الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- مباحثات ألمانية تركية

ألمانيا- مباحثات ألمانية تركية

23.01.2016
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين ‏22‏/01‏/2016
أعرب رئيس وزراء تركيا احمد داود أوغلو عن خيبة أمل بلاده واستياءها من منظمة الامم المتحدة ومن بعض الدول الاوروبية لعدم اصغاءها لمقترحات تركيا ومطالبها باقامة مناطق آمنة بالمناطق التي تحت مراقبة المعارضة السورية اذ لو استجابت هذه الدول ومجلس امنها الدولي لمقترحات انقرة لما آلت اليه الآوضاع في سوريا الى ما ليه الآن ولما كان هناك تدفقا للاجئين على اوروبا وخاصة المانيا وان الوقت لم يتأخر لاقامة هذه المناطق التي ستساهم بشكل فعال تحسين وضعية اللاجئين السوريين وحثهم بالبقاء بمناطقهم .
جاء ذلك بمؤتمر صحافي عقده داود اوغلو مع المستشارة انجيلا  ميركيل بالعاصمة برلين هذا اليوم الجمعة 22 كانون ثان / يناير في إطار اجتماع لجان العمل الوزارية المنبثقة بين المانيا وتركيا .
ووصفت ميركيل وداو اوغلو العلاقات الالمانية التركي بالقوية والشراكة الاستراتيجية وتقوية التعاون الاقتصادي الالماني التركي هو في صالح الاوروبيين وشعوب الشرق الاوسط مؤكدان حرصهما على تطوير هذه العلاقات التي تعتبر ايضا تاريخية قديمة .
واشارت ميركيل انهما تطرقا الى جانب الشراكة العلمية والاستراتيجية والاقتصادية والسياسية الى علاقات انقرة مع موسكو والسعي بتجاوز الازمة بينهما والعودة الى الحوار العقلاني  بينما التزم داود اوغلو الصمت حول وساطة المانية بين انقرة وموسكو ، مضيفة انهما تطرقا الى الاعمال العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني وضرورة استمرار الجهود السياسية لتجنب المدنيين من الاجراءات العسكرية بينما أكد داود أوغلو بان بلاه تشن حربا  ضد منظمات الارهاب الدولية  التي تريد زعزعة الامن في كل مكان وان تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / لا يستند باعتداءاته على الامنين الى دين ولا عقيدة فالارهاب لا يعرف دينا ولا أخلاقا .
ورأت ميركيل ومعها داود أوغلو ان تجاوز ازمة اللاجئين يتطلب تضامن اوروبا دوليا ومؤتمر لندن القادم الذي سيعقد يوم 4 شباط /فبراير لمساعدة الدول الحاضنة للاجئين السوريين   يجب ان يتضمن مسألة التضامن الدولي لتجاوز ازمة اللاجئين وتركيا تحتضن اكثر من مليوني لاجئ سوري وهناك مشاكل  انسانية  تكمن بارتفاع المواليد فالاطفال الذين في سن الرضاعة والرابعة من اعمارهم ولدوا بمخيمات اللاجئين ويجب مراعاة هؤلاء الاطفال الذي يعتبر المجتمع الدولي مسئولا عن ماساتهم .
وأكد داود اوغلو تأييد بلاده مع السعودية لحل سياسي الا انه أكد بانه لا مستقبل لبشار اسد في سوريا فهو مسئول عن مقتل اكثر من 500 الف انسان وتشريد اكثر من 10 مليون نسمة كما فتح بلاده لروسيا وايران وميليشيات من طوائف وبلدان شتى  مءكدا ان الوضع منذ التدخل الروسي الى جانب  بشار اسد في وضع سيء للغاية . وأعلنت ميركيل وداود اوغلو الى اجتماع يضم الاوروبيين مع داود أوغلو لوضع خطط تنفيذية لتحسين وضعية اللاجئين بتركيا ولبنان والاردن يعقد هذا الاجتماع يوم 18 شباط / فبراير اما في برلين او بروكسل .
وحول تأشيرة دخول تنتهجها تركيا للحد من تدفق اللاجئين اعتبر داود اوغلو ان التاشيرة  ستشمل السوريين القادمين من بلد ثالث او رابع كما ستشمل ايضا الباكستانيين والافغان ويعفى منها ارباب العمل واصحاب المصالح الاقتصادية كما ستشمل ايضا دول المغاربة اذ ما ثبت بان مجيهم الى تركيا لمصلحة خاصة مثل اللجوء الى اليونان ومنها الى اوروبا على حد قولهما .