الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- نحو العودة إلى سياسة موحدة للخارجية الأوروبية

ألمانيا- نحو العودة إلى سياسة موحدة للخارجية الأوروبية

04.09.2013
هيثم عياش


برلين /‏03‏/09‏/13
ساهم الغزو الامريكي وبدعم من بعض الدول الاوروبية مثل الدانمارك واسبانيا وايطاليا للعراق في آذار/ مارس من عام 2013 ذلك التحالف الغربي الذي قاده الرئيس الامريكي السابق جورج بوش / الابن /  ورفض بعض الدول الاوروبية لذلك الغزو الذي قاده المستشار السابق  جيرهارد شرودر بدعم  من الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك شرخا في السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي . ومنذ ذلك العام لم تجتمع اوروبا على سياسة خارجية وداخلية موحدة والضرورة ملحة لجمع شمل الاوروبيين من جديد حتى يستطيعو القيام بإنجازات احلال السلام في العالم واعادة هيبة الاتحاد الاوروبي على المسرح الدولي للسياسة .
هذا ما اشار اليه نائب رئيس لجان الاتحاد الاوروبي السابق جونتر فيرهويغين بندوة دعت اليها الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية على هامش حفل افتتاح معهد كارل فريدريش كوليج للعلاقات الاوروبية بالعاصمة برلين بمشاركة ناطق شئون السياسة الخارجية لدى كتلة الاشتراكيين الاحرار / الليبرالي / شريك المسيحيين  الذين يحكمون المانيا حاليا  راينر شتينر مساء يوم امس الاثنين 2 أيلول/ سبتمبر .
فاستمرار العنف في سوريا بالحرب التي يخوضها رئيس نظام تلك الدولة بشار اسد مع ايران ومرتزقة شيعية ضد الشعب السوري منذ آذار/مارس عام 2011 كان بإمكان الاوروبيين وضع حد لاستمرارها  لو كان هناك سياسة اوروبية موحدة فاعلان فرنسا وبريطانيا ومعهما الولايات المتحدة الامريكية استعدادهم لشن عمل عسكري ضد أسد ونظامه جراء الجرائم التي يرتكبونها  ورفض المانيا والنمسا وغيرهما من الدول الاوروبية المشاركة بأعمال عسكرية محتملة ضد أسد تعتبر القشة التي قصمت ظهر البعير اