الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- ماذا يريد بوتين

ألمانيا- ماذا يريد بوتين

22.10.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 20‏/10‏/2015
من يعتقد بأن التدخل العسكري لرئيس روسيا فلاديمير بوتين في سوريا سينهي  العنف في ذلك البلد والقضاء على انتفاضة الشعب السوري يخطئ تماما ، كما ومن يعتقد بأن المملكة العربية السعودية ستتخلى عن سوريا وتزعن للضغوط الدولية وتتفق مع ايران لانهاء العنف في سوريا واعادة الشرعية لبشار اسد فهو يخطى أيضا .فمساعي المصالحة التي بذلها  وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير بين السعودية وايران من خلال زيارته لهما يومي السبت والاثنين المنصرمين 17 و 19 تشرين اول/اكتوبر باءت بالفشل فطهران أكدت تمسكها ببشار اسد متهمة بلسان وزير خارجيتها جواد ظريف  السعودية بانها تدعم الارهاب بسوريا واليمن بينما أكد وزير خارجية السعودية عادل الجبير بانه لا مستقبل لاسد في سوريا وعلى روسيا وايران الانسحاب من سوريا .
هناك فرق بين السعودية وايران ، فايران تنتهج التقية في كل شيء في سياسة تعاملها مع العالم وتعاملها مع شعبها اما السعودية فكانت صريحة مع  شتاينماير الذي أعلن عن خيبة امله من ايران والسعودية ايضا فالهوة واسعة وعميقة بينهما ومن الصعب ردمها .
ومن خلال ندوة حول السياسة الروسية والايرانية والعنف في سوريا دعا اليها مركز برلين العلمي هذا اليوم الثلاثاء 20 تشرين أول/اكتوبر  أكد خبراءالسياسة الدولية  فعلى حسب راي ان التدخل العسكري الروسي في سوريا سينجم عنه تدفق أكثر للاجئين على اوروبا ولن يكون هناك اي هدوء واستقرار لسوريا على مدى الستوات الخمس واو العشر والعشرين القادمة والتدخل العسكري الروسي مع اليرانيين في سوريا أداة لصب المزيد من الزيت على النار والميثاق الذي قامت عليه منظمة الامم المتحدة الذي يكمن بانهاء حرب اهلية بتدخل المجتمع الدولي عسكريا ولييس بتدخل دولة الى جانب نظام مسئول عن قتل مئات الالوف وشريد الملايين من شعبه مؤكدة مسئولية المجتمع الدولي وخاصة تلك الدول الائمة العضوية بمجلس الامن الدولي وراء الوضع الذي وصلت اليه سوريا .
التدخل الروسي بحجة الحرب ضد تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية – داعش / ادعاء كاذب فالطائرات العسكرية الروسية  تقصف مواقع للمعارضة السورية التي تدافع عن الشعب السوري ضد بشار اسد بالمناطق المسيطرة عليها مثل ادلب وحماة وحمص وغيرها اما تنظيم الدولة فلا يزال بمنأى عن اي ضربات عسكرية روسية الامر الذي يعني ان تدخل روسيا ضد / داعش / كدب ، على حد تأكيد عضو رئاسة خطط حلف شمال الاطلسي / الناتو / العسكرية كلاوس راينهاردت الذي كان يشغل قيادة الجيش الالماني  ويشغل حاليا   الى جانب عضويته بـ / الناتو / استاذا لمادة السياسة العسكرية في التاريخ . وعزا راينهاردت السياسة الروسية في سوريا واوكرانيا الى ان الغرب وخاصة الادارة الامريكية لم تكن صادقة في يوم من الايام مع الشعب السوري فزعيم الادارة الامريكية هدد اسد بتأديبه اذا ما تجاوز الخطوط الحمراء التي تكمن باستخذام الاسلحة الكيمياوية ضد شعبه واستخدمها ولم ينفذ تهديده بل لجأ الى مجلس الشيوخ الامريكي لاخذ فتوى بالتدخل العسكري وكذلك الحكومة البريطانية وصمت بقية الاوروبيين عن ذلك الامر الذي كان وراء بروز / داعش / ووقوفها الى جانب اسد وعلى المجتمع الدولي تغيير سياسته هذه واتخاذ سياسة مشابهة للسياسة التي اتخذها تجاه الحرب بين صربيا والكوسوفو اذ أنهى التدخل العسكري الحرب .
قوة الارهاب بزيادة مضطردة ولن يستطيع المجتمع الدولي الحد من قوته اذا لم يتخذ السبل السياسية الكفيلة لاقناع روسيا بوقف تدخلها العسكري في سوريا ، على حد راي خبيرة السياسة الروسية بالمركز المذكور زابيينه نويلاند ، التي أكدت بأن روسيا مسئولة عن ظاهرة ارتفاع العنصرية في اوروبا وخاصة في المانيا .