الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- من يقف وراء الاعتداء على اليهود في أوروبا ؟

ألمانيا- من يقف وراء الاعتداء على اليهود في أوروبا ؟

17.02.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏16‏/02‏/2015
ازدادت في الآونة الاخيرة ظاهرة الاعتداءات على اليهود ببعض الدول الاوروبية ، فحادثة الهجوم على مركز بيع مواد غذائية بباريس يوم 9 كانون ثان / يناير المنصرم بعيد الاعتداء على صحيفة / شارلي اوبيد/ الساخرة يوم 7 كانون ثان / يناير وحادثة يوم امسالأحد  15 الشهر الجاري على طنيس ومقهى يهودي في كوبنهاجن جاء  لليوم التالي على الاعتداء الذي وقع السبت من 14 شباط / فبراير على مكان تعقد فيه ندوة حول الرأي الحر والاسلام بالعاصمة الدانماركية  ، أصبح اليهود في المانيا يخشون على أنفسهم. فبالرغم من ان ناطق الحكومة الالمانية شتيفين زايبرت أكد هذا اليوم الاثنين 16 شباط / فبراير بمؤتمر الحكومة الصحافي المعتاد استنكار الحكومة الالمانية وشجبها لحادثة اعتداء كوبنهاجين الاخير وحرص  الفعاليات الامنية وغيرها على حماية اليهود ، طالب مجلس اليهود الالماني الاعلى وزارة الداخلية الاتحادية ووزارات داخلية الولايات الالمانية بزيدادة حمايتهم للمنشئات اليهودية في هذا البلد .
وأكد رئيس مجلس اليهود الالماني يوسف / جوزيف / شوستر انه بالرغم من مخاوف الاعتداءات على اليهود الا ان انكانية البقاء في المانيا مرغوب بها كما ان اليهود الالمان حريصون بالبقاء ببلدهم الا انه طالب بضمانات أمنية لمنشئاتهم رافضا دعوة بنيامين نتنياهو بالهدرة الى فلسطين معتبرا الدعوة إفشالا للجهود التي تبذل لاحلال السلام بمنطقة الشرق الاوسط من خلال دولة فلسطينية الى جانب الكيان الصهيوني على ارض فلسطين .
ظاهرة الاعتداءات على المنشئات اليهودية في باريس وكوبنهاجين وتشويه قبور يهودية في المانيا جعلت من رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو يطالب اليهود بالهجرة الى فلسطين . فمظالبته هذه لها هدفها الرئيسي تهويد فلسطين وتأكيد يهودية حكومة الكيان الصهيوني بشكل كامل .
ربما تكون الحركة الصهيونية العالمية تقف وراء الاعتداءات على اليهود في اوروبا لتشجيعهم وارغامهم ايضا بالهجرة الى فلسطين فأسباب اضطهاد اليهود في الحرب العالمية الثانية يعود الى رفض اليهود الالمان الحركة الصهيونية العالمية ، فعندما قام تيودور هرتزل بتاسيس الحركة المذكورة عام 1899 في بازل / سويسرا / واختيار الحركة المذكورة فلسطين دولة قومية لليهود اعلن مجلس اليهود الالماني الاعلى وقتها رفضه لهذه الحركة مؤكدا انتماء اليهود للعرق الالماني مع يهوديتهم واعادوا تأكيدهم هذا عام 1914 عندما بدأت فكرة التشجيع بالهجرة الى فلسطين وازداد أوج الدعوة والتشجيع بالسفر الى فلسطين عام 1934 ولما ازداد رفض اليهود للتشجيع ساهم الزعيم النازي أدولف هتلر الذي تؤكد الوثائق التاريخية بانه كان عميلا للحركة الصهيونية العالمية بشن حملة دعايات مناوئة للوجود اليهودي في المانيا الامر الذي اسفر عنه مغادرة الكثيرين من يهود هذا البلد الى فلسطين .
وقد ازدادت خلال الاومة الاخيرة الاجراءات الامنية فقد منعت شرطة مدينة براونشفايغ / شمال / يوم أمس الاحد 15 الشهر الجاري خروج قطار مهرجان التهريج / الكرنفال / جراء حصولها على معلومات حول احتمال وقوع اعمال تزعزع الامن خلال المهرجان بالرغم من تأكيد الشرطة عدم وجود خطط القيام باعمال ارهابية بمواقع معينة لسير قطار مهرجان التهريج، هذا المنع كان وراء انتقاد رئيس رابطة الصحافيين الالمان ميشائيل كونكين الذي اشار للصحافة هذا اليوم الاثنين 16 شباط / فبراير ان المنع يعتبر انتهاكا للرأي والصحافة الحرة مطالبا وزارة الداخلية الاتحادية بتقديم أدلة حول تكهناتها باحتمال وقوع اعمال ارهابية في المانيا .