الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- ضربة موجعة للدبلوماسية - آراء حول مصر وسوريا

ألمانيا- ضربة موجعة للدبلوماسية - آراء حول مصر وسوريا

17.08.2013
هيثم عياش


برلين  /‏16‏/08‏/13
اصبحت تطورات الاوضاع الامنية والسياسية في مصر حاليا التي نجمت عن عزل الجيش المصري رئيس بلادهم محمد مرسي والعنف الذي استخدمته قوات الجيش والشرطة بانهاء الاعتصامات في القاهرة يومي الاربعاء والخميس المنصرمين راح ضحيتها مئات الاشخاص حديث الساعة وتكهنات يثيرها السياسيون وخبراء الشرق الاوسط حاليا حول مستقبل انتفاضة الشعب السوري اضافة الى مستقبل تونس السياسي . الا ان ما يجري في مصر وسوريا يطغو على ازمة تونس السياسية فحكاء تونس يحاولون قدر المستطاع الحيلولة دون أن تصيب بلادهم ما اصابت مصر الأمر الذي يعتبر ارتياحا للسياسة الخارجية لالمانيا حسب تأكيد وزير الخارجية الالماني جويدو فيسترفيليه الذي عاد برلين مساء قبل يوم أمس الاربعاء 14 آب/اوجسطس من تونس الذي أجرى بها مباحثات مع مسئوليها واطلع عن كثب حول تطورات الوضع السياسي فيها بعد الاحتجاجات التي نجمت عن مقتل احد زعماء المعارضة السياسية في وقت سابق من تموز/يوليو المنصرم .
وأعرب فيسترفيليه الذي زار القاهرة قبل حوالي اسبوعين للتوسط بين المعارضة والحكومة المؤقتة من خلال مقابلة  مع المحطة الثانية من الرائي / التلفزيون / الالماني صباح هذا اليوم الجمعة 16 آب/اوجسطس عن قلقه حول تطورات الاوضاع السياسية والامنية في مصر  معتبرا عنف الجيش والشرطة ضد المحتجين وقتلهم المئات منهم انذار خطير حول احتمال وقوع حرب اهلية بمصر  وممارسة الشرطة والجيش العنف وانهاء الاحتجاجات دليل واضح على انهاء الحريات العامة والسعي لعودة بطش الجيش والحكم الفردي بتلك الدولة وما آلت اليه الاوضاع ضربة موجعة للدبلوماسية الدولية التي بذلت جهودها لانهاء الازمة السياسية والدعوة الى حوار وطني شامل مؤكدا ان مصر بحاجة الى الاخوان المسلمين وغيرهم من الجماعات الاسلامية وانه من المستحيل ابعادهم عن اللعبة السياسية بمصر الا انه اكد ضرورة استمرار الجهود الدبلوماسية والتقرب اكثر من زعماء السياسة والاحزاب بتلك الدولة وتشجيع منظمات المجتمع الدولي قبل غرق مصر بدوامة حكم الجيش وان المانيا لن تتخلى عن الشعب المصري .
وأكد فيسترفيله انه بالرغم من اتجاه أنظار العالم مصر الا ان الوضع في سوريا يعتبر ضمن اوليات السياسة الدولية وان الدبلوماسية الدولية في مقدمتهم المانيا لن تخذل الشعب السوري والمساعدات المعنوية ستستمر اضافة الى الجهود لايجاد حل سياسي ينهي ماساة الشعب السوري مستبعدا في الوقت نفسه انعقاد مؤتمر جنيف / 2/ الدولي خلال الاسابيع القليلة المقبلة مبديا تشاؤمه حول المؤتمر المذكور ما اذا كان مفيدا او لا .
وير التنمية والتعاون الدولي ديرك نيبيل اشار بمؤتمر صحافي دعا اليه بوزارته صباح هذا اليوم الجمعة 16 آب/اوجسطس استمرار اهتمام وزارته بمساعدة الشعب المصري تنمويا واقتصاديا وعلاقة المانيا لن تكون حاليا مع الحكومة المؤقتة طالما تستخدم العنف وتصر على احكام الطوارئ ومنع التجول اذ ساهمت الاحداث الاخيرة اضطرار وزارته إغلاق مكتبها  الذي يقوم بتنفيذ ووضع خطط اقتصادية تنموية موضحا ان إغلاق المكتب يعود الى وضع الشرطة والجيش عوائق تحول دون عمل موظفيه اضافة الى خطر الوضع الامني وغضب شعبي على الغرب جراء اعتقاده وقوف الغرب وراء الانقلاب العسكري  معتبرا اي خطوة لقطع العلاقات مع مصر تعتبر غير حكيمة اذ ان الشعب بحاجة الى دعم معنوي للحيلولة دون انهيار الديموقراطية وفشل طموحات الشعب المصري التي كانت هدفها من خلال الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك ارساء الحريات العامة  مصر .
عضو شئون السياسة الخارجية وناطق السياسة الخارجية لكتلة الديموقراطيين الاشتراكيين بالبرلمان الالماني رولف موتسنيش اتهم الولايات المتحدة الامريكية تشجيعها على الانقلاب وان الشرطة والجيش لم ينهيا الاحتجاجات بالقوة والعنف وقتلهما المئات من المحتجين الذين يطالبون باعادة الشرعية لولا تأكيد  وزير الخارجية الامريكي جون كيري موقفه المؤيد للانقلاب العسكري حيث اشار في وقت سابق من الاسبوع المنصرم بأن انقلاب الجيش وعزله محمد مرسي هو من اجل المحافظة على الديموقراطية مؤكدا ان الديموقراطية التي يتكلم عنها كيري كانت موجودة بمصر قبل الانقلاب والغيت منذ سيطرة الجيش على مقاليد السلطة بمصر منتقدا وزير الخارجية الالماني فيسترفيليه الذي دافع عن الموقف الامريكي معتبرا تصريحات الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم أمس الخميس 15 آب/اوجسطس محاولة تصحيح وجه البيت الابيض لدى المصريين والشعوب العربية الاخرى وخاصة الشعب السوري الذي بدأ يشعر بالإحباط جراء انقلاب العسكر . ورأى موتسينيش ان الحيلولة دون وقوع حرب اهلية بمصر يكمن بتضامن غربي اسلامي لانهاء الوضع المتأزم خلال وساطات وجهود مكثفة تسفر باطلاق مرسي  وقيام حكومة وحدة وطنية وعفو عام دون ملاحقة احد من زعماء السياسة واعطاء الذين قاموا بالانقلاب امانا بعدم اضرار تصيبهم .
ومن ناحيته اعتبر سكرتير الدولة السابق بوزارة الخارجية الالمانية لشئون الشرق الاوسط يورجين خروبوج الدعايات التي اثيرت بأن النصارى يتعرضون للاضطهاد ومسئولية الاخوان المسلمين وغيرهم من الاسلاميين وراءها عارية عن الصحة اذ ان الاخوان معروفون بحمايتهم لاقباط مصر الذي ساهم بعضا منهم بإثارة الفتن ضد المسلمين بمصر من خلال افلام قاموا بإعدادها مشيرا ان بعض النصارى من المصريين والسوريين  يقفون وراء الاساءة لشعبي بلدهما مؤكدا بأنه لا حرب اهلية ستقع بمصر لان المصريين يتمتعون بحكمة وذكاء والخلاف بين المصريين ينتهي اذا ما تراجع الغرب عن تدخله بشئون مصر الداخلية الا أنه اشار بأن حالة من العنف والفوضى ستسود تلك الدولة حتى تعود الامور الشرعية الى نصابها من جديد .واشار  خروبوج الذي شغل سفيرا لبلده في واشنطن ودمشق والقاهرة بأن امريكا واوروبا جراء تدخلهم بالشئون الداخلية للشعب المصري فقدا تأثيرهما السياسي بمصر كما فقدتا وجههما  لدى الشعب السوري جراء تقاعسهما عن وضع حد لغطرسة وبربرية بشار اسد اضافة الى تأييد الغرب لاراء وزيرا الخارجية الامريكي والروسي كيري وسيرجي لافروف بعقد مؤتمر جنيف / 2 / الدولي حول سوريا ويمكن لهما العودة الى مصر وسوريا من جديد اذا ما حاورا جميع الاطراف السياسية بشكل ايجابي في مقدمتهم الاخوان المسلمين   بمصر وتأكيدهما على انمه لا مستقبل لبشار اسد في سوريا .
واتهم خوربوج الاعلام في المانيا وراء الفتن ضد الاخوان المسلمين وغيرهم مشيرا ان الاعلام يتحدث عن هجوم على الكنائس بمصر بينما لا يتحدث عن هجوم تتعرض له المساجد بمناطق النصارى المصريين مطالبا الاعلام الالماني والغربي انتهاج سياسة الاستقلالية اذ لا ينبغي للصحافي ان يكون محايدا لاحد على حد قولهم .
وخروبوج  متأهل من سيدة مصرية تعرض للاختطاف مرتين احداهما بالجزائر  والاخرى باليمن عامي 2003  و2005