الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- قيام قريب لدولة الأكراد بالشرق الأوسط

ألمانيا- قيام قريب لدولة الأكراد بالشرق الأوسط

31.03.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين 30‏/03‏/2016
يحظى الاكراد بعاطفة جياشة وتضامن كبير من بعض الساسة الالمان والاوروبيين ، اذ يعتقد بعض  السياسيين ان الاكراد مثل الارمن عانوا من مجازر واضطهاد في تاريخهم الحديث ، فالأرمن الذين يزعمون بانهم تعرضوا لمجزرة زمن الدولة العثمانية عام  1915 تعتبر موضع مناقشة بالبرلمان الالماني الذي رفض عام 2015 إدانت تركيا بشكل رسمي الا انه رأى الى ضرورة مراجعة التاريخ بشكل صحيح داعيا في الوقت نفسه تجاوز الماضي والعمل على المصالحة والتعايش السلمي بين الارمن والاتراك وبالتالي مع المسلمين . ويؤكد ساسة من  حزب الخضر من بينهم نائبة رئيس البرلمان الالماني كلاوديا روت المعروفة بعدائها لحزب العدالة والتنمية التركي ومعها اعضاء من حزب التحالف اليساري من بينهم رئيسة كتلتهم بالبرلمان الالماني زهرة فاجينكنيخت  ان الاكراد يعانون من اضطهاد وتصفية في تركيا وسوريا والعراق ولا بد من مساعدتهم لقيام دويلة لهم ، بل ويذهب استاذ مادة التاريخ الحديث في جامعة برلين الحرة هانس فيلهلم مولر ان من بين فقرات اتفاقية سايكس – بيكو قيام دويلة للاكراد الا ان تلك الفقرة وبضغط كبير من  بعض زعماء العالم آنذاك تم حذفها . ومنذ مجزرة مدينة حلبجا العراقية التي تمت عام  1988التي راح ضحيتها اكثر من خمسة آلاف شخص  وتشريد اكثر من ثلاثة مليون من الاكراد عام 1991 التي راح ضحيتها  بأوامر من رئيس العراق السابق صدام حسين / كما تشير جميع الدلائل حول اتهام العراق بذلك  / واعتقاد البعض بان ايران كانت وراء تنفيذ تلك المجزرة ، ازدادت ظاهرة التعاطف والتضامن مع الاكراد الى أن ظهر تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / كقوة لا يُستهان بها في العراق وسوريا اذ استطاع التنظيم السيطرة على مناطق آهلة بالأكراد في العراق ارتفعت نبرة دعم  المطالبة بدويلة مستقلة للاكراد في العراق  بعيد تسليح الحكومة الالمانية وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية وغيرها اكراد العراق للدفاع عن أنفسهم من / داعش / كما ويحظى اعلان حزب الاتحاد الديموقراطي الذي يراسه صالح مسلم بقيام دويلة للاكراد في سوريا وتركيا بدعم قوي من بعض السياسيين الاوروبيين ومن روسيا  التي تصر على قيام دولة للاكراد بالمناطق الآهلة بهم في سوريا بالرغم من تأكيد بعض السياسيين الاوروبيين الذين يبذلون جهودهم لانهاء الاقتتال في سوريا سلميا من بينهم وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ونظيره الفرنسي السابق لورنس فابيوس اللذين لا يزالان يؤكدان على وحدة الاراضي السورية وتدعم واشنطن موسكو دولة للاكراد في العراق وسوريا ولكن ليس علنا .
ومن المقرر أن يعقد الاكراد مؤتمرا لهم في وقت لاحق من عام 2016 بالعاصمة برلين علىى غرار مؤتمرهم  الذي عقدوه بمبنى برلمان ولاية العاصمة برلين في نيسان من عام 2013 وبالتحديد يوم 17 منه في ذكرى استقلال سوريا عن فرنسا ، ففي المؤتمر المذكور أكد صالح مسلم ومعه احد أستاذة التاريخ في جامعة السوربون الفرنسية اسماعيل بيسكيشي  ان مسلمي سوريا من العرب يضطهدون النصارى  في سوريا فبينما كانت نسبتهم في ذلك البلد وصلت عام 1963 اي قبيل استيلاء حزب البعث على السلطة بتلك الدولة الى 22 بالمائة وصلت منذ بدء الانتفاضة الشعبية في ذلك البلد الى 9 بالمائة مؤكدا ان الاكراد حماة النصاى في سوريا .
ويؤكد رئيس المنظمة الكردية الاوروبية والدولية التي تتخذ بالقرب من مدينة كولونيا / وسط/ مقرا لها بوتان تحسين من الديانة اليزيدية  الذي يقوم حاليا على تنظيم مؤتمر الاكراد ان قيام دويلة للاكراد تشمل مناطق في سوريا والعراق وتركيا وايران الى تخوم اذربيجان قريبة للغاية وهي موضع واهتمام السياسة الدولية مشيرا بندة دعا اليها مساء يوم أمس الثلاثاء 29 آذار/ مارس ببرلين ان النظامين السوري والعراقي يضطهدان الاكراد ونوري المالكي رئيس الوزراء العراق السابق كان مع بشار اسد ينتهجان سياسة عنصرية وقحة ضد الاكراد وتحالف حزب الاتحاد الديموقراطي مع نظام سوريا انما هو للمصالح بالرغم من ان صالح يعتبر غير مرغوب به لدى الكثير من الاكراد الا ان المصلحة العامة للشعب الكردي ترى دعم صالح الذي يريد قيام دويلة مستقلة للاكراد في سوريا تكون بمثابة وحدة وحلقة وصل مع اكراد العراق وتركيا . وتطرق تحسين الى وضع الديانات الاخرى لدى الاكراد مشيرا ان صدام حسين وتنظيم الدولة / داعش / ساهما بتهجير اليزيديين الذين هجر اكثرهم مناطقهم والتجأوا الى الكيان الصهيوني مع اليهود الاكراد ولم يبقى ن اليزيديين الا القليلة بمناطقهم واصبحت تلك المناطق خالية تماما من اليهود والمسيحيين من الاكراد وسكان مناطق سوريا والعراق الاهلة بالاكراد وجد النصارى عندهم الامن والاستقرار محذرا من مغبة عدم دعم الاكراد الذين يطالبون بدويلة مستقلة لهم في سوريا والعراق وتركيا اذ سيؤدي ذلك الى إبادة الاكراد والنصارى بتلك المناطق على حسب رايه .