الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- ماساة الشعب السوري ضمن السياسة البرلينية

ألمانيا- ماساة الشعب السوري ضمن السياسة البرلينية

01.03.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏28‏/02‏/14
شهدت العاصمة برلين خلال يومي الاربعاء والخميس المنصرمين 26 و 27 شباط/فبراير مناقشات حول تطورات الوضع في سوريا . فقد استقبل وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير قبل يوم أمس الاربعاء 26 شباط/ فبراير رئيس الحكومة السورية الموقتة احمد طعمة ومعه اعضاء من حكومته حيث شرح طعمة لشتاينماير واعضاء بالبرلمان الالماني التقى معهم مأساة الشعب السوري وان سوريا المستقبل بلد الحرية ولكل السوريين وغيرهم ولا مكان بتلك الدولة لمن يطلق عليهم بالمتشددين والمناوئين للحريات العامة كما أكد طعمة بمقابلة مع صحيفة / دي فيلت – العالم / تكثيف الجهود لتقديم رئيس نظام سوريا بشار أسد الى محكمة الجزاء الدولية لجرائمه التي ارتكبها ضد الشعب السوري وغيره .
الا أن مناقشة حول تطورات الوضع في سوريا كانت أكثر أهمية من مباحثات طعمة مع شتاينماير والصحافة وبعض اعضاء البرلمان الالماني ، تلك المناقشة التي تمت من خلال ندوة دعا اليها كتلة الخضر بالبرلمان الالماني مساء يوم الخميس من 27 شباط/فبراير بين مسئول ملف سوريا بالامم المتحدة والجامعة العربية   الاخضر الابراهيمي ووزير الخارجية الالماني السابق يوشكا فيشر . فبالرغم من فشل مباحثات مؤتمر جنيف / 2/ الذي ابتدأ يوم 22 كانون ثان/يناير حتى يوم 31 منه وعودة المفاوضات يوم 10 شباط/فبراير واستمرت حتى 15 منه دون أي جدوى الا ان الابراهيمي لم يكن صريحا في مناقشة يوم أمس الخميس اذ عتقد وجود بصيص من نور ضئيل في نهاية نفق مظلم للغاية فقد أكد الابراهيمي الى انه من أن المفاوضات متوقفة من أجل عودتها الى جنيف الا انها  ستستأنف مرة أخرى بدون ذكر توقيت لعودتها ولا يوجد اي بديل للدبلوماسية  لإنهاء ماساة الشعب السوري مضيفا انه عندما أعاد المتفاوضون من المعارضة والنظام الى بيوتهم مرة أخرى طلب منهم تفكيرا جادا ما اذا كانونا يريدون بالفعل انهاء ماساة الشعب السوري عبر الحوار ام لا واذا ما أرادوا الحوار فعليهم العودة الى جنيف بشكل جاد متهما في الوقت نفسه وفد النظام السوري بأنهم بدل ان يتكلموا عن مرحلة انتقالية تطرقوا الى الارهاب والارهابيين طاشافا النقاب على مباحثات سيجريها يوم الاثنين المقبل 3 آذار/مارس مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من اجل العودة الى المفاوضات من جديد ، بينما وصف فيشر عدم دعوة ايران الدولة القوية بمنطقة الشرق الاوسط لحضور مفاوضات جنيف بخطأ كبير يخلو من أي حكمة وذكاء معتبرا ايران شريكا رئيسيا هاما بالمسألة السورية وبدون طهران فانه لا يمكن للمفاوضات النجاح وعلى المعارضة السورية الحوار مع الاعداء ايضا اذ يمكن للحوار مع الاعداء ارساء السلام  كما لا يمكن للمفاوضات النجاح بدون موسكو لعلاقاتها القوية مع نظام سوريا وطهران .
وقد ابدت الصحافة اهتمامها مشاركة فيشر بندوة كتلة الخضر حول سوريا مساء يوم أمس الخميس 27  شباط/فبراير  فالعلاقة بين وزير الخارجية السابق الذي يعتبر احد مؤسسي حزب الخضر الرئيسيين مع القيادة الجديدة للحزب باردة للغاية ، ففيشر ومنذ انهيار حكومة المستشار السابق جيرهارد شرودر عام 2005 انسحب من أضواء السياسة تدريجيا الا انه يثبت وجوده بين الحين والآخر وقبوله دعوة عضو الخضر لشئون السياسة الخارجية والدفاعية اوميد / عميد / نوريبور / من اصل ايراني / لمناقشة الوضع في سوريا اعتبرها الصحافيون بمثابة مصالحة بين فيشر والخضر ، اي ان ندوة يوم أمس كانت دعاية لفيشر وأمل للخضر بعودته الى السياسة من جديد .
ويعتبر وزير الخارجية السابق احد الذين يطالبون بعلاقات شراكة استراتيجية مع ايران لاهميتها منطقة الخليج العربي .