الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- ماذا لو أعلنت موسكو الحرب على الناتو؟

ألمانيا- ماذا لو أعلنت موسكو الحرب على الناتو؟

07.03.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏06‏/03‏/2016
يرى مراقبو الكرملين ان الفتور بينه وبين الغرب الذي بدأ منذ عودة فلاديمير بوتين الى الكرملين رئيسا له مرة اخرى منذ أيار /مايو من عام 2012  وصل الى مرحلة ربما تنتهي باعلان بوتين الحرب على حلف شمال الاطلسي / الناتو / . فهناك أسباب مباشرة كانت وراء تدهور العلاقات الروسية مع / الناتو / ، فموسكو التي تتدخل عسكريا في سوريا واوكرانيا ترى ان الحلف المذكور والاتحاد الاوروبي لم يتقيدا بالاتفاقيات الدولية الخاصة باعادة توحيد الالمانية فمن شروطها عدم توسعة / الناتو / رقعته الى ما بعد الشط الشرقي من نهر اودر  / أحد خامس أكبر نهر في المانيا فهو ينبع من التشيك مرورا ببولندا ويصب في بحر البلطيق عبر المانيا / أي عدم ضم / الناتو للتشيك وبولندا ودول بحر البلطيق الثلاثة / ليتوانيا وليتلند    واستونيا / التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي السابق وعدم نشر / الناتو / صواريخه باوروبا الشرقية لمواجهة موسكو وها هو / الناتو / لم يقتصر على عدم تنفيذ تلك الاتفاقية بل يسعى لادخال بعظم دول البلقان في حلفه . عدا عن ذلك فان الغرب الذي لا يرفض الاعتراف بشرعية موسكو على شبه جزيرة القرم والعقوبات الاقتصادية التي ينتهجها ضد روسيا هي من الاسباب المباشرة التي تجعل من بوتين يعلن الحرب على الحلف المذكور ، وليكن تحرشه بتركيا العضو الهام بالحلف بمثابة جر حلف / الناتو / الى حرب حقيقية معلنة بينهما .
الحرب ربما تكون نووية ، فهناك دلائل تشير الى احتكاك نووي غير مباشر بين الناتو وروسيا / فقد أكدت تقارير مخابرات دولية ان غواصة نووية روسية اطلقت نيرانا على غواصة امريكية بالقسم الاوروبي للمحيط الاطلسي بالقرب من اسبانيا الا ان قائد الغواصة الامريكية طلب عدم الرد وقام باتصال مباشر مع قيادة / الناتو / ووزارة الدفاع الامريكية / البنتاجون / تطالبه بعد الرد والابتعاد ، كان هذا الحادث قد جرى في تشرين اول / اكتوبر من عام 2015 المنصرم كما كان لظهور سفن حربية روسية بالمياه الاقليمية  للسويد في بحر البلطيق وبحر المانش ببريطانيا اضافة الى الحشود العسكرية بالمياه الاقليمية لسوريا بالبحر الابيض المتوسط والبحر الاسود غير بعيدة عن تركيا ، تؤكد هذه التقارير مصداقية تقارير صدرت عام 1953 بداية الحرب الباردة  عن معهد الدراسات العسكرية والسياسية التابع لجامعة مدينة بوتسدام للعلوم والدراسات السياسية تؤكد ان عام 2016 هو عام احتكاك عسكري بين / الناتو / وروسيا بسبب تركيا وسوريا واوكرانيا وان الادارة الروسية لن تعلن الحرب الا بعد ان يتدخل / الناتو / لحماية دولة عضو فيه من أي هجوم روسي مباغت .
ويرى مراقبون عسكريون وسياسيون من خلال دراسة تحليلية حول تطورات الحرب في سوريا والتدهور من العلاقات بين روسيا  وتركيا وحلف / الناتو / واوروبا دعا اليها معهد الدرسات العسكرية بجامعة مدينة بوتسدام هذا اليوم الاحد 6 آذار/مارس ان سوريا نقطة اندلاع الحرب وربما تكون نووية بين الغرب وروسيا ومعها ايران ، فالعقوبات الاقتصادية ضد طهران ستلغى رسميا ابتداءً من يوم 16 الشهر الحالي الامر الذي يتيح لموسكو المتحالفة مع طهران وبكين الحصول على موارد مالية واقتصاديا تساعدها وطهران المضي في سياستهم التوسعية بمنطقة الشرق الاوسط على حد رأي خبير السياسة الروسية في معهد الدراسات السياسية الاوروبي شتيفان كوهين الذي يرى ان اوروبا تعيش في حرب واقعية مع روسيا بسبب اوكرانيا وسوريا فالوضع بهما خطير للغاية وخارج عن نطاق السيطرة وروسيا و/ الناتو / في حالة حرب حقيقية في سوريا فإسقاط المقاتلات التركية مقاتلة روسيا اخترقت اجراء تركيا في وقت سابق من اواخر عام 2015 وطلب انقرة اقامة حظر جوي بالمناطق الاهلة باللاجئين السوريين  وتحرشات عسكرية روسية بين الحين والاخر بتركيا وسفن / الناتو / التي تجوب البحر الابيض وبحر ايجة وبحر البلطيق تؤكد ان الامر بحاجة ال طلقة رصاص واحدة تصدر عن أي دولة عضو بـ / الناتو / تجاه مقاتلة روسية او ما شابهها لتعلن موسكو الحرب على الغرب .
وتشير دراسة المعهد الاوروبي للدراسات العسكرية والسياسية ان موسكو تقوم منذ عام 2012 ، اي منذ عودة بوتين رئيسا للكرملين ، رفعت من ميزانيتها لصالح الصناعة العسكرية من حوالي 430 مليار يورو عام 2010 الى حوالي 580 مليار يورو لتطوير معداتها العسكرية فهي قامت بوضع تقنيات حديثة للغاية على مقاتلاتها الجوية وسفنها الحربية اضافة الى مدافع ودبابات لا يملكها /الناتو / .