الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- صدى كلمة اوباما أمام الأمم المتحدة

ألمانيا- صدى كلمة اوباما أمام الأمم المتحدة

27.09.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين  25‏/09‏/14
تركت كلمة الرئيس الامريكي باراك اوباما التي ألقاها يوم أمس الاربعاء 24 أيلول/ سبتمبر أمام اجتماعات منظمة الامم المتحدة حول الحرب ضد تنظيم / الدولة – داعش /  الذي حث فيه على تضامن اكبر ضد ذلك التنظيم مشيدا فيه تضامن دول منطقة الخليج  العربي بمشاركتهم بالاعمال العسكرية ضد الارهاب ، صدى ايجابيا وسلبيا لدى بعض السياسة في المانيا .
فوزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الموجود حاليا في نيويورك أكد للمحطة الثانية من الرائي / التلفزيون / الالماني ان اوباما بمطالبته بتضامن اكبر ضد / داعش / رسالة غير مباشرة لالمانيا وتركيا التي اعلنت فيما بعد مشاركتها بالاعمال العسكرية في سوريا ضد / داعش / معلنا ان الحكومة الالمانية كانت أول من بادر من الاوروبيين وقبل الامريكيين تسليح الاكراد جراء جزمها مدى خطورة التنظيم   المذكور بالرغم من ان قرار التسليح كان صعبا للغاية لخطورة ما اذا كانت تلك الاسلحة ستقع بأيد تعبث بها او بمثابة تشجيع للاكراد استقلالهم عن العراق الذي ترفضه الحكومة الالمانية مضيعا ان لا مشاركة عسكرية فعالة للجيش الالماني ضد / داعش / في العراق ولن تشارك بتوسعة نظام الحرب ضد التنظيم المذكور في سوريا قبل دراسة الوضع ميدانيا وعلى ارض الواقع وبالتالي موافقة البرلمان الالماني على المشاركة .
ولم يستبعد شتاينماير امداد المعارضة السورية بالاسلحة موضحا ان اي قرار يتخذ من اجل تسليح المعارضة السورية يجب الاخذ بعين الاعتبار عدم وقوع هذه الاسلحة بأيدي عناصر تعادي الغرب وبالتالي لأي جهة من المعارضة السورية ستذهب تلك الاسلحة لأن المعارضة منقسمة على نفسها والجيش الحر اصبح على شفا الانهيار والانتهاء ففي سوريا تنظيما لا تعد ولا تحصى واكثرها تقول انها معتدلة وتحارب / داعش / وكل دعم الماني للسوريين واستمرا الدعم العسكري  للاكراد  يتم من خلال دراسته ميدانيا والاثار السلبية والايجابية التي ستسفر عنه .
خبيرة السياسة الاسلامية بالمعهد الاوروبي للدراسات الاستراتيجية ماريا جوزفينيه مولر أعربت  قلقها  عن مستقبل دول منطقة الخليج العربي والاردن جراء مشاركتها واشنطن عسكريا ومعنويا وماديا ضد / داعش / وتوسعة نطاق الحرب في معاقل التنظيم بسوريا اذ ان دول الخليج عندما تتوقف واشنطن عن شن الغارات على معاقل التنظيم ستصبح عرضة لانتقام / داعش / والمتعاطفين معها ، فامريكا لن تقضي على هذا التنظيم بشكل كامل وستبقي عليه وتقوم بدعمه حتى يتسنى له اثارة العنف والفوضى بدول الخليج التي لا تزال بمنأى عن الزعزعة الامنية وبالتالي أثبتت جدارتها جراء استجابتها لمتطلبات شعوبها عدم وصول ما يُطلق عليه بـ / الربيع العربي / اليها وعلى دول الخليج ان تكون حذرة من السياسة الامريكية فالرئيس الامريكي اوباما لا يقل خطرا عن سلفه جورج بوش ، فبوش كان محاربا ، واوباما يلبس ثوب المسالم الا انه ثعلب ماكر .
وحول احتمال استمرار تضامن دول منطقة الخليج العربي مع اوباما ضد / داعش / أكد خبير الشرق الاوسط من جامعة مدينة زينغين / احدى مدن ولاية شمال غرب الراين / لودفيج أمَّان  توازن هذا التحالف فدول الخليج  تشعر بقلق كبير من خطر / داعش / الا ان الضرورة ملحة أخذ الخليجيين على عاتق امريكا ان لا تدعهم عرضة للمخاطر عندما تسحب واشنطن سفنها الحربية واغلاق قةواعدها العسكرية بدول البحر الابيض المتوسط والخليج العربي فواشنطن لا تحارب / داعش / بسبب خطرها على المنطقة بل انتقاما من التنظيم الذي قتل بعض مواطنيها مشيرا الى ضرورة ان لا يكون للتحالف الدولي ضد الارهاب الذي يطالب به اوباما من خلال كلمته التي القاها بالامم المتحدة  معاديا للدين الاسلامي فالرئيس الامريكي السابق جورج بوش دمج الاسلام بالارهاب  الامر الذي اعتبرته الشعوب الاسلامية حربا معلنة ضدهم وعلى التحالف الدولي ان لا يقتصر بتوجيه ضر باته ضد / داعش / بل يجب عليه ان يشمل ميليشيات ما يُطلق عليه بـ/ حزب الله / اللبناني والمرتزقة الشيعة الاخرين الذين يحاربون الشعب السوري فهم ارهابيون ايضا معربا عن قلقه مرونة تبديها واشنطن وبعض الاوروبيين قبول ايران بالتحالف المذكور فهو يعني  قبول رئيس نظام سوريا بشار  اسد بالمجتمع الدولي  من جديد .