الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- قلق على النصارى واليزديين من / داعش / هذا ما تريده أمريكا

ألمانيا- قلق على النصارى واليزديين من / داعش / هذا ما تريده أمريكا

10.08.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين / ‏08‏/08‏/14
نجم تطورات ما يجري في العراق وسوريا وتهجير اليزيديين نجم عنه صدام بين اليزيديين وشباب مسلم بمنطقة هارفورد الالمانية الواقعة بولاية شمال غرب الراين / رينانيا الشمالية / يوم أمس الخميس 7 آب/اوجسطس جراء مظاهرة لليزيديين أمام أحد مساجد المدينة بالتعاون مع عناصر يسارية متطرفة / ماركسيين / حيث قاموا بقذف المسجد بالحجارة وزجاجات حارقة الامر الذي نجم عنه قيام عنصر متعاطفة مع / داعش / باقتحام محل يمكلة ناشط يزيدي من الاكراد يقوم بتمويل اتباع دينه بالعراق وسوريا وقامت الشرطة الالمانية بتفريق المتظاهرين واعتقلت بعضهم . هذه الظاهرة أغاظت وزير الداخلية الاتحادي توماس دو مايزيز ليعقد تصريحا للمحطة الثانية من الرائي / التلفزيون / الالماني من مكان إجازته هذا اليوم الجمعة 8 آب/اوجسطس ليؤكد متابعة الفعاليات الامنية لتطورات الوضع الامني بمدينة هارفورد مشيرا انه لا مكان للمتعصبين المسلمين في المانيا  وتأكيد حماية الحكومة الالمانية للديانة اليزيدية التي تعتبر وعلى حد رأيه أكثر طوائف المسلمين انفتاحا على الديموقراطية والحريات العامة . / اعلن اليزيديون مؤخرا بأنهم لا يتبعون الاسلام وديانتهم مستقلة /. وأعلن مسلمو هيرفورد ان مسجد السلام التابع لهم لا علاقة له بالمصادمات التي وقعت بين المسلمين واليزيديين الاكراد بالمدينة المذكورة وان الامر كان بمثابة خلاف بين الاكراد اليزيديين وعناصر من الشيشان اضطروا للجوء الى المسجد ، بينما أكد  ناطق اليزيديين في المانيا تليم طلعت / يزعم انه أموي/ ان حياة اليزيديين  في العراق وتركيا وسوريا  في خطر محذرا من انتقال العدوى الى المانيا واوروبا مطالبا الفعاليات الامنية بحماية منشئات اليزيديين الدينية وانهم مثل النصارى تماما معرضون للاضطهاد والتصفية في العراق وسوريا .
هذه التطورات وتطورات ما يجري في العراق ساهمت خلال الايام الاخيرة الماضية وبالتحديد منذ سيطرة ما يُطلق عليه تنظيم / الدولة الاسلامية – داعش / على الموصل ومدن عراقية اخرى وتهديد هذا التنظيم العاصمة العراقية بغداد  وازدياد قوتهم ببعض المدن السورية ، مخاوف وقلق على هذا التنظيم الذي يعتبر وعلى حد راي الكثير من مراقبي تطورات الأوضاع الامنية والسياسية بدول منطقة الشرق الاوسط ومنذ الغزو الامريكي للعراق عام 2003 طابورا خامسا لايران ونظام سوريا ، فالتنظيم موجود على الساحة العراقية بعيد الايام الاولى لسقوط بغداد بيد الامريكيين كان نظام الملالي ونظام دمشق وراء دعمه بحجة مقاومة الاحتلال الامريكي الا انه اختفى من الساحة العراقية عند بدء انتفاضة الشعب السوري ضد نظام بلاده ليجد ببعض المناطق السورية التي اصبحت خارجة عن سيطرة نظام دمشق مرتعا  خصيبا له .
