الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- على أوروبا البقاء صامدة

ألمانيا- على أوروبا البقاء صامدة

11.07.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏09‏/07‏/2015
رأى الرئيس البولندي برونيسلاف كوموروفسكي بمحاضرة ألقاها مساء يوم أمس الاربعاء 8 تموز / يوليو بالعاصمة برلين وقوف الاتحاد الاوروبي على مفترق طرق خطير للغاية فاما أن يثبت الاتحاد المذكور قوته وشخصيته بأنه يمثل الاوروبيين ومؤهلا لكسب ثقة اكثر من 500 مليون نسمة يعيشون بالاتحاد وبقاء اوروبا صامدة لمواجهة  الازمات السياسية والعسكرية التي تعج باوروبا وجيرانها بالشرق الاوسط وشمال افريقيا والسعي لانهاءها حتى يثبت للعالم وحدة سياسته الخارجية والاستراتيجية والدفاعية  او يقبل بالامر الواقع انهياره  وخلود كل دولة فيه الى الاهتمام بنفسها .
وعزا كوموروفسكي عدم اهتمام روسيا بتحذيرات الاوروبيين واستيائهم من سياسة الكرملين التي ينتهجها باوكرانيا ومخاوف دول بحر البلطيق  / ليتوانيا وليتلاند واستونيا / التي كانت بعة للاتحاد السوفييتي السابق ومخاوف بولندا من غزو روسي الى عدم وجود سياسة خارجية قوية للاتحاد الاوروبي والخلاف حول العلاقات مع روسيا بين الاوروبيين الامر الذي جعل من موسكو الاخذ بعين الاعتقاد ان الاوروبيين غير جادين بتحذيراتهم وغير مؤهلين لردع الكرملين وبالتالي حاجتهم الى روسيا وسلخ موسكو شبه جزيرة القرم عن اوكرانيا وضمها الى روسيا لم يكن ليقع لو ان موسكو شعرت بقوة الاوروبيين ، حاثا  الاوروبيين السعي بشكل جدي لانهاء مأساة الشعب السوري فالبحث عن السبل السياسية لانهاء الحرب في سوريا يعتبر مستحيلا فردع النظام السوري بالقوة وعدم الاهتمام بدعم الكرملين لنظام دمشق كفيل بتغيير كفة الميزان لصالح الشعب السوري مطالبا الاوروبيين اثباتهم بانهم حماة حقوق الانسان فتدفق اللاجئين على اوروبا عبر البحر الابيض المتوسط يعود الى استهانة مهربي اللاجئين بالاوروبيين معتبرا محاربتهم بعقر دارهم رورة ملحة مثل محاربة الاوروبيين بالقرن الافريقي للقراصنة من خلال اخذ موافقة الامم المتحدة بمحاربة مهربي اللاجئين .
وحث كوموروفسكي الى علاقات وطيدة بين المانيا وبولندا فالحرب العالمية الثانية حأدثت شرخا  للعلاقات بين شعبي البلدين المذكورين وبالرغم من مرور سبعين عاما على انتهاء الحرب وطرد البولنديون الجيش الالماني من بلادهم  ومساعي الحكومات الالمانية والبولندية السابقة على  نسيان الماضي الا انه لا يزال يوجد هوة بين البلدين الضرورة ملحة لسدها على حد قوله .