الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- على حماس أن تصبح مرنة ومستقلة عن انتفاضة سوريا

ألمانيا- على حماس أن تصبح مرنة ومستقلة عن انتفاضة سوريا

12.06.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏11‏/06‏/14
كانت الحكومة الالمانية من بين دول الاتحاد الاوروبي التي أعربت عن ترحيبها للمصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة وطنية كما كانت من بين دول في العالم من انتقد اعلان رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو بناء مستوطنات جديدة كردة فعل سلبية جراء المصالحة والحكومة الفلسطينية الوطنية .
وأكد سفير الكيان الصهيوني السابق ببرلين افي بريمور الذي يشغل رئاسة معهد الدراسات الاوروبية بتل ابيب ان الكيان الصهيوني قد فقد وجهه وسمعته من العالم منذ سنوات وازدادت  سمعته  أكثر سوءا جراء سياسة الاستيطان التي ينتهجها نتنياهو   وسياسة الصهاينة تجاه الفلسطينيين وتجويغ الغزاويين اضافة الى سياسة الاغتيال متحديا بذلك الاوروبيين والولايات المتحدة الامريكية ضاربا الاحتجاجات  بعرض الحائط واضعا دبر راسه كل المطالب بشأن تسهيل عملية السلام والعودة الى الحوار المباشر مع الفلسطينيين وابداء المرونة بوقف الاستيطان من اجل كسب ثقة الفلسطينيين . كل هذه الاسباب كانت وراء فقدان سمعة الثهاينة وازدياد الكراهية لهم بالكثير من دول العالم وحتى المانيا .
جاء ذلك بندوة صحافية عقدها بريمور صباح هذا اليوم الاربعاء 11 حزيران/يونيو بالعاصمة برلين .
الا أن بريمور الذي اعلن استياءه من سياسة نتنياهو انتقد ايمور الغرب الذي يطالب الصهاينة بالانسحاب من الضفة الغربية والعودة الى حدود ما قبل حرب الخامس من حزيران /يونيو عام 1967 مشيرا بأن الضفة الغربية محتلة الا ان على اوروبا وامريكا وبعض الدول العربية التي تطالب بالانسحاب شريطة عقد سلام واتفاقيات تبادل السفراء توجيه اسئلتهم الى المستوطنين الصهاينة ما اذا يؤيدون الانسحاب من الضفة الغربية أم لا مؤكدا يقينه بأن الجواب سيكون لا للانسحاب .
واكد بريمور رفضه للحكومة الوطنية الفلسطينية الجديدة اذ ان حماس تعتبر منظمة ارهابية واذا ما ارادت بالفعل انهاء الحصار المفروض على شعب غزة والاعتراف بها دوليا انتهاج سياسة الاستقلالبة وقبول جميع الاتفاقيات الدولية حول السلام بمنطقة الشرق الاوسط ولا سيما مبادئ قيام دولة فلسطينية الى جانب الكيان الصهيوني والقبول بالامر الواقع بوجود الكيان الصهيوني واحقيته بدولته على ارض فلسطين واذا ما رفضت ذلك فان الحوار معها يبقى مستحيلا فلا احد يستطيع ان يعيش باخطار من كل جوانبه  معربا بالوقت نفسه عن ترحيبه اعلان بعض دول منطقة الخليج العربي وضع جماعة الاخوان المسلمين ضمن لائحة الارهاب لان هذه الجماعة أعدى اعداء الصهاينة بالعالم الاسلامي متطرقا في الوقت نفسه الى الوضع في سوريا مؤكدا ضرورة ان تبقى حماس بمنأى عن النزاع بين الشعب السوري ونظام بلاده وعدم مد حماس يدها لمساعدة الاسلاميين في سوريا لأن استمرار بقاء الكيان الصهيوني مرتبط ببقاء بشار اسد على راس السلطة في سوريا  واذا ما أراد الغرب مساعدة الشعب السوري بانهاء ماساته وانهاء نظام أسد فيجب ان يأخذ على عاتقه إرغام زعماء المعارضة السورية بعدم الاعتداء على الكيان الصهيوني مثل ما يفعله أسد حاليا .
واستبعد ايمور تماسك بقاء الحكومة الفلسطينية الوطنية الجديدة اذ ان حماس التي أوقفت عداءها الرئيس الفلسطيني محمود عباس يمكن ان تعود لمعاداته فالهوة بين رام الله وقطاع غزة عميقة ومتسعة والحكومة الوطنية الجديدة تعتبر جسرا هشا غير متماسك سرعان ما يتعرض للانهيار على حد قوله .