا التي تعتبر الدولة الرئيسية بتعمير مرافق افغانستان السعي لاقناع  الحكومة الجديدة بارساء هذا القانون فوجود جيش نظامي مجندين اجباريين الى جانب المتطوعة كفيل بأن يساهم باستقرار تلك الدوفة ومواجهة الارهاب .
ورأى خبير شئون افغانستان بمعهد اوتو سور للعلوم السياسية في جامعة برلين الحرة يان / جان / كولر ان الغرب لم ينتبه الى الاخطار المحدقة بامن افغانستان واستقرارها ، فالخطر يكمن بانتشار الرشوة فالرئيس الافغاني حميد كرزاي يعتبر احد رعاة الرشوة ببلاده كما لم يساهم ببسط سيطرة حكومته في جميع مناطق افغانستان هذه السياسة التي ينتهجها كرزاي تعتبر من الاسس الرئيسية لشلل استقرار الدولة المذكورة وحائلا دون احلال الحريات العامة فالمجتمع الافغاني بحاجة الى توعية سياسية واجتماعية بين مخاطر الرشوة كما انه بحاجة ماسة بأن تكون حكومته غير مقتصرة على مكابول بل في جميع ارجاء افغانستان .
ورأى هؤلاء الخبراء ضرورة الابقاء على فرق عسكرية ومنظمات تنموية بتلك الدولة والسعي لاقناع الحكومات الافغانية بانتهاج سياسات اصلاحية اكثر اذا ما اراد الغرب بالفعل استقرار افغانستان بشكل طبيعي والا فان الدولة المذكورة  التي عانت من حروب استمرت لاكثر من خمس وثلاثين وعاما ستعاني من حروب وحكم حكومات كثر تطرفا من الطالبان وغيرهم .