الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- لا دعم خليجي لـ " داعش"

ألمانيا- لا دعم خليجي لـ " داعش"

19.06.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏18‏/06‏/14
أوردت شبكة مجلة  / شبيغل/  الاخبارية التي تصدر المجلة المشهورة / شبيغل / قبل ايام وإثر سيطرة منظمة ما يعرف باسم / الدولة الاسلامية بالعراق والشام – داعش / بأن دولا بالخليج العربي بمقدمتها السعودية وقطر وعمان وراء دعم هذه المنظمة ماليا وما تملكه هذه المنظمة من معدات عسكرية متطورة مصدرعا المانيا اشترتها لهم قطر ، هذا التقرير كان قد تم نشره يوم الخميس من 12 حزيران / يونيو الحالي أدى الى مطالبة اعضاء من كتلتي الخضر والتحالف اليساري بعدم ارسال اسلحة الى السعودية وقطر مما ساهم بخروج وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير عن  برودة أعصابه مشيرا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره المغربي صلاح الدين مزوار  ان المانيا ليس لا تراقب تلك الدول التي تشتري اسلحة من المانيا لمن توردها معتبرا خبر شبكة / شبيغل/ أداة للإثارة .
ورأى رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني نوربرت روتجين انه لا مصلحة ولا رغبة للسعودية وقطر بدعم هذه المنظمة التي اساءت لنفسها وأساءة للاسلام جراء  اعمال عنف غوغائية لا تستند اصلا الى تعاليم الاسلامي  في سوريا وتقرير / شبيغل/ بأن عمان دعمت ايضا المنظمة بالمال والعتاد بعيد كل البعد عن الواقع اذ ان الدولة المذكورة احدى الدول العربية والسلامية التي تقوم بدعم رئيس نظام سوريا بشار أسد .
جاء ذلك بندوة حول تطورات العراق دعا اليه اعضاء شئون السياسة الخارجية بالبرلمان مساء يوم أمس الثلاثاء  17 الشهر الجاري .
وأوضح روتجين انه لا مصلحة للدول المذكورة بدعم / داعش / عدا عن ذلك فان دول الخليج وفي مقدمتها السعودية تسعى لوضع حد دون احتراق منطقة الشرق الاوسط برمته  بحرب دينية بين السنة والشيعة تقوم بعض دول في العالم وفي مقدمتها ايران لاشعالها ، فايران تحتل سوريا سوريا بشكل غير رسمي جراء همينتها السياسية والعسكرية على نظام سوريا  وتحتل العراق رسميا بمساعدتها المباشرة وهمينتها السياسية والمالية والمعنوية على العراق فرئيس وزراء تلك الدولة نوري الماليك يتلقى تعاليمه من طهران مباشرة والامر الضروري حوار سياسي ديني يجمع جميع اطياف الشعب العراقي إضافة الى الدول الاسلامية الخليجية وتركيا والاردن من اجل الحيلولة دون تقسيم العراق فتصريحات مسعود بارزاني الاخيرة التي أشار فيها انه مثل للاكراد من دويلة لهم في العراق فان اهل السنة لحق الحق بدويلة لهم بتلك الدولة ، وما تتناقله تقارير مؤكدة بان قطر تدعم /داعش / هو من خلال تنبؤات تكمن بالنزاع على القوة بين السعودية وقطر ، فوضع الامارات العربية المتحدة والسعودية وغيرهما الاخوان المسلمين وجبهة النصرة و / داعش / ضمن قائمة الارهاب ورفض الدوحة ذلك القرار يأتي من خلال الصراع على النفوذ .
ورأى خبير الشرق الاوسط مدير معهد العلوم والسياسة فولكر بيرتيس ان العراق بحاجة الى بناء قواعد جديدة له تشمل جميع البنى التحتية للوزارات والجيش والحكم فالمالكي انتهج سياسة عنصرية وبالرغم من وجود استياء ايراني من سياسة المالكي وانتقادات له الا ان هذه الانتقادات خافتة للغاية . وأكد بيرتيس ان التطورات الامنية في العراق من خلال سيطرة/ داعش / وميليشيات اسلامية اخرى ليس له بتنظيم إرهابي ، فالمنظمات الارهابية لا تستطيع احتلال مدينة او دولة بل ما يجري في العراق انتفاضة حقيقية بمشاركة فعالة من اهل السنة والجماعة الذين يعانون من اضطهاد وتهميش ومن بقايا الجيش العراقي السابق وهذه الانتفاضة امتداد لانتفاضة الشعب السوري فلا تكاد عائلة مسلمة في سوريا من اهل السنة والجماعة الا فقدات أقارب لها وفقدت كل شيئ بينما تجد المناطق الآهلة بالعلويين تعيش وكانها مثل فيينا ايام الحرب العالمية الثانية اي انها بمنأى عن المآسي التي يتعرض لها أغلبية الشعب السوري عدا عن ذلك فان المرء يلاحظ بشدة كيف ان مناطق السنة بالعراق تعيش ببنية تحتية سيئة وكذلك في سوريا أيضا . وأعرب بيرتس عن رايه ان انهاء الازمة العراقية حاليا تكمن بحوار سياسي ديني بين اطياف الشعب العراق موضحا ان اعضاء شيعة بالبرلمان العراقي ينتقدون سياسة المالكي تجاه اهل السنة واعضاء اهل السنة بالبرلمان لا يؤيدون انتفاضة اهل السنة والجهاديين ويجب استغلال هذه المواقف المتناقضة بحوار يجمع الشعب العراقي للحيلولة دون تقسيم العراق على حد قولهما .