الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- غمامة سوداء فوق إيران ودمشق

ألمانيا- غمامة سوداء فوق إيران ودمشق

15.06.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين ‏14‏/06‏/2015
هل اقتربت نهاية رئيس نظام بشار أسد جراء تحقيق المعارضة المسلحة السورية خطوات ايجابية بتحريرها  بعض المدن والمناطق السورية من قبضة اسد ونظامه ، وهل ستحتل ايران سوريا بشكل رسمي ؟ وهل يستطيع التحالف الخليجي الاسلامي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين انقاذ اليمن من التقسيم ومنع ايران من احتلاله واحتلال دول منطقة الخليج العربي ؟  سؤال يشغل حاليا خبراء الشرق الاوسط  . فقد مضى اكثر من خمسة اشهر على اعلان التحالف ضد الحوثيين الذي يعيثون بارض اليمن فسادا ويعتدون على الاراضي السعودية بين الحين والاخر وذلك بتحريض من ايران . فالرئيس الايراني حسن روحاني أعلن في وقت سابق ومرارا ان  سياسته تجاه السعودية ودول الخليج الاخرى ستصبح قوية اكثر من ذي قبل وخاصة حرصه على علاقات قوية مع السعودية الا ان تصريحاته هذه لم تطبق ميدانيا وبالعكس فالعلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران ينظر اليها بانها عادية وقوية الا ان اطماع ايران بالمنطقة ودعمها للحوثيين ولرئيس اليمن السابق علي عبد الله صالح المتعاون مع الحوثيين جعل من العلاقات السعودية الايرانية اسوأ مما كانت عليه من قبل بل العلاقات بين الرياض وطهران كانت اكثر قوة اثناء حكومة محمود احمدي نجاد العروف بتشدده . وعلى حد رأي خبيرة شئون الشرق الاوسط وزير الدولة السابق بوزارة الخارجية الالمانية كارستين مولر التي ترأس حاليا فرع معهد هاينريش بول للدراسات والمساعدات الدولية في فلسطين المحتلة بندوة دعا اليها المعهد يوم أمس السبت 13 حزيران / يونيو بالقرب من العاصمة برلين ، فان التحالف الخليجي ضد الحوثيين يمكن ان يحقق أهدافه وهو القضاء على حركتهم وبالتالي امكانية السعودية وقطر احلال السلام باليمن واعادة الهدوء اليه مرتبط بإنهاء نظام بشار اسد فاليمن دولة فاشلة ومسئولية الخليجيين تكمن الحيلولة دون سقوط تلك الدولة ببرائن ايران .
رئيس نظام سوريا بشار اسد يعيش في هذه الايام تحت غمامة سوداء تنذره باقتراب نهايته وأجله فالانتصارات التي يحققها المعارضة السورية المسلحة التي قامت من اجل حماية الشعب السوري يمكن لها النجاح باستعادة دمشق من نظام سوريا ولذلك فان ايران تسعى بكل ما اوتيت من قوة عسكرية ومالية لحماية اسد من السقوط في الهاوية فبقاء اسد يعني بقاء ايران كقوة عسكرية بمنطقة الشرق الاوسط  ودعمها المطلق للحوثيين لاخضاع دول منطقة الخليج العربي والقضاء على اسد يعني انحسار ايران وتراجعها  وقطع يد الاخطبوط الذي يسعى لخنق دول منطقة الخليج العربي بأسرها .
التحالف ضد الحوثيين وما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية – داعش / وحصر طهران ببلادها يمكن ان يتحقق من خلال القضاء على نظام بشار أسد  ، الا أن هناك مشكلة كبيرة فالغرب وعلى راسه الولايات المتحدة الامريكية لا تريد لاسد السقوط فزعيم الادارة الامريكية باراك اوباما لم يكن صادقا مع السعودية ومع الشعب السوري أيضا ، صحيح ان الادارة الامريكية اعلنت تأييدها لـ / عاصفة الحزم / الا انها لم تقدم شيئا لهذا الدعم فواشنطن تريد تثبيت اقدامها بمنطقة الشرق الاوسط برمته  من خلال علاقات وطيدة مع طهران على حساب السعودية كما ان اوباما اصاب السعودية والقطريين والاتراك والسوريين من خلال تهديده اسد بالويل والثبور لاستخدامه الاسلحة الكيمياوية ضد الشعب السوري في صيف عام 2013 الا انه تراجع أثر اعلان رئيس نظام دمشق استعداده اتلاف كيمياوياته هذه السياسة التي ينتهجها الغرب تعتبر درسا للسعودية ودول منطقة الخليج والاتراك وغيرهم تنفيذ سياسة حزم وعزم لانهاء نظام اسد بالقوة من اجل انهاء قوة الحوثيين بحصر ايران على حد راي خبير الشرق الاوسط بيتر هاينه .