الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- ماذا بعد مؤتمر جنيف /2/ ؟

ألمانيا- ماذا بعد مؤتمر جنيف /2/ ؟

01.02.2014
هيثم عياش


ميونيخ /‏31‏/01‏/14
انتهى مؤتمر جنيف /2/ الدولي حول سوريا الذي جمع أعضاء مما يُطلق عليهم بالمعارضة السورية مع ممثلين عن نظام سوريا بدون أي نتيجة ، فالمؤتمر فاشل منذ  يومه الأول ، وسبب فشله يعود الى النظام السوري لا يريد إنهاء عنفه الذي يمارسه ضد الشعب السوري كما ان ممثلي النظام هم الذين يشاركون بشار اسد في الجرائم التي يرتكبها في سوريا فهم على غير استعداد لمناقشة مسألة الحكم الانتقالي واضعين على طاولة المفاوضات مسألة  الارهاب مستغلين بذلك مخاوف روسيا وامريكا واوروبا من وصول الارهاب الى عقر دارهم ، كما كان وفد النظام المذكور يحاول كسب الاعلام الغربي بتحذيرهم ممن يُطلق عليهم بالتكفيريين هذه الصفة التي تتخذها ايران ذريعة ضد اهل السنة والجماعة ، فالاعلام الايراني كان نشيطا بجنيف بالرغم من عدم وجود مشاركة رسمية من ايران ، فقد كان الصحافيون الايرانيون يوزعون منشورات تحذر من أهل السنة ومن الجمعات الاسلامية التيب تحمل فكرا اسلاميا صحيحا بعيدا عن جهل اولئك الذي يكفرون المجتمع لصمته عما يجري في العالم الاسلامي بل ذهب بالاعلام الشيعي بعيدا جراء تأكيده من أن السعودية تقتل الشيعة وتدفع هي وأمريكا  الملايين  للشباب اسلامي لمحاربة نظام بشار أسد . لقد كان وفد نظام سوريا مثل الببغاء عقلهم في لسانهم .
وبالرغم من فشل مؤتمر جنيف / 2/ الا أن السياسيين الذين زاروا برلين يوم أمس الخميس 30 وهذا اليوم الجمعة 31 كانون ثان/يناير مثل سكرتير عام المنظمة الدولية بان كي مون ووزير الخارجية الامريكي جون كيري فانهما  يعتقدان بأن المؤتمر لم يفشل بالرغم من اتهام  الاخير / كيري / بالمؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير هذا اليوم الجمعة  أسد بإفشال المؤتمر المذكور . فتصريحات كيري كانت متضاربة فتارة يصف المؤتمر بخطوة   ايجابية وتارة يؤكد فشله . وكان وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير أكثر صراحة من كي مون وكيري لتأكيده بأن المؤتمر صعب للغاية ولا ينبغي التفاؤل بإمكانية مصالحة تجري بين المعارضة والنظام الا ان الضرورة ملحة للوصول الى صيغة اتلفاق وصول المساعدات الانسانية الى سكان المدن المحاصرة . أما سكرتير المنظمة الدولية بان كي مون  فقد كان أكثر الاثنين مراوغة فهو لا يريد البوح بفشل المؤتمر او نجاحه فالأمم المتحدة كانت تعلم تماما بأن جنيف / 2/ غير مجدية الا ان بان كي مون كان مضطرا لتحديد موعد المؤتمر من أجل تبديد من يطالب بعدم عقده ومن يطالب بعقده وبالتالي خوفا على الدبلوماسية الامريكية والروسية اللتين كانتا وراء  الدعوة للمؤتمر المذكور ونجم عنه اختفاء التهديدات الامريكية بتأديب اسد بالويل والثبور لجريمته البشعة استخدام الاسلحة الكيمياوية في غوطة دمشق في وقت سابق من شهر آب/اوجسطس 2013 المنصرم وموافقته على تدمير اسلحته الكيمياوية .
وبالرغم من استحالة اي تدخل عسكري ضد نظم سوريا بفشل هذا المؤتمر الا ان استخدام القوة العسكرية لايصال المساعدات الانسانية الى المحاصرين بالمدن المحاصرة أصبحت مسموعة فوزيرة الدفاع الالمانية اورزولا فون در لاين أعلنت ضرورة لعب المانيا بدور رائد لايصال المساعدات الانسانية بينما يؤكد وزير الخارجية شتاينماير بأن الكي آخر الدواء .
وتعتبر مسألة ماساة الشعب السوري من مواضيع مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدولي الذي افتتح أعماله هذا اليوم الجمعة 31 كانون ثان/يناير  فبالرغم من انه لن يتخذ  بالمؤتمر  قرارات بل يستمع من خلاله آراء حول أنهاء الازمات في العالم . ويؤكد قائد الجيش الالماني سابقا ورئيس هيئة أركان حلف شمال الاطلسي / الناتو / للخطط العسكرية بيرند ناومان انه سيقترح على المؤتمرين اتخاذ جميع السبل لانهاء مأساة الشعب السوري .
مؤتمر جنيف /2/ فاشل ولن يسفر عن عودة المتفاوضين الى تلك المدينة مرة أخرى في وقت لاحق من الاسبوع المقبل حسب ادعاءات مندوب الامم المتحدة ووسيطها الاخضر الابراهيمي عن أي نتيجة ونتائج المؤتمر  استمرار جرائم بشار اسد ونظامه ضد الشعب السوري الذي ينقم منه نظامه لمطالبته بالحريات العامة والعيش الكريم ببلاد فمقتل اكثر من 200 الف انسان وتشريد أكثر من ست مليون شخصا وتدمير المدن لا يمكن أن تكون هناك مصالحة بين النظام وشعبه فالهوة متسعة وعميقة وأمريكا وروسيا تريدان من المؤتمر إرغام الشعب السوري على بقاء اسد على راس السلطة واسناد شرطي منطقة الشرق الاوسط وحراسته من الاسلاميين لايران .