الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- مؤتمر حول حماية الآثار السورية

ألمانيا- مؤتمر حول حماية الآثار السورية

04.06.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين 03‏/06‏/2016
يشارك حوالي 270 خبيرا في حماية وترميم الآثار من حوالي 45 دولة في العالم الى جانب منظمات سياسية وحقوق انسانية دولية مستقلة ابتداءً من هذا اليوم الجمعة 3 حزيران / يونيو بمؤتمر دولي بوزارة الخارجية الالمانية بالتعاون مع المنظمة الدولية للعلوم والثقافة / اليونيسكو/ يناقون حتى يوم  غد السبت 4 من الشهر الجاري كيفية حماية الاثار السورية وآثار بلاد الرافدين واعادة ترميمها من جديد .
وأكدت وزيرة الدولة بوزارة الخارجية الالمانية لشئون الشرق الاوسط وافريقيا والثقافة ماريا بوهمر بكلمة افتتحت بها المؤتمر مساء يوم أمس الخميس 2 الشهر الجاري ان آثار بلاد الشام لا تعتبر ملكا لسكان تلك البلاد بل ملكا للانسانية جمعاء وحماية هذه الاثار هي الحفاظ على شخصية وثقافة الشعب السوري بشكل خاص والحفاظ على شخصية الانسانية جمعاء . ووصفت بوهمر محاولة عناصر من ما يُطلق عليه بتنظيم / الدولة الاسلامية / اتلاف بعض آثار مدينة تدمر التي تعتبر رمزا للتسامح والتعايش بين شعوب ذلك الزمان ،ومحاولتهم إتلاف بعض آثار العراق  بأنه لا علاقة له بتعاليم الاسلام وانما هو ايذاء واعتداء صريح على حقوق الانسان ، مضيفة ان الحكومة الالمانية تدعم بكل ما لديها من امكانيات علمية ومعنوية ومادية لحماية آذار بلاد الشام بجميع السبل المتاحة ، واعادة ترميم بعض الاثار التي تعرضت لمحاولة إتلاف يتطلب جهودا جبارة من مؤرخين وعلماء آثار للمساهمة باعادة ترميمها بشكل افضل من ذي قبل .
وأعلنت بوهمر وضع وزارتها حوالي 5 مليون يورو لقسم / اليونيسكو / الذي سيرعي اعادة ترميم آثار مدينة تدمر ، كما ان الحكومة الالمانية تريد اجراء تدريب مهني للشباب السوري على علم  الاثار وعمله وكيفية ترميم الآثار حتى يستطيعوا العمل على ترميم والحفاظ على آثار بلادهم .
ومن ناحيتها اعتبرت زعيمة / اليونيسكو / ارينا بوكوفا الحفاظ على آثار بلاد الشام والرافدين / العراق / احد هموم   ومسئوليات / اليونيسكو الرئيسية مشيرة انها تأمل ان يبادر المجتمع الدولي اتخاذ سياسة حاسمة لانهاء الحرب في سوريا وانهاء معاناة الشعب السوري من ويلات نظام وصفته بوكوفا فاقد لمعاني الانسانية  مؤكدة دعمها لمقترحات رئيس مبرة / برويسين – القيصرية البروسية / لحماية الآثار هيرمان بارتسينغر وقسم دعم وحماية الاثار السورية في مبرة مصرف  / اوبنهايم / ارسال الامم المتحدة فرقة عسكرية خاصة لحماية الاثار السورية والعراقية  مؤكدة ان إعادة ترميم آثار تدمر وغيرها ضرورة ملحة للحفاظ على ثقافة الانسانية جمعاء على حد قولهما .
وتخللت ندوة مناقشة صغيرة حول رأي الاسلام بالاثار ، فاتهم احد المشاركين السلفيين في السعودية الذي يصفهم المتصوفة بـ / الوهابيين / اغلاق مغارتي حراء الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نبوته يتعبد به وغار ثور  الذي أوى اليه مع صاحبه الصديق ابي بكر الصديق اثناء خروجهما من مكة المكرمة الى الممدينة المنورة، فكان الجواب على انتقاداته ، أن سبب ذلك ان بعض الناس اتخذوهما مكانين للبركة وما شابه ذلك ولما يقدم السلفيون على هدم اي أثر من آثار الاولين ، وكذلك الصحابة رضي الله عنهم لم يهدموا بالبلاد التي فتحوها في مصر وبلاد والشام والعراق وغيرها آثار الاولين ، وما فعله عناصر / داعش / انما هو جهل بالاسلام واعتداء على الانسانية جمعاء .
والغريب بمؤتمر حماية الاثار مشاركة ممثلين عن النظام السوري علما ان نظام سريا هة الذي قام بالاعتداء على آثار سوريا في حلب وتدمر وغيرها ، وغاب عن المؤتمر ممثلين  عن الحكومة السورية المؤقتة التابعة لائتلاف المعارضة السورية .