الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- نحن نعيش بحرب بين الإسلام والمسيحية

ألمانيا- نحن نعيش بحرب بين الإسلام والمسيحية

31.07.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏29‏/07‏/2016
ركَّزت المستشارة انجيلا ميركيل بمؤتمرها الصحافي العام الذي عقدته يوم أمس الخميس 28 تموز / يوليو بمركز الصحافة الاتحادي ، وهو مؤتمر اعتيادي لها قبيل ذهابها الى اجازتها السنوية ، على الهجوم الارهابي الذي وقع بمدينتي فورتسبورج وأنسباخ / جنوب / خلال الاسبوع المنصرم اضافة الى الهجوم الذي استهدف مدينة نيس وكنيسة بمنطقة النورماندي الفرنسيتين ، اشارت من خلال المؤتمر الى عزم حكومتها محاربة الارهاب بلا هوادة واحتمال مشاركة الجيش الالماني بحماية منشئات المدن الرئيسية ولا سيما تلك المدن الصغيرة والقرى النائية عن المدن الكبيرة . وأكدت ميركيل ان اوروبا والعالم يعيش بأجواء  حرب بين الاسلام والمسيحية يؤججها عناصر متطرفة بأفكارهم ، فمهاجم مدينة ميونيخ الالماني من اصل ايراني الذي قتل ثمانية اشخاص في مطعم للوجبات السريعة ثم قتل نفسه يوم الجمعة من 22 تموز / يوليو لم يكن اسلاميا متطرفا بل قوميا متطرفا يحمل كرها للاسلام  ومهاجم ركاب قطار فورتسبورج الذي من المعتقد انه افغاني لاجئ كان يعيش في رعاية عائلة المانية لانه قاصر الذي اصاب حوالي اثنا عشر شخصا بجروح أردته الشرطة قتيلا وزعم تنظيم / الدولة الاسلامية / بانه جند من جنودها اضافة الى استهداف لاجئ سوري حفلا موسيقيا بهجوم انتحاري بمدينة أنسباخ واصاب اشخاصا بجروح وأعلن التنظيم المذكور بانه المهاجم عضو فيه ، هو من اجل الوقيعة بين الاسلام والمسيحية .
ولا يعتبر تنظيم / داعش / الوحيد الذي يسعى لإشعال حرب بين الاسلام والمسيحية ، تنظيمات القوميين المتطرفين في اوروبا تلعب دورا كبيرا بإشعال هذه الحرب ، فمهاجم مدينة ميونيخ قام بعمله في نفس تاريخ قيام متطرف نرويجي بقتل اكثر من ثمانين شخصا باوسلو  وهو يوم 22 تموز / يوليو من عام 2011 بحجة حماية الغرب من الاسلام .
وعلى حسب رأي استاذ علوم الدراسات الدينية بجامعة بوتسدام يان جيسين بتقييمه تأكيد ميركيل  باننا نعيش باجواء حرب بين الاسلام والمسيحية ، بأن جميع من يحمل أفكارا متطرفة سواءَ كانت اسلامية او قومية متطرفة يعاني من امراض نفسية أساسها الرئيسي عدم اكتراث المجتمع بتوجيهه فالزوجين اللذين يعيشان بنزاع مستمر يؤثر ذلك على نفسية ابناءهم كما ان العائلة لا تبالي برفقة ابناءهم ولذلك فاقتباس الفكر المتطرف بدون توجيه العائلة لابنهم تتحمل مسئولية تطرف فرد من افرادهم يؤدي الى مرض نفسي ينتج عنه العنف .
نحن لا نعيش بأجواء حرب بين الاسلام والمسيحية ، بل نعيش بحرب بين التطرف والتسامح وبين الانزواء والانفتاح على حد راي أستاذة علوم الاسلام بجامعة برلين الحرة جودرون كريمر التي اشارت الى مذياع / اينفو / الاخباري   بأن مكافحة التطرف والارهاب لا يكمن بالاعمال العسكرية بل بحوار صريح بين الاسلام والمسيحية تساهم  بتعايش سلمي بين الشعوب .
وتؤكد نائبة رئيس البرلمان الالماني عن كتلة الخضر كلاوديا روت ان دوائر اللجوء مسئولة عن اقتراف اللاجئيْن السوري والافغاني جريمتهما في فورتسبورج وأنسباخ جراء تعرضهما للاهانة والتهديد بالترحيل فبدل اعطاء الثقة لهما ساهمت المعاملة اصابتهما بامراض نفسية تكمن بالانتقام مطالبة حكومات  الولايات الالمانية مراقبة اعمال دوائر اللجوء تجاه اللاجئين . 
القومي المتطرف الذي قتل ثمانية اشخاص ثم نحر نفسه كان يملك حقدا كبيرا ودفينا على المسلمين فالذين قتلهم بمطعم الوجبات السريعة كانوا من المسلمين وضحايا باريس ونيس وبروكسل واستانبول وانقرة كان معظمهم من المسلمين ومن أديان اخرى بدون جريرة ارتكبوها دليل واضح بان الاجرام والارهاب والتطرف لا دين لهم .
وأخطأت ميركيل بتأكيدها بان العالم يعيش باجواء حرب بين الاسلام والمسيحية بل بحرب حقيقية بين التطرف والتسامح .