الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- موقف صارم لمواجهة التطرف القومي

ألمانيا- موقف صارم لمواجهة التطرف القومي

05.01.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 04‏/01‏/2015
ارتفعت خلال الايام الماضية وذلك جراء المظاهرات التي يقودها شخصيات لا تزال مجهولة تحت اسم / الجبهة الاوروبية القومية لحماية الغرب من الاسلام / وتطالب هذه المظاهرات بوضع حد لتدفق اللاجئين المسلمين وخاصة من سوريا والعراق وغيرهما من البلاد الاسلامية الى المانيا ودول اوروبية اخرى اذ ان تدفق اللاجئين المسلمين سيساهم بتغيير سكني وديني على اوروبا ، اتخاذ سياسة صارمة تجاه هذه المنظمة وتطالب ايضا باللجوء الى الحوار مع قادة المنظمة المذكورة اضافة الى اجراء توعية سياسية اجتماعية تبين  خطر هذه المنظمة . وبالرغم من الشخصيات  التي تقف وراء هذه الجهة لا تزال غير معروفة الا ان الاحزاب القومية وتلك المعادية للعملة الاوروبية / اليورو / والاتحاد الاوروبي اصبح موقفها معروفا وذلك جراء تأييدها لهذه المظاهرات ، فحزب البديل لأوروبا شاركت بعض شخصياته بمظاهرات الاثنين الاسبوعية التي تخرج بمدينتي درسدن / شرق / ودوسلدورف / وسط / هذه المظاهرات المناوئة للوجود الاجنبي بالرغم من بعض قادة هذا الحزب من بينهم نائب رئيسه هانس اولاف هينكيل ، الذي كانت زعيمة  الحزب المسيحي الديموقراطي  قد وضعته في قائمة المرشحين لمنصب رئاسة الدولة الالمانية بعد استقالة الرئيس السابق هورست كولر عام 2009 مطالبته اعضاء حزبه عدم الخروج بالمظاهرات التي تدعو اليها الجبهة المذكورة ، واسمها باختصار / بيجيدا / .
ويرى وزيرا الخارجية الالماني والايطالي فرانك فالتر شتاينماير وباول جينتيلوني  ان عنف النظام السوري ضد شعبه وقتله اكثر من ثلاثمائة الف شخص وتشريده اكثر من ست مليون نسمة اضافة الى العنف بافغانستان والعراق والاوضاع الامنية والاجتماعية المتردية بمناطق الشرق الافريقي أرغمت الكثير من السوريين وغيرهم على ركب خطر الموت بسفن تعتبر قديمة الى اوروبا بحثا عن الامن ومنطقة الشرق الاوسط وشمال والقرن الافريقي  جارتين طبعيتين لأوروبا والعمل على انهاء مأساة تلك الشعوب واجب ومسئولية اوروبية .
ويؤكد شتاينماير  خلال لقاء للحزب الديموقراطي الاشتراكي هذا اليوم الاحد 4 كانون ثان/يناير بالعاصمة برلين ان الاقتراحات  من اجل وضع حد لتدفق الافارقة على اوروبا والتي تكمن بإقامة مخيمات لهم على شواطئ ليبيا والمناطق الامنة في الصومال وغيرما من الدول المطلة على البحر المتوسط والمحبط الهندي وخليج عدن تحت إشراف الاوروبيين لا  تعتبر كافية فقيام استثمارات صناعية اقتصادية اووربية بمساهمة أرباب الصناعة والاقتصاد باقامة مشاريع بمخيمات اللاجئين سيساهم بشكل فعال لوقف ركوب الافارقة وغيرهم خطر الموت للوصول الى اوروبا .
ويعتقد وزير الخارجية الايطالي جينتيلوني  ان وقف تدفق اللاجئين مرتبط بإنهاء مأساة تلك الشعوب التي تشردت جراء العنف في بلادها ، واعادتهم الى اوطانهم يجب ان يتم ضمن اتفاقيات دولية واوروبا وخاصة ايطاليا التي تعتبر منفذ الاوروبيين الهام على البحر الابيض المتوسط ولموقعها الجغرافي تجاه شمال افريقيا وقربها من القرن الافريقي لا تستطيع انقاذ الذين يركبون خطر الموت الامر متعلق بسياسة حاسمة لاوروبا لوقف تدفق اللاجئين  والحد من من بروز اكثر لقوة المتطرفين القوميين .
اوروبا ومعها الولايات المتحدة الامريكية نكثت بوعودها بنصرة الشعب السوري فمنذ اكثر من ثلاثة اعوام على بدء انتفاضة الشعب السوري وارتكاب نظام تلك الدولة المجازر أمام بصر وسمع الاوروبيين الذين يطالبون باحترام حقوق الانسان  ونصرة المظلوم ويؤكدون حرصهم على عدم وقوع حروب باوروبا وجيرانها يرتكبون انتهاكا خطيرا لحقوق الانسان جراء عدم اتخاذهم سياسة حاسمة وناضجة لردع نظام مجرم ، كما ان اوروبا مسئولة عن ارتفاع قوة وشعبية القوميين المتطرفين الذين يدعون للتظاهر ضد اللاجئين ويحذرون من الاسلام واسلامية اوروبا ، فالاحزاب النازية القومية المتطرفة التي كانت وراء إشعال الحرب العالمية الثانية وساهمت بدعاياتها اضطهاد اليهود ، يمكن لهذه الاحزب التي تحذر من اسلامية اوروبا وضرورة حماية اوروبا من الاسلام إشعال حرب دينية  بين اوروبا والعالم الاسلامي ، واوروبا لا تعتبر مسيحية الطابع فالاسلام باوروبا قديم مع ظهور الاسلام والتعايش مع المسلمين من خلال سياسة صارمة لمواجهة التطرف القومي ولديني ضرورة ملحة من خلال التوعية والحوار البناء ووضع حد لاجرام بشار اسد والعنصرية بالعراق وهمجية ما يُطلق عليه بتنظيم / الدولة الاسلامية – داعش / مسئولبية اوروبية يجب تنفيذها مع الدول الاسلامية .