الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- نبرة غضب بين أنقرة وبرلين

ألمانيا- نبرة غضب بين أنقرة وبرلين

31.07.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏30‏/07‏/14
لا تحظى الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة  باهتمام كثير لدى الأوساط الرسمية والاعلامية في برلين ، اذ منذ ابتداء القلاقل في شهر تشرين ثان/ نوفمبر عام 2013  التي تشهدها تلك الدولة  إثر فشل الاوروبيين اتخاذ اوكرانيا شريكا اقتصاديا ضمن سياستهم بتوسعة شراكتهم مع دول جنوب شرق  اوروبا . فقد حث الاوروبيون الاوكرانيين بالانقلاب على رئيس بلادهم السابق فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا نجم عن ذلك فقدان اوكرانيا شبه جزيرة القرم واضطرابات في الشرق والجنوب الاوكراني يثيرها انفصاليون بدعم من روسيا لقيام دويلة مستقلة لهم او انضمام مناطقهم الى روسيا . وجاءت حادثة قصف طائرة الركاب الماليزية يوم الجمعة من 18 تموز/يوليو فوق الشرق الاوكراني  لتدخل الازمة الاوكرانية منعطفا خطيرا .
وبالرغم من تأكيد الحكومة الالمانية في مقدمتها المستشارة انجيلا ميركيل وقوف برلين الى جانب الكيان الصهيوني في حربه ضد الشعب الفلسطيني وتأكيد وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير أحقية الصهاينة بالدفاع عن مستوطنيهم الا ان شتاينماير قام بزيارة خاطفة لمنطقة الشرق الاوسط شملت العاصمة الاردنية عمان وتل أبيب ورام الله من خلال وساطة اوروبية امريكية لايقاف الحرب ضد الفلسطينيين لم تسفر هذه الوساطة  عن نتيجة ايجابية .
ومن خلال الاجتماع الذي تم في باريس يوم السبت من 26 تموز/يوليو  وبدعوة من وزير الخارجية الامريكي جون كيري وشارك فيه وزيرا خارجية قطر وتركيا خالد العطية واحمد داود أوغلو نجم شجار بين داود اوغلو ونظيره الالماني شتاينماير الذي زعم بأن جيش الكيان الصهيوني قام بقصف شواطئ غزة عندما جزم خلوها من الناس اذ ان الجيش الكيان الصهيوني يراعي حرمة المدنيين الامر الذي ادى الى إثارة داود اوغلو الذي أكد لنظراءه عدم حقيقة ادعاءات شتاينماير  مشيرا ان الشواطى كانت ممتلة بالقتلى  ولا سيما الأطفال جراء القصف الوحشي الذي يستهدف الغزاويين في كل انحاء قطاع غزة مطالبا نظيره الالماني بنتهاج سياسة مستقلة اذا ما أرادت الحكومة الالمانية بالفعل نجاح جهودها وجهود تركيا وقطر والامريكيين والاوروبيين لإنهاء الحرب .
نبرة الغضب هذه وتصريحات شتاينماير ورد داود اوغلو كانت  وراء إلغاء وزير الخارجية التركي زيارة خاطفة الى برلين في طريق عودته الى أنقرة ، ووراء انتقادات لبعض أعضاء شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني في مقدمتهم رئيس هذه اللجان نوربرت روتجين الذي أشار للمحطة الاولى من الرائي / التلفزيون / الالماني صباح هذا اليوم الاربعاء 30 تموز /يوليو انه بالرغم من تأكيد ميركيل وشتاينماير احقية الصهاينة بالدفاع عن أنفسهم الا ان على الدبلوماسية الالمانية كسب احترام وثقة شعوب منطقة الشرق الاوسط من جديد فمسئولية المانيا تجاه أمن الصهاينة يجب ان تشمل ايضا الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة فما يجري في سوريا  وعدم تحقيق الشعب السوري طموحاته بإنهاء نظام جبروتي يعود الى تقاعس الغرب عن نصرة السوريين وبالتالي عدم اتخاذ الاوروبيين سياسة حزم وعزم تجاه النظام السوري والحرب ضد الغزاويين  يأتي ايضا جراء عدم تحقيق قيام دولة فلسطينية مستقلة الى جانب الكيان الصهيوني على ارض فلسطين هذه الدولة التي يؤكد الاوروبيون ضرورة قيامها منذ سنوات بقيت فقاعات هوائية وعلى الحكومة والدبلوماسية الالمانية إثبات مقدرتها انهاء ازمة الشرق الاوسط والحرب ضد الشعب الفلسطيني من خلال سياسة متوازنة بين الفلسطينيين والصهاينة .
ومن اجل تحقيق وقف حقيقي لاطلاق النار أكد روتجين ضرورة مشاركة السعودية في الوساطة القطرية التركية واستبعاد الحكومة المصرية عن هذه الجهود بالرغم من دعم الكيان الصهيوني للمبادرة المصرية التي يرفضها الفلسطينيون لاعتبارها من خلال نظر الفلسطينيين موالية للكيان الصهيوني وغير مستقلة الى جانب تحريض الاعلام وبعض رجال الدين الاسلامي على حماس معتبرا تصريحات الشيخ طلعت زهرت وهو احد زعماء السلفيين في مصر  بأن حماسا تتآمر على الشعب الفلسطيني لا تعتبر تصريحاته مشجعة لقبول حماس المبادرة المصرية على حسب قوله .