الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- كفى بكاءً على عين العرب - كوباني

ألمانيا- كفى بكاءً على عين العرب - كوباني

18.10.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين  /‏16‏/10‏/14
يحظى الاكراد والطائفة النصيرية ومعتنقي الديانة اليزيدية  بعاطفة وتأييد من منظمات سياسية وانسانية واعضاء بحزبي الخضر والتحالف اليساري . وتعتقد الجمعية الالمانية الدولية لحقوق الانسان وهي جمعية تتبع الكنيسة والحزب المسيحي الديموقراطي ومقرها مدينة فرانكفورت اضافة الى منظمة حماية الشعوب المهددة بالانقراض واعضاء بحزب الخضر والتحالف اليساري  في مقدمة من يطالب بحماية الاكراد والاقليات الدينية المذكورة ، اذ تؤكد جمعية حقوق الانسان الدولية ان المسلمين العرب في سوريا والعراق ومعهم السعودية وقطر وتركيا وبعض دول منطقة الخليج العربي يقفون وراء المذابح التي يتعرض لها النصارى واليزيديون وبالتالي محاولات للحد من قوة الاكراد والحيلولة دون تأسيسهم دويلات لهم بالمنطقة كما وتطالب هذه المنظمات واعضاء بحزبي الخضر واليساريين الاعتراف بكردستان العراق كدولة مستقلة اذا ما اعلن سياسيو تلك الدويلة استقلالهم بشكل تام عن العراق .
وقد ارتفعت نبرة معاقبة تركيا لامتناع حكومتها عن خوض حرب بمفردها ضد تنظيم / الدولة الاسلامية – داعش / بهجوم بري لانقاذ مدينة عين العرب / كوبانا / من سقوطها بيد تنظيم / داعش / فالحكومة التركية تعي تماما المخطط الامريكي في المنطقة الذي يكمن بإثارة الاكراد على الاتراك بحجة ان انقرة لا تريد انقاذ عين العرب من مخالب / داعش / علما ان الحكومة التركية اعلنت تحالفها مع التحالف الدولي واستعدادها لهجوم بري ضد عناصر / داعش / اذا ما تم تنفيذ طلبها باقامة منطقة عازلة لحماية اللاجئين السوريين والعراقيين وحظر تحليق طيران للحيلولة دون اعتداء من نظام سوريا على الاراضي التركية كما تعرف تركيا ان اعلان واشنطن الحرب ضد / داعش / ونجاحها باستقطاب دول منطقة الخليج العربي وتضامنها ضد / داعش / انما هو لصالح واشنطن وليس من اجل محاربة الارهاب على حد رأي خبير شئون منطقة الشرق الاوسط والسياسة الامريكية واحد خبراء القضاء الدولي ومؤسسي محكمة الجزاء الدولية نورمان بيتش الذي يعتبر احد اعضاء مؤسسي التحالف اليساري واعلن قبل فترة خروجه من الحزب جراء مطالبة اعضاء بالبرلمان الالماني من كتلة الحزب المذكور إعادة الشرعية لرئيس نظام سوريا بشار أسد والتعاون معه ضد / داعش / .
وأكد بيتش بمحاضرة القاها هذا اليوم الخميس 16 تشرين أول / اكتوبر بالعاصمة برلين ان اقامة منطقة عازلة على الحدود السورية التركية والتركية العراقية وبالتالي حظر جوي محدود سيؤدي الى محاربة / داعش / بشكل افضل من ذي قبل والولايات المتحدة الامريكية التي ترفض زحفا بريا تريد وراء ذلك إطالة الحرب في المنطقة واعطاء بشار اسد فرصة للاندماج بالمجتمع الدولي من جديد بحجة وقوفه  ضد الارهاب والقضاء على انتفاضة الشعب السوري التي مضى عليها اكثر من ثلاثة اعوام دون ان يقوم المجتمع الدولي بتنفيذ وعوده بإنهاء ماساة الشعب السوري .
وكانت زعيمة التحالف اليساري  كاتيا كيبينغ قد طالبت المستشارة انجيلا ميركيل السعي لدى  رئاسة  حلف شمال الاطلسي  / الناتو / بإلغاء عضوية تركيا من الحلف لرفض حكومتها اعطاء أوامرها بالزحف على عين العرب وبالتالي قصف الجيش التركي لمواقع كردية معتبرة قصف مناطق للاكراد بمثابة عون ودعم  الاتراك لأخوة الدين من تنظيم / داعش /  وإضعاف قدرة الاكراد بالدفاع عن أنفسهم وحماية مدينة عين  العرب من السقوط بين / داعش / .
التصريح هذا أثار حفيظة وزير الخارجية السابق يوشكا فيشر الذي رأى بندوة صحافية دعا اليها معهد هاينريش بول للدراسات والمساعدات الدولية بالعاصمة برلين بأن الجميع يتباكى حاليا على عين العرب / كوبانا / بينما لم يتباكى المجتمع الدولي على حلب وحمص وحماة وإدلب ودرعا ومناطق بدمشق ومقتل اكثر من 250 الف نسمة على يد النظام السوري ومرتزقته من شيعة ايران وافغانستان والباكستان والعراق اضافة الى تشريد اكثر من سبعة مليون شخصا مشيرا انه قبل التباكي يجب دراسة الوضع بتلك المناطق سياسيا وميدانيا وبالتالي المخطط الذي يراد منه ابقاء منطقة الشرق الاوسط بدوامة الفوضى . وكان فيشر قد أشار قيل يوم أمس الثلاثاء بمحاضرة القاها ان ما يجري بمنطقة الشرق الاوسط تنفيذا لمخطط سايكس بيكو  الذي فشل بتنفيذ تقسيم المنطقة المذكورة الى دويلات كثيرة عرقية ودينية وان امريكا استلمت ملف تلك المنطقة من فرنسا وبريطانيا لتنفيذ ذلك المخطط بنفس طويلة .
ويعتقد خبراء سياسيون لهم علم بنوايا الاكراد انه اذا ما نجح الاكراد في سوريا بتثبيت دويلتهم التي أطلقوا عليها / روجافا/ فانهم سيسعون لتوسعة رقعتها لتشمل مناطق بتركيا وضمها الى كردستان العراق الامر الذي يعني تقسيم تركيا ولا بد لهذا المخطط أن يفشل .
وتقف ايران بالمرصاد لتركيا في هذه الايام ، فيتهم الاعلام الايراني بالمانيا تركيا بانها تتعاون بشكل مباشر مع السعودية وقطر بدعم / داعش / وان السعوديين لن يسمحوا لامريكا بالفتك بمسلمي اهل السنة والجماعة وتحالف الرياض والدوحة مع واشنطن على / داعش / للتمويه فقط ووضع حد لانهاء تلك الاصوات التي تعتقد بان السعودية تدعم / داعش / والميليشيات الاسلامية التي تحارب النظام السوري . وكان نائب وزير الخارجية الايراني حسين مير عبد اللهيان / قد أعلن قبل أيام بأن طهران لن تسمح بالقضاء على حليفها بشار اسد لان بقاءه على رئاسة نظام  دمشق أمن لبقاء الكيان الصهيوني ، الامر الذي اعتبره رئيس مجلس اليهود الالماني الاعلى ديتر جراومان الحكومة الالمانية الى اعادة حوارها مع رئيس نظام سوريا للمصلحة الامنية للكيان الصهيوني .