الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- ماذا بعد تسليح موسكو طهران ؟

ألمانيا- ماذا بعد تسليح موسكو طهران ؟

18.04.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 16‏/04‏/2015
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء المنصرم 14 نيسان /ابريل توريد بلاده معدات عسكرية الى ايران في مقدمتها صواريخ مضادة للطائرات وغيرها . وعزا بوتين قراره المذكور الى الاتفاق الذي تم في لوزان / السويسرية / حول ملف ايران النووي الذي جرى أواخر آذار/ مارس المنصرم تم بموجبه اعطاء مهلة ثلاثة اشهر لطهران للتوقيع على الاتفاق الذي يكمن بخفضها تخصب اليورانيوم وعدم وضع ما تقوم بتخصيبه للصالح العسكري مقابل حصول الدولة المذكورة على مساعدات تقنية ، واذا ما تم التوقيع على الاتفاقية فان  العقوبات الاقتصادية ستصبح شبه ملغية ، معتبرا موافقة ايران الضمنية على الاتفاقية بمثابة الغاء الحظر الاقتصادي لبلاده ضد تلك الدولة .
واعتبر  خبراء السياسة الاستراتيجية الدولية بالجمعية الالمانية للسياسة الخارجية قرار بوتين جاء متزامنا مع تحالف دولا اسلامية بقيادة المملكة العربية السعودية ضمن عاصفة / حزم /  ضد جماعة الحوثيين الذين أوضلوا باليمن الى حافة الانهيار الامني والسياسي والاقتصادي  بدعم ايراني مطلق ، فطهران التي تحيط بدول الخليج كنابي ثعبان تريد السيطرة على المنطقة المذكورة كما استطاعت فرض هيمنتها السياسية والعسكرية على سوريا والعراق ، الامر الذي يعني دخول روسيا الى جانب ايران بالحرب التي تشنها ضد اليمن وضد الشعب السوري ، فموسكو تريد من خلال خلافها مع الغرب حول الازمة الاوكرانية  وتهديداتها لدول بحر البلطيق الثلاثة / ليتوانيا وليتلاند وايستلاند / التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي السابق والغاءها اتفاقيات اعادة نشر الصواريخ الدفاعية في اوروبا  العودة الى الحرب الباردة من جديد ان لم تكن الحرب المذكورة قد اندلعت منذ سلخ شبه جزيرة القرم عن اوكرانيا .
ويعتقد قائد الجيش الالماني السابق وعضو رئاسة خطط حلف شمال الاطلسي / الناتو / الاستراتيجية كلاوس ناومان  ان موسكو تريد تحالفات عسكرية جديدة بالعالم بمقدمتها الشرق الاوسط فايران روسيا تدعمان نظام بشار أسد وتسليح موسكو لطهران في خضم الحرب القائمة ضد الحوثيين باليمن دليل واضح على سعي موسكو انشاب حرب جديدة بالعالم .
ويرى مسئول الحكومة الالمانية عن ملف العلاقات الالمانية الروسية جيرنوت ايرلر الذي كان يشغل وزير دولة سابق  بوزارة الخارجية وهو احد خبراء السياسة الاستراتيجية والروسية ان يتربض الغرب بشكل دقيق للسياسة الروسية الجديدة ويسعى بانتهاج سياسة عدم قطيعة مع موسكو  اذ لا سلام بالعالم دون تعاون الكرملين مع الغرب والمجتمع الدولي واعلان موسكو الأخير بتسليح ايران يجب أن لا يؤخذ بالمبالغة والترقب ضرورة ملحة على حسب رايهم .