الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- مهزلة بميونيخ حول سوريا

ألمانيا- مهزلة بميونيخ حول سوريا

02.02.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
ميونيخ /‏01‏/02‏/14
رأى  وسيط الامم المتحدة بين نظام  رئيس سوريا والمعارضة الاخضر الابراهيمي خلال ندوة حول عنف النظام السوري ضد شعبه على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن والسلام الدوليين الخمسين هذا اليوم السبت 1 شباط/فبراير ان مفاوضات الطرفين المتخاصمين في جنيف التي انتهت يوم أمس الجمعة 31 كانون ثان/يناير لم تحمل أي ايجابيات وبالتالي كانت ايام المفاوضات الثمانية قاتمة واستئناف المفاوصات يوم الاثنين من 10 شباط/فبراير ربما تحمل بعض الايجابيات .
لم يكن الابراهيمي اثناء ندوة هذا اليوم حول سوريا صريحا اذ انه استخدم اسلوب  الحوار مع الصحافيين وكأن المشاركين بالندوة من السياسيين والعسكريين وخبراء السياسة الدولية تلاميذه يلقي عليهم دروسا بالتاريخ الا أن خيبة أمله من المباحثات كانت بادية على وجهه جراء مطالبته الدول المعنية بماساة الشعب السوري وضع ثقل تأثيرهم السياسي والمعنوي على المعارضة وممثلي النظام حتى يثوبوا الى رشدهم والضغط عليهم لعودتهم الى المفاوضات بعزيمة التوصل الى صيغ مرضية تنهي الحرب في سوريا .
وقد بدا واضحا ان روسيا وايران على غير استعداد  قبول مطالبة المعارضة والمؤيدين للشعب السوري بضرورة تنحي بشار اسد  عن السلطة . وقد انتقدت وزيرة الخارجية الايطالية  ايما بونينو  طهران وموسكو اللتين تؤيدان بشكل أعمى أسد وزمرته متهمة العاصمتين المذكورتين وراء تشجيع ممثلي نظام اسد بإفشال المؤتمر وعودة المفاوضات مضيعة للوقت واستمرار لماساة الشعب السوري المحاصر اضافة الى ماساة اللاجئين بالدول المجاورة لبلادهم .
ونفت بونينو ان تكون الحرب في سوريا حرب بين الاسلام المتمثل بالشيعة والسنة بل حرب من اجل الحرية اصبحت وبضربة معلم حرب بين الاكثرية الساحقة من اهل السنة في سوريا ضد الاقلية علما ان هناك الكثيرون من الاقليات الدينية ضد اسد ومن اهل السنة مع اسد وان المجتمع الدولي المعني بالزمة السورية لم يعهدوا خلافا كبيرا مثل الخلاف في تلك الدولة الذي اصبح متشعبا والاهتمام بذلك الشعب بتراجع مضطرد فالمجتمع الدولي اصابه الملل لوضع حد لماساة السوريين .
وأبدى رئيس منظمة / هيومان رايتس – المساعدات الانسانية / كينيث روث رأي الوزيرة الايطالية مشيرا بأن السوريين المحاصرين بالمدن المحاصرة من قبل نظام سوريا اضافة الى الموت جوعا بمخيمات اللاجئين الفلسطينيين هم ضحايا صمت وتراجع عدم اهتمام المجتمع الدولي بماساة ذلك الشعب مطالبا وضع خطط تنفيذية حاسمة لايصال المساعدات الانسانية الى اللاجئين والمحاصرين الى جانب الجهود الدبلوماسية التي تبذل لانهاء العنف في الدولة المذكورة .
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي رأى ان بلاده جراء وصول عدد اللاجئين السوريين فيها الى اكثر من 900 الف شخص اصبحت شريكا في الحرب التي تجري في سوريا والتوصل الى حل سياسي سيستغرق سنوات على غرار الحرب الاهلية التي شهدها لبنان واستمرت لسنوات طويلة انتهت بتلك الجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول الا أن آثارها لا تزال واندلاعها بحاجة الى نفخة هواء فهي نار تحت رماد سرعان ما تشتعل والامر يتطلب بذل جميع الامكانيات المتاحة لانهاء الحرب بسوريا قد ان تتوسع بشكل نهائي .
وانتقد أحد ممثلي الائتلاف الوطني / نسيت اسمه / المتحاورين حول الوضع في بلاده مشيرا انهم يناقشون الوضع في سوريا وكأنه في غاية البساطة فماساة الشعب السوري أكبر مما يعتقده الكثيرون في الغرب هي مطالب حريات عامة وانهاء سياسة الظلم والضغط والتسلط الا انه أكد رغبة ائتلافه انهاء الحرب بسوريا عبر الحوار السياسي مؤكدا في الوقت نفسه براءته من المتشددين الاسلاميين وخاصة ذلك التنظيم الذي يطلق على نفسه / دولة العراق والشام الاسلامية / معلنا ان تنظيمات الائتلاف العسكرية أعلنت الحرب ضد ذلك التنظيم مطالبا في الوقت نفسه المجتمع الدولي ومجلس الامن القومي اتخاذ قرارات لانقاذ الشعب السوري مشيرا انه سيعود الى جنيف يوم 10 شباط/ فبراير لمتابعة المفاوضات .
وهذه المرة الثالثة التي يناقش مؤتمر ميونيخ للأمن والسلام الدوليين المسالة السورية منذ اندلاع انتفاضة شعب تلك الدولة ، فقد كانت مناقشات المؤتمر عام 2012 اكثر ايجابية ودراية بما يجري بتلك الدولة فالحريات العامة التي يطالب بها الشعب السوري من خلال المظاهرات السلمية التي جوبهت بالعنف كسبت تأييدا قويا من المجتمع الدولي وشعوب العالم أما ندوة عام 2013 التي جمعت رئيس المجلس الوطني السابق الشيخ احمد معاذ الخطيب فقد كانت سخرية للغاية فالشيخ الخطيب الذي كان قد اشار استعداده لمناقشة ممثلين عن النظام ورقة رابحة بأيدي روسيا والولايات المتحدة الامريكية فقد كان استعداده محاورة ممثلين عن النظام وراء الدعوة لمؤتمري جنيف /1/ وجنيف /2/  ثم نجم عن تدخل ايران الى جانب النظام السوري بشكل سافر وحثها تنظيمات ما يُطلق عليهم بـ حزب الله / و / أبو الفضل عباس / محاربة الشعب السوري وكأن الحريات التي يطالب بها الشعب السوري حربا بين اهل السنة التي تعتبر سوريا معقلا لهم ضد الشيعة الذين ابرزوا أنيابهم الحادة والكريهة ضد أهل السنة في العالم الاسلامي وندة هذا اليوم السبت أثبتت بشكل جلي تحويل المجتمع الدولي قضية الحريات في سوريا الى حرب أهلية ودينية وحرب بين الاسلاميين المتشددين والمتفتحين ستسفر عن هذه المناقشات وعودة مفاوضات جنيف / 2/ الى نتائج ليست من صالح الشعب السوري وشعوب منطقة الشرق الاوسط المسلمة .