وبالرغم  من اتهام اعضاء شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني السعودية وقطر وتركيا تمويل هذه المنظمة الا ان الحكومة الالمانية استبعدت الدول التنظيم المذكور ضمن لائحة الارهاب وبالتالي تأكيد رئيس جهاز المخابرات الالمانية جيرهارد شيندلر هذا اليوم الجمعة 8 آب /اوجسطس وجود حشود عسكرية سعودية على حدودها مع العراق تحسبا للطوارئ كما ان الرياض وانقرة ودول بالخليج العربي تعتبر هذا التنظيم في غاية التطرف  اساء لانتفاضة الشعب السوري كما اساء لسمعة المسلمين .
وقد نجم عن استيلاء التنظيم لمناطق تقطنها ذات اغلبية مسيحية ومن معتنقي الديانة اليزيدية وتهجيرهم  مطالب بايواء هؤلاء الى المانيا فقد أعلنت رئيسة وزراء ولاية تورينجين  كريستينه ليبركنيخت ان الحكومة الالمانية تدرس حاليا مع الاوروبيين ايؤاء نصارى العراق ومعتنقي اليزيدية وان هذه الخطط سيتم مناقشتها خلال  اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي وقت لاحق من آب/اوجسطس الحالي بينما طالبت عضوة شئون سياسة حقوق الانسان وناطقة الحزب المسيحي الديموقراطي لشئون حقوق الانسان بالبرلمان  الالماني اريكا شتاينباخ تشكيل قوة عسكرية اوروبية لحماية نصارى العراق من بطش / داعش / . 
الا ان خبير منطقة الشرق الاوسط ميشائيل لودرز عزا ازدياد قوة / داعش/  في العراق  وسوريا الى مسرحية امريكية تقوم / داعش / بتنفيذها مشيرا ان التنظيم المذكور شبيه تماما بتنظيم الطالبان الافغاني فهذا النظيم لم يشارك في معارك تحرير افغانستان ولما لم تؤدي حكومة الرئيس الافغاني السابق الراحل برهان الدين رباني  المهام اتت واشنطن بهذا التنظيم ليحكم افغانستان ثم لتنقلب عليه انتظارا لما ستساهم به حكومة حميد كرزاي   من أداء ما تطلبه واشنطن منها .و / داعش/  تريد القضاء على انتفاضة اهل السنة بالعراق وانتفاضة الشعب السوري .
ويزعم زعيم اليزيديين في المانيا تليم طلعت بأنه اموي النسب.
وعلى الصعيد نفسه فقد اعتبر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير بتصريح للصحافيين هذا اليوم الجمعة 8 آب/اوجسطس تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية/ خطرا على المسلمين ايضا الذين لا يوافقون افكارهم المتطرفة وخطر هذا التنظيم لا ينحصر بسوريا والعراق فحسب بل على منطقة الشرق الاوسط برمته معتبرا اقدام التنظيم المذكور على قتل وتهجير نصارى ويزيديين من قراهم بالعراق اجرام وعمل بربري وجبان وخسيس  ينافي تعاليم الاسلام السمحة .
وألمح شتاينماير الى اتخاذ اجراءات وقائية ضد هذا التنظيم بالتعاون مع الاوروبيين واصادقاءهم بمنطقة الشرق الاوسط من اجل وضع حد لخطر / داعش/ . وأعلن شتاينماير وضع الحكومة الالمانية حوالي 2 مليون و900 الف يورو مساعدات انسانية طارئة جديدة تذهب في ريع تقديم معونات طبية وغذائية ولتأمين مخيمات لايواء الللاجئين الذين شردهم / داعش /  .
وأعلنت الخارجية الالمانية ان  مندوب منطقة الشرق الاوسك بوزارة الخارجية  ميجوئيل بيرجر سيستقبل خلال هذا اليوم ايضا  وفدا من زعماء اليزيديين  نمضيفة الى فتح مكتب طوارئ فيها لمتابعة ما يجري في العراق .