الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- ماذا بعد الاتفاق النووي بين إيران والغرب ؟

ألمانيا- ماذا بعد الاتفاق النووي بين إيران والغرب ؟

16.07.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 15‏/07‏/2015
ترك الاتفاق الذي تم بين الدول المعنية بملف ايران النووي / المانيا والولايات المتحدة الامريكية وروسيا  وفرنسا والاتحاد الاوروبي وبريطانيا / في فيينا في الساعات الاولى من يوم امس الثلاثاء 14 تموز / يوليو صدى كبيرا في المانيا ، فبالرغم من ارتياح الحكومة الالمانية للاتفاق من خلال تصريحات وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير الذي وصفه باشارة ايجابية الى شعوب منطقة الشرق الاوسط واوروبا وان الدبلوماسية الهادئة وطول النفس والحوار نجحت بانهاء الخلاف الذي استمر لاكثر من ثلاثة عشر عاما انقضى من خلال الاتفاق الاحتقان بين  الغرب وايران ، بينما  وصفت  المستشارة انجيلا ميركيل الاتفاق بتنفس العالم الصعداء  وبمثابة طمأنينة لشعوب منطقة الشرق الاوسط بانه لا حرب جديدة بمنطقتهم ، وعزا وزير الخارجية الالماني السابق يوشكا فيشر  موافقة ايران على بنود الاتفاقية الى اختفاء لهجات تهديدات امريكا وبريطانيا باستخدام السلاح اذا لم تنتهي طهران من تخصيبها اليورانيوم فايران ، وعلى حسب رايه ، لا تبالي بلهجات التهديد  منتقدا رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي اعتبر الاتفاق طامة ويوما سيئا للعالم والانسانية مشيرا بان الاتفاق رسالة ايرانية ودولية للصهاينة بانه لا خطر عليهم .
ويرى خبراء منطقة الشرق الاوسط والارهاب أن الاتفاق سيساهم ببداية عهد جديد لايران مع الغرب ، وقد أعرب خبير تلك المنطقة يورجين تودينهوفر  عن أمله استقطاب الغرب ايران لمحاربة تنظيمات الارهاب الاسلامية في مقدمتها ما يطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية /  اذ آن الاوان جذب طهران لتعاون استراتيجي مطلق مع الولايات المتحدة الامريكية واوروبا للحرب ضد الارهاب بينما أعرب خبراء آخرون مثل ميشائيل لودرز  للحرب في سوريا وانهاء العنصرية بالعراق ووضع حد لخطر ما يطلق عليه بـ / حزب الله / اللبناني على امن الكيان الصهيوني .
وبالرغم من الارتياح  فيرى محللون آخرون بان الاتفاق سيؤدي  من خلال انهاء العقوبات الاقتصادية ضد طهران الى دعم كبير لنظام بشار اسد الذي يعود الفضل لطهران وموسكو ببقاءه ، كما ان الحوثيين  الذين يستمدون قوتهم من ايران سيتلقون اسلحة  واموالا طائلة  للمضي بتدهور الاوضاع بشكل اكثر مما عليه الان في اليمن  بل ويرى خبير شئون الشرق الاوسط والاسلام بيتر هاينه ان حرب الانابة بين المملكة العربية السعودية وايران  والتزاحم على زعامة العالم الاسلامي ستسشتعل باكثر من ذي قبل .
 ويخطئ من يعتقد بان العلاقات بين الولايات المتحدة الامريكية وايران وبين ايران والكيان الصهيوني سيئة وان الغرب يخشى من ايران كقوة نووية بمنطقة الشرق الاوسط ، فقد كان واضحا ان اتفاق فيينا اشارة حقيقية ايجابية قبول الغرب بروز ايران كقوة نووية بمنطقة الشرق الاوسط ، فنظرة سريعة الى بنود الاتفاق الذي يكمن قبول طهران حصولها على اليورانيوم مخصبا من الدول المعنية بملفها النووي وبقاء المياه الثقيلة باحواض المنشئات النووية لمدة تصل الى حوالي خمسة عشر عاما تكفي لحصولها وتطويرها تقنياتها النووية ويكفي ايضا لتصنيعه اسلحة خطيرة بالرغم من الاتفاق الذي تم بان ما تقوم طهران بتخصيبه يذهب الى الصالح العلمي وليس العسكري . وتؤكد وثائق دامغة الى وجود تعاون بتخصيب اليورانيوم بين طهران وتل ابيب  . وبالرغم من ان موسكو  من بين الدول المعينة بملف ايران النووي الا انها كانت داعما لايران بالمفاوضات التي جرت على مدى الثلاثة عشر عاما الماضية بل ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعلن اثر الاتفاق المبدئي الذي تم في لوزان / سويسرا / أوائل شهر نيسان /ابريل 2015 انهاء عقوبات روسيا الاقتصادية بشكل تام  عن ايران .
ومن المقرر أن يغادر وزير الاقتصاد الالماني نائب المستشارية الالمانية سيجمار جابرييل برلين يوم الاحد المقبل 19 تموز / يوليو مع وفد اقتصادي رفيع المستوى الى طهران للبدء بمرحلة تعاون اقتصادي جديد بين برلين وطهران .