الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- ما الذي يراد لتركيا ؟

ألمانيا- ما الذي يراد لتركيا ؟

02.08.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين ‏31‏/07‏/2015
ارتفعت نبرات التحذير من حرب اهلية قد تقع في تركيا جراء الحملة العسكرية للجيش التركي ضد حزب العمال الكردستاني منذ عشرة أيام بدأت جراء العملية الاجرامية التي وقعت بمنطقة سورج التركية الواقعة على الحدود مع سوريا يوم الاثنين من 20 تموز / يوليو استهدفت مؤتمرا للشباب يناقشون وضع خطط لاعادة تعمير منطقة عين العرب التي يطلق الاكراد عليها بـ / كوباني – عين العرب اسم قديم لتلك المنطقة سميت لوجود ينابيع مياه كان البدو يقيمون حولها – ذكرها ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان / راح ضحية ذلك الاعتداء اكثر من اثنين وثلاثين شخصا معظمهم من الشباب أعلن تنظيم ما يُطلق عليه / الدولة الاسلامية / وقوفه وراء ذلك العمل الاجرامي .
ولا تستبعد خبيرة شئون الشرق الاوسط بالجمعية  الالمانية للسياسة الخارجية  ماجدلينا كيرشنر بندوة حول الحملة العسكرية ضد العمال الكردستاني وتنظيم / داعش / ان يكون تعاون قوي بين الحزب والتنظيم المذكور ، فالحزب الكردستاني من الموالين للنظام السوري ورفيق درب حزب الاتحاد الديموقراطي الموالي لنظام أسد الذي يقوده صالح مسلم الذي يسعى هذا الحزب لاقامة دويلة للاكرد بالمناطق الاهلة بهم في سوريا ودعم اكراد تركيا باقامة دويلة لهم بالمناطق الاهلة بهم بتركيا التي تقع على الحدود التركية السورية فحزب العمل الكردستاني يملك عاطفة جياشة تجاه نظام أسد لايوائه رئيسهم بدمشق ودعم نظام حافظ اسد للحزب باعماله الارهابية التي كان يقوم بها في تركيا  المسجون عبد الله اوجلان . أما تنظيم / داعش / فهو يعتبر طابورا خامسا لنظام اسد وملالي ايران ضد انتفاضة الشعب السوري ولذلك فان الحملة العسكرية التركية ضد معاقل التنظيم والحزب جاءت جراء جزم المخابرات التركية الى احتمال تعاون التنظيم والحزب على العملية الارهابية التي وقعت بمنطقة سورج معربة عن قلقها أزاء ما ستسفر عنه العمليات العسكرية التركية ضد الاكراد بشكل خاص جراء ارتفاع نبرة الانتقادات ضد تركيا .
وبالرغم من ادعاءات بعض السياسيين الالمان مثل عضوة لجان شئون السياسة الخارجية عن كتلة التحالف اليساري سفين داجدلين  وخبراء الشرق الاوسط من بينهم  ميشائيل لودرز تقديم انقرة دعما معنويا غير مباشر لعناصر / داعش /  فان جهاز المخابرات الالمانية نفى مرات عديدة  تقديم انقرة اي دعم للتنظيم المذكور ، تطالب داجدلين الحكومة الالمانية بالضغط على انقرة لوقف الاعمال العسكرية محذرة بندوة صحافية جديدة  من حرب اهلية تقع بتركيا معتبرة العمل العسكري ضد الاكراد لا علاقة له باللاجراءات العسكرية ضد / داعش / . أما  رئيس حزب الشعوب التركي صلاح الدين دميرتاش ناشد بمقابلة مع المحطة الثانية من الرائي / التلفزيون / الالماني الحكومة الالمانية السعي لدى الاوروبيين بالضغط على الحكومة التركية بوقفها الاعمال العسكرية ضد الاكراد نافيا بالوقت نفسه اي علاقة له مع العمال الكردستاني مشيرا ان الاكراد لهم الحق بالدفاع عن أنفسهم محذرا هو ورئيس الجالية التركية بالمانيا جوكاي سوفواوغلو من حرب اهلية تقع بتركيا . وأعرب سوفو اوغلو لصحيفة / كولنر شتات أنتسايغر – عناوين صحيفة مدينة كولونيا / بعددها هذا اليوم الجمعة 31 تموز / يوليو عن قلقه توسعة الحرب بمنطقة الشرق الاوسط لتشمل تركيا فالمؤامرات على بلاده خطيرة للغاية فأنظمة حكومات الدول المجاورة لتركيا تتربص ببلاده الدوائر جراء وقوف انقرة الى جانب حقوق الشعوب العربية ولا سيما الشعب السوري مشيرا ان الدعوة لانتخابات برلمانية جديدة ستؤدي الى تفاقم خطورة الوضع تنجم عن الحملة الانتخابية حاثا الاكراد والاتراك الى التلاحم من جديد وإحباط كل مخطط إجرامي يريد العبث بامن واستقرار تركيا .
ما الذي يُراد بتركيا ؟ فبالرغم من تأكيد الادارة الامريكية تأييدها للحملة العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني و/ داعش / اضافة الى دعم الدول العضوة بحلف شمال الاطلسي / الناتو / من خلال اجتماع لسفراء هذه الدول الذي عقدوه ببروكسل يوم الثلاثاء من 28 الشهر الجاري  الا ان المطالبة بالكف عن الاجراء العسكري ضد الكردستاني  من خلال تصريح لوزيرة الدفاع الالمانية اورزولا فون در لاين التي أشارت ان الحكومة الالمانية التي قامت بتزويد جيش كردستان العراق / البيشمركيه / بالمعدات العسكرية هو من اجل محاربتهم / داعش / والدفاع عن دويلتهم وعلى الحكومة التركية وقف الحملة العسكرية لاعطاء جميع الاكراد القوة للمضي بمحاربة التنظيم الاجرامي المذكور ، اضافة الى اعلانها بقاء الفرقة العسكرية الالمانية التي تشارك بقاعدة صواريج على الحدود السورية التركية ضمن انزال عسكرية للـ / اناتو / يطالب سياسيون المان من بينهم ناطق شئون السياسة الخارجية لدى كتلة الديموقراطيين الاشتراكيين نيلس آنين بسحب الفرقة العسكرية الالمانية من تلك المناطق خشية من تعرضها لاعمال ارهابية  بينما يطالب قائد الجيش الالماني السابق عضو رئاسة خطط / الناتو / العسكرية بسحب جميع الفرق العسكرية من مناطق الحدود مع سوريا ، أي ان ان تبقى تركيا عرضة للقدر .