الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- ماذا بعد تفجيرات أنقرة الأخيرة ؟

ألمانيا- ماذا بعد تفجيرات أنقرة الأخيرة ؟

20.02.2016
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 18‏/02‏/2016
أدانت الحكومة الالمانية بشدة حادثة الاعتداء الارهابي الذي استهدف حافلة ركاب تقل  عناصر عسكرية التي تعرضت لها العاصمة التركية انقرة مساء يوم أمس الاربعاء 17 شباط / فبراير واصفة الاعتداء بالبربري والجبان والخسيس. فقد أعربت المستشارة انجيلا ميركيل ومعها وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير عن شجبهما للاعتداء وانهما ومعهما اعضاء الحكومة الالمانية والشعب الالماني اصيبوا برعب جراء الاعتداء الذي راح ضحيته اكثر من ثلاثين شخصا واصابة عدد لا يحصى بجروح مؤكدان مشاركة الشعب الالماني في حزن الاتراك ووقوفهم الى جانبهم مؤكدان مواساتهما لذوي القتلى والشفاء السريع للجرحى . ورأى وزير الخارجية شتاينماير بالاعتداء الارهابي رسالة واضحة للمجتمع الدولي  تحثهم على المضي قدما وبدون هوادة لمحاربة الارهاب.
وكانت المستشارة ميركيل قد أعربت ببيانها الحكومي حول مناقشات القمة الاوروبية الذي يبدأ أعماله هذا اليوم الخميس ببروكسل والذي ألقته يوم أمس الاربعاء 17  شباط /فبراير بالبرلمان الالماني ، عن أملها ان ينجم عن مشاركة رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو بالقمة الاوروبية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الاوروبيين وتركيا بشأن تدفق اللاجئين ، وجاء اعتداء انقرة الذي نجم عنه الغاء داود اوغلو  مشاركته بالقمة الارووبية بمثابة ضربة موجعة للاوروبيين الذين يسعون لتجاوز ازمة اللاجئين وبالتالي عدم مشاركة رئيس الوزراء التركي بالقمة يعتبر خيبة امل للمستشارة ميركيل التي أكدت  أنها تريد بذل جميع جهودها اثناء القمة الاوروبية تنفيذ الاتفاق الاوروبي التركي بشأن اللاجئين الذي يكمن  باقامة مراكز رئيسية لاستقبال اللاجئين وتوزيعهم بالاتحاد الاوروبي وحماية تركيا للحدود الاوروبية التي تكمن بحدود تركيا مع اليونان ومراقبة حثيثة للمهربين ببحر ايجة .
ويشير خبراء الارهاب اصابع اتهاماتهم الى الاتحاد الديموقراطي الكردي الذي يراسه صالح مسلم ولحزب العمال الكردستاني بارتكابهم جريمة انقرة التي رفضت مشاركة الاتحاد المذكور في مفاوضات جنيف باعتباره اتحادا ارهابيا يقوم بتقديم جميع انواع الدعم لحزب العمال الكردستاني وبتعاون مطلق مع تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / اضافة الى ميليشيات بشار اسد وبدعم من روسيا وايران فهذه الجهات تتخذ تركيا عدوا لها . ويعتقد عضو هيئة الخطط العسكرية والسياسية حلف شمال الاطلسي / الناتو /  كلاوس فيتمان ان العملية الارهابية الاخيرة ردا على على عزم تركيا والسعودية تنفيذ زحفا بريا ضد / داعش / والاكراد  الذي يعني بالزحف البري ضد بشار اسد  متوقعا ان ينجم عن الاعتداء وتطورات الاحداث السياسية والامنية بتركيا والشرق الاوسط  هيجانا وفوضى تخرج عن النطاق اذا لم يبادر الاروبيون وحلف / الناتو / اتخاذ سياسة حاسمة ضد نظام سوريا .
المانيا/ تضامن مطلق مع تركيا
وكانت المستشارة انجيلا ميركيل قد أكدت  باتصال هاتفي أجرته مع كل من رئيس الدولة التركي رجب الطيب اردوجان ورئيس وزراء تركيا احمد داود اوغلو هذا اليوم الخميس 18 شباط / فبراير تضامن الحكومة الالمانية مع تركيا حكومة وشعبا  معربة عن استنكارها وشجبها للاعتداء الارهابي الاثم الذي وقع بأنقرة يوم أمس وهذا اليوم  الخميس بالجنوب الشرقي من تركيا .
وأوضح ناطق الحكومة الالمانية شتيفين زايبرت ان ميركيل اكدت تضامن  الحكومة الالمانية مع تركيا بمحاربتها الارهاب بلا هودة والضرورة ملحة لقطع دابر  تنظيمات الارهاب التي تريد لتركيا وغيرها العنف وعدم الاستقرار  مؤكدة  حرص المانيا على علاقات قوية مع تركيا واستقرار تلك الدولة سياسيا وامنيا واقتصاديا على حد قول زايرت .