الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- ماذا لو ضمت روسيا سوريا إليها ؟

ألمانيا- ماذا لو ضمت روسيا سوريا إليها ؟

20.03.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏19‏/03‏/14
رأى مراقبو التطورات التي تتطرأ  على الازمة الاوكرانية وضم روسيا بتوقيع من رئيسها فلاديمير بوتين شبه جزيرة القرم الى حظيرتها بعد تصويت 63 بالمائة من سكان تلك المنطقة من بين 95 بالمائة نسبة المشاركة بالاستفتاء الذي تم يوم الاحد المنصرم 16 آذار/مارس بندوة عقدوها مساء يوم أمس الثلاثاء 18 الشهر الجاري بمعهد فريدريش ايبرت للدرسات والمساعدات الدولية بأن تهديدات العقوبات الاقتصادية وتأكيدات زعماء اوروبا في مقدمتهم المستشارة انجيلا ميركيل عدم شرعية الاستتفاء والانضمام وتهديد  الحكومة الاوكرانية ومعها زعيم حلف شمال الاطلسي / الناتو / اندريه فوج راسموسين موسكو بالويل والثبور فقاعات هوائية وعرض لعضلات ضعيفة يحاولون ابرازها وكأنها قوية .
فصديق بوتين الحميم المستشار السابق جيرهارد شرودر حذر من مغبة تمادي الغرب بانتقادات بوتين الذي يعي ما يفعل متهما الغرب بانه وراء ما آلت اليه نتائج تحريضهم الاوكرانيين على الاحتجاجات ضد رئيسهم السابق فيكتور يانوكوفيتش اثر فشل جذب اوكرانيا الى شراكة استراتيجية اقتصادية مع الاوروبيين وهم وراء ما ستنجم عنه الاحتجاجات في شرق اوكرانيا الذي يؤكد سكانها تأييدهم لروسيا فالغرب اصبحت سياسته الخارجية  ومنذ التدخل الامريكي بالعراق  هباءا منثورا وعلاقات طبيعية مع موسكو لا مناص منها فبوتين يريد علاقاته مع الغرب على مستوى الاحترام وفرض هيبة موسكو على الاوروبيين والعقوبات الاقتصادية التي اتخذها الاوروبيون والامريكيون لن تثني بوتين على المضي باعادة هيبة روسيا على المسرح الدولي للسياسة وعلى الغرب ان يعيد مراجعة اخطاءه التي انتهجها مع روسيا قبل ان يفقدها الى الابد .
ايجون بار  الذي كان يشغل مسئولية علاقات الغرب مع الاتحاد السوفيتي زمن المستشار السابق فيلي براندت وصاحب ملف / سياسة الشرق / أكد حاجة الغرب الملحة لتعاونه مع روسيا لانهاء قضايا نزاعات دولية وخاصة انهاء الحرب الاهلية في سوريا التي مضى عليها ثلاثة أعوام راح ضحيتها آلاف مؤلفة من البشر وشردت الملايين معتبرا ضم روسيا للقرم وخطر تقسيم اوكرانيا  من أخطاء الغرب لأنه لم يهتم بأراء موسكو بعلاقاتها مع تلك الدول التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي متسائلا ما الذي سيحدث اذا ما أعلنت موسكو حمايتها لرئيس نظام سوريا بشار أسد ووضعت تلك الدولة تحت حمايتها مباشرة لمواجهة الغرب مجيبا بأنه لن ينتطح من أجل ذلك عنزان فإما ان يقوم الغرب بتخفيف لهجة المعاداة لروسيا او قطيعة تامة تؤدي الى مواجهة عسكرية جديدة بين روسيا والغرب لوجود الاسباب المباشرة لوقوع حرب بين الطرفين المذكورين عدا عن ازمة اوكرانيا والقرم اذ ان الحرب الباردة  اندلعت من جديد منذ اعلان حلف شمال الاطلسي / الناتو / نشر صواريخ دفاعية جديدة في اوروبا الشرقية بمواجهة المدن الروسية الواقعة على بحر البلطيق دون الاهتمام بغضب واستياء موسكو من تلك السياسة محذرا من محاور عسكرية جديدة تظهر بمنطقة الشرق الاوسط واوروبا جراء ازمة اوكرانيا والقرم وسوريا على حد قولهما .