الرئيسة \  تقارير  \  ألمانيا- لعبة الأمم لإفشال الربيع العربي

ألمانيا- لعبة الأمم لإفشال الربيع العربي

29.07.2013
هيثم عياش


برلين ‏28‏/07‏/13
يراقب مراقبو منطقة الشرق الأوسط وخاصة تلك الدول التي تشهد حاليا احتجاجات في مصر وتونس وليبيا وعدم تحقيق انتصار على الارض والسياسة ايضا للمقاومة والمعارضة السورية فشل ما يُطلق عليه بـ /الربيع  العربي / فالكثير من محبي المسلمين العرب في الغرب الذي كانوا يأملون  انحسار الديكتاتورية  بالدول المذكورة وارساء الحريات العامة التي تعتبر أساسا للنهضة والرخاء الاقتصادي والاجتماعي يخشون ذهاب آمالهم سدى جراء العنف بتونس وليبيا وانقلاب العسكر المصري ضد أول رئيس منتخب شرعيا من قبل الشعب الامر الذي يعني عودة ديكتاتورية  الى مصر والقضاء على نسائم الحرية التي هبت منذ الاطاحة بحسني مبارك .
ولا يختلف اثنان من مراقبي تطورات الاوضاع بتلك الدول ان السياسة الغربية وراء عدم استقرار تلك الدول سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وذذلك جراء تحاح الاسلاميين في انتخابات نزيهة جرت بتلك الدول كما ان اتفاق السياسة الغربية على عدم مساعدة الشعب السوري بانهاء مأساته بالحرب التي يشنها عليهم الطاغية بشار اسد منذ منتصف آذار/مارس عام 2011 هو خشية السياسة الغربية من مشاركة او استلام الاسلاميين حكم سوريا التي تعتبر بلدا اكثر من مفهوم الاستراتيجية .
ويعزو المحبين للاسلام والمسلمين الغربيين  للمسلمين العرب بالشرق الاوسط محاولة الغرب لافشال الربيع العربي هو خوف الغرب من الاسلام وهذا الخوف ممتد الى جذور قديمة بالتاريخ الانساني فبعيد فشل الحروب الصليبية كان الغرب يعتقد ان خلاصهم من الاسلام يأتي من الشرق أي من آسيا فما ان بدأت هجمات المغول على العالم الاسلامي الا وأصبحت سفارات الغرب الى ملوك التتار نيطة لاقناع قادتة التتار بضرورة القضاء على دول الخلافة العباسية فبالرغم من استجابة التتار لمطالب الغرب اضافة الى خيانة الشيعة وتحريضهم التتار على الاسلام والخلافة الاسلامية الا ان الغرب اصيب بطعنة نجلاء جراء انتصار المسلمين في معركة ذي قار على التتار القضاء على غطرستهم وعندما اعتنق التتار الاسلام  جزم الغرب ان حلمهم من المشرق قد تلاشى .
ويعتقد المستشرق الالماني واستاذ علوم الاسلام ومادة العربية جيرنوت روتر الذي ودعنا قبل مدة ان الغرب ينظر الى الامير ايجون فون سافايون / 1663- 1735 / من اسرة هابسبورج الذي رد العثمانيين عن ابواب فيينا عام  1697 والى الرئيس الامريكي السابق جورج بوش / الاين / بمقدسين لأنهما قادا حربا ناجحة ضد المسلمين وينظرون الى قادة الجيش الجزائري الذي أطاحوا بجبهة الخلاص الاسلامي الذي نجحوا بانتخابات نزيهة عام 1991 باولياء لله لانهم اوقفوا المد الاسلامي في شمال افريقيا الذي من الممكان ان يصل الى الشرق الاوسط بقوة ذلك الانقلاب الذي وقف الغرب وراءه ولا سيما فرنسا ونجم عنه مقتل اكثر من مائة الف جزائري. والانقلاب العسكري الذي قاده عسكر مصر لم يكن ليقع لولا تواطؤ زعماء جبهة الانقاذ والتمرد مع الجيش بدعم وتخويل من الولايات المتحدة الامريكية  فتطورات الاحداث في سوريا والمناوشات التي تقع بين الحين والاخر في هضبة الجولان المحتلة وسيناء ضد الصهاينة  جعلت جزم وزير الخارجية الامريكي السابق هنري كيسينجر بانه لا حرب بمنطقة الشرق الاوسط بدون مصر  ولا سلام بدون سوريا حقيقة لا بد منها فلذلك  عزت الادارة الامريكية للعسكر بعزل مرسي والقضاء على منجزات الشعب المصري وان الادارة الامريكية ومعها بريطانيا اللتين تمارس المماطلة  بتسليح الجيش السوري الحر تخشى من اسلامية منطقة الشرق الاوسط برمته .
ويثير استاذ علوم العربية والاستشراق في جامعة هومبولدت بيتر هاينه الذي درس العربية ببغداد وقام بتدريس مادة السياسة الدولية بالجامعة المستنصرية تساؤلاته حول ما اذا كات تدخل الغرب بشئون مصر وتونس وليبيا والعراق وعدم مساعدته الشعب السوري هو خرق لمواثيق حقوق الانسان واختيار وحرية الشعوب مؤكدا ان اوروبا وقفت اثناء احتجاجات شعوب تلك الدول ضد انظمتها السابق موقف المتفرج فقط والتصفيق لمن يربح صحيح ان بريطانيا وفرنسا ومعهما حلف شمال الاطلسي / الناتو / ساهموا بانتصار بسيط للشعب الليبي على طاغيتهم معمر القذافي الا انهم تركوا تلك الدولة وهي تعاني من عدم الاستقرار السياسي وتركت امريكا العراق وهو يعاني من حكومة عنصرية عميلة لايران ساهمت بتقسيم الشعب العراقي وزرع الحقد بين السنة والشيعة والحقد ضد الاكراد ةما يجري في مصر حاليا من تأليب المصريين بعضهم ضد بعض ونشر البغض والكراهية ضد الاخوان المسلمين وقبل ذلك محاولة الغرب الوقيعة بين الاخوان والسلفيين  الا سلسلة بسيطة من محاولة افشال ما يطلق عليه بالربيع العربي .
وتجزم عضوة شئون سياسة حقوق الانسان بالبرلمان الاوروبي / الالمانية / بربرا لوخبيلر التي كانت تتزعم فرع المانيا لمنظمة العفو الدولية  بان سياسة الغرب في دول الربيع العربي ستفشل وما يجري في مصر وغيرها هو من اجل ارساء الشرعية بشكل اكثر من ذي قبل اي تلك الشرعية التي انتخبها الشعب لقيادة بلادهم وان الشعب السوري الذي يحارب نظام يعتبر من أعتى انظمة العالم سينتصر بالرغم من  ابتلاءه بمعارضة سياسية تعتبر من أسوء معارضات سياسية في العالم .