ألمانيا- ماذا بعد استقالة صاحب المهام المستحيلة الإبراهيمي

كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏15‏/05‏/14
أعربت الحكومة الالمانية بلسان نائب ناطق وزارة الخارجية توماس فيشر عن أسفها لاستقالة وسيط الامم المتحدة وجامعة الدول العربية للملف السوري مشيدا بالوقت نفسه بالجهود التي بذلها بالسعي لجمع المعارضة السورية مع اعضاء النظام السوري للحوار في جنيف الذي تم يوم 22 كانون ثان/يناير من عام 2014 الحالي واستؤنفت المفاوضات يوم 10 شباط/ فبراير من العام الحالي وانتهاء المفاوضات بالفشل معتبرا الحوار المباشر نجاحا للابراهيمي وان نظام سوريا يتحمل مسئولية استقالته .
وبالرغم من ترشيح شخصيات محتملة لاستلام الملف السوري من الابراهيمي من بينها خافيير سولانا رئيس لجان الاتحاد الاوروبي سابقا يدور الحديث حاليا حول ترشيح برلين وزير الخارجية السابق يوشكا فيشر الذي أعلن هذا اليوم الخميس 15 أيار /مايو بندوة ينظمها معهد ألفريد هيرهاوزين بالعاصمة برلين كفاتحة لاعمال مقره الجديد بالعاصمة برلين ، رفضه العودة الى المسرح الدولي واصفا الملف السوري شبيها بملف ألغاز افلام جيمس بوند / الجاسوس البريطاني / الذي يجهد نفسه لمعرفة ذلك الرجل الذي يريد السيطرة على العالم وبالرغم من نجاح جيمس بوند بكل أفلامه الا ان ملف الازمة السورية يعتبر صعبا للغاية اذ ان المجتمع الدولي بأكمله مسئول عن ماساة الشعب السوري .
وقد ازدادت تكهنات ان تصبح استقالة الابراهيمي الذي عزا أسبابها مثل تلك الاسباب للأسباب التي كانت وراء استقالة زعيم منظمة الامم المتحدة السابق كوفي عنان من مسئوليته عن الملف السوري اذ زعم الاثنان بان روسيا والصين وراء استقالته لوضعهما قرار النقض / الفيتو/ أمام كل سياسة يريد مجلس الامن الدولي اتخاذها ضد نظام سوريا وبالشأن السوري ، الا أن الابراهيمي اتهم ايضا الكثير من الدول وراء استقالته وانتقد نظام بشار اسد لأنه يسير بعكس الاتجاه ولا يريد الاصغاء الى مطالب المجتمع الدولي التنحي عن منصبه واعطاء المجال لقيام حكومة وطنية لا له علاقة بها وبالتالي فان اعلان البرلمان السوري اجراء انتخابات رئاسية وترشيح اسد نفسه لمنصب الرئاسة مرة اخرى كانت وراء اسباب استقالة الابراهيمي الذي اعتذر للشعب السوري ، أن يصبح الملف السوري مثل / لعنة الفراعنة / تلك الاسطورة التي أطلقتها الكاتبة البريطانية جين لودون   / 1807 – 1956/ عن ملاحقة الفراعنة لكل من يحاول اكتشاف سر المومياء التي تحفظ أجسادهم من الانحلال اذ ان كل من حاول البحث عن حقيقة المومياء يصاب بمرض مميت أو عاهة ، أو مثل لعنة / أوتسي / الذي اكتشفت جثته سالمة بجبال الالب عام 1991 لا يزال موضع بحث علماء التشريح الذين يعتقدون وجوده يعود الى حوالي عام 3359 قبل الميلاد اذ ان العائلة التي اكتشفته توفيت بحادث مروع والعلماء الذين يبحثون عن اصله اصيب بعضهم بأمراض خطيرة ومزمنة وربما يتعرض من يستلم الملف السوري الى نكسات سياسية ونفسية ، فالابراهيمي وعلى حد رأي خبير الشرق الاوسط واوروبا الصحافي المخضرم بيتر شولاتور / 90 عاما / يعاني من عقدة الكبرياء واستلم الملف السوري ليثبت للعالم على انه لا يزال دبلوماسيا ووسيطا محنكا. مشيرا انه من الصعب العثور على وسيط بمقدرته انهاء الازمة في سوريا سلميا اذ ان الوضع هناك اصبح منذ انتقال انتفاضة الشعب السوري من السلمية الى السلاح خارجا عن السيطرة والتدخل العسكري ضد نظام أسد على غرار ما حصل في ليبيا ضرورة ملحة فالحديد لا يفل الا الحديد .
والابراهيمي الذي كان عليه أن يلزم بيته ويدغدغ أحفاده يعلم تماما ان النظام السوري نظام قاتل لا يفهم الا القوة   واستمراره في وساطته والدعوة الى مؤتمر جنيف / 3 / وربما يأتي خلفه فيدعو ايضا الى جنيف / 4 / و /5/ مثل قول اعشى قيس الذي قال
كناطح صخرة يوماً ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
او مثل الذي قال
يا ناطح الصخرة الصماء توهنها أشفق على الرأس لا تشفق على الحجر
ويعتقد مدير معهد هيسين لاحلال السلام بالعالم هارالد مولر أن الابراهيمي غير مسئول عن فشل جهوده لانهاء العنف في سوريا وربما يكون أقل مسئولية عن فشل الجهود التي بذلها سلفه كوفي عنان لانهاء كارثة القرن والعشرين التي أصبحت شبه منسية جراء تقاعس المجتمع الدولي عن نصرة الشعب السوري وانهاء نظام بشار اسد بالقوة من اجل احلال السلام بتلك الدولة .واستقالة الابراهيمي المحطم من تقاعس المجتمع الدولي تجاه جهوده وتجاه الشعب السوري يعني ان نظام اسد سيستمر بقتل الشعب وتشريده وهدم المدن اضافة الى قتله الشعب السوري بالاسلحة الكيمياوية وغيرها.
لقد ساهمت الولايات المتحدة الامريكية بدعم بشار أسيد اكثر من دعم روسيا وايران والصين وغيرهم له وذلك عندما أعلن وزير الخارجية الامريكي جون كيري موافقته على مقترحات نظيره الروسي   سيرجي لافروف العودة الى مؤتمر جنيف / 2/ وضغط موسكو على موافقة نظام اسد باتلاف الاسلحة الكيمياوية ، الذدعم المذكور ساهم الى عدم المجتمع الدولي بماساة الشعب السوري .
ان بشار أسد وعلى حد رأي عضو شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني نيليس آنين يسخر من العالم فهو قد أعلن ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية الاي ستخرج نتائجها لصالح اسد ويخدع المجتمع الدولي بادعاءه الموافقة على اتلاف الكيمياويات علما ان الكيمياويات لا تزال تقصف المدن وتحصد الابرياء مشيرا ان على السوريين الذين يعيشون في اوروبا الخروج بوقفات تضامن مع شعبهم ن اجل أعادة الذاكرة للمجتمع الاوروبي بمأساة الشعب السوري .
لقد ساهمت الازمة الاوكرانية ازدياد ماساة حوالي 22 مليون نسمة من الشعب السوري منهم 40 بالمائة اصبحوا في عداد المشردين واللاجئين عدا عن مقتل اكثر من 250 الف شهيد ، ولا يزال المجتمع الدولي يؤكد بأن انهاء عنف النظام السوري ونهايته مرتبط بمبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وملالي ايران علما أن انهاء ماساة ذلك الشعب وانهاء نظام بشار أسد بيد الشعب السوري ولا سيما الائتلاف الوطني على حد قول خبير منطقة الشرق الاوسط اودود شتاينباخ .
وعلى ائتلاف قوى المعارضة السورية إثنبات قوتها المعنوية والسياسية برفضها قبول أي وسيط جديد خلفا للابراهيمي .