الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- محادثات ألمانية مصرية – دور جديد لمصر ؟

ألمانيا- محادثات ألمانية مصرية – دور جديد لمصر ؟

04.06.2015
هيثم عياش




كاتب ومفكر سياسي
برلين 03‏/06‏/2015
أكدت المستشارة انجيلا ميركيل بقاء المانيا شريكا امينا لمصر ووقوفها الى جانب الشعب المصري وان المانيا كانت دائما صديقة لمصر وستبقى مستمدة ذلك من تصريحات وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير الذي اكد في زيارة له الى القاهرة حول صداقة ودعم المانيا لمصر مشيرة بمؤتمر صحافي عقدته مع رئيس مصر عبد الفتاح سيسي انه تطرقت مع سيسي الى مسألة قضايا الاعدام التي تنطق بها محاكم مصرية بدون هوادة  ، بينما أكد سيسي بان القضاء بمصر مستقل ويمكن لهذه العقوبات الغاءها والاستعاضة عنها بالسجن او غير ذلك ، واشارت ميركيل انها تريد مساعدة  مصر للنهوض باقتصادها من جديد بينما وصف سيسي بلاده بحالة اقتصادية غير جيدة حاثا على تقديم المساعدات اذ باستقرار بلاده هام لدول منطقة الشرق الاوسط واوروبا والعالم أجمع موضحا انه يلزمه المال الكافي للمساهمة بانهاء العنف في ليبيا والصومال واليمن واحلال السلام والمن في ربوع شبه جزيرة سيناء وغيرها من دول الشرق الاوسط بشكل عام . وأعلنت ميركيل انها تطرقت مع سيسي حول مشاكل اغلاق الحكومة المصرية معاهد المانية تعني بحقوق الانسان  والدراسات الاستراتيجية مثل معهدي كونراد أديناور وفريدريش ايبرت ، الا ان سيسي أوضح قائلا بان المعاهد هذه تساعد على القلاقل ببلاده ممتنعا عن الاجابة ما اذا رأى مفتي مصر بعقوبة الاعدام الصادرة ضد الرئيس المصري محمد مرسي غير قانونية على استعداد لاطلاق سراحه مكتفيا بالقول / لكل مقام مقال / على حد قوله .
المراقب لتصريحات سيسي بالمؤتمر الصحافي الذي عقده يلمس بشكل يقيني النفاق فهو يختلف تماما عن الرئيس المصري المعزول محمد مرسي فقد كان اثناء المؤتمر الصحافي الذي عقده مع المستشارة ميركيل اثناء زيارته الى برلين أوائل عام 2013 ومحاضرته التي القاها بدعوة من مبرة : كولبر/ للدراسات والسماعدات الدولية جزمت بان مرسي رجل دولة الواثق من نفسه وشعبه وجزمت تصريحات سيسي للصحافيين وكانه كان يلقي محاضرة علينا بأنه جاء الى برلين للتسول فهو يريد مالا لمحاربة الارهاب واحياء اقتصاديات بلاده واستعداده مقابل ذلك المساهمة باعادة الامن واستقراره في ليبيا وانهاء العنف بها ودعم اعمال التحالف العسكري في اليمن واستقراره مع ضرورة البحث عن مطالب الحوثيين وتلبية مطالبهم ، يعني ان الرجل قام بتقديم طلب  من المستشارة انجيلا ميركيل  إسناده دور الشرطي  له والقبضة الحديدية في مصر .
لقد احضر سيسي معه اكثر من مائة صحافي وما ان بدأ بمحاضرته الا وصفقوا له تصفيقا حادا وهو امر شاذ للصحافيين الالمان وآداب الصحافة واستقلالها فلا يجوز للصحافي ان يصفق لزعيمه او زعيم ما ونظر الصحافيون والمستشارة ميركيل وموظفو المستشارية بعضهم الى بعض يتساءلون عن حماقة الصحافيين المصريين الذين أثبتوا بأنهم أذنابا لسيسي لا غير اذ يدافعون عن سياسته ويؤكدون براءته من الدماء التي سفكت في مناطق رابعة وغيرها ، وقال لي احد الصحافيين المصريين وهو يدافع عن سيسي من تعتقد اذي وقف وراء القتل في مصر فقلت له على الفور صاحبكم سيسي . وأجمع هؤلاء الصحافيون على حبهم وتقديرهم للعسكري الذي لا يجيد السياسة فقلت لهم المرء مع من أحب ، وسالت احد الصحافيين المصريين عن موقفه اذا وقع انقلاب ضد سيسي هل سيشتمه ام سيشفق عليه ، فقال لي ومن يجرؤ على الانقلاب عليه فقلت له :
ما بين غمضة عين وانبلاجتها يغير الله من حال الى حالي
وكانت مظاهرات قد خرجت تندد بوجود سيسي ببرلين قادها منظمات حقوقية ولا سيما منظمة / مراسلون بلا حدود / ومتظاهرون ينددون بحكم العسكر  الى جانب مظاهرة لمصريين مؤيدين له ، وقلت لاحد مراسلي رائي مصر وهو يلتقط صور المؤيدين لمرسي لم لا تلتقط صور المعارضين له فأجابني وهو هناك معارضون له ، قلت له انهم بقفون على مقربة منك وأمام عينيك وكلهم من مص وسوريا حيث رفعت رايات الثورة السورية اضافة الى صحافيين يطالبون باطلاق سراح الصحافيين المسجونين واطلاق سراح اصحاب الراي الحر ونشطاء المجتمع المدني اضافة الى فلسطينيين وغيرهم من المسلمين وغير المسلمين .  . .
خطب عتبة بن أبي سفيان في أهل مصر وكان قد تولى إمرة مصر بعد وفاة عمرو بن العاص رضي الله عنه  وذلك ان اهل مصر أصبحوا يغتابون عمروا ويسيئون الى سمعته بعد وفاته رضي الله عنه يا حاملي أُلام آنف ركبت بين أعين  إني قلمت اظفاري عنكم ليلين مسيئكم وسالتكم اصلاحكم اذا كان فسادكم باقيا عليكم فاما إذا أبيتم الا الطعن على السلطان والنقض للسلف فقد آن الأوان لتأديبكم وقد تجرأ الصحافيون الموالون لسيسي هذا على مرسي لانتهاجه الحلم معهم في وقت كان لا يسمح له بذلك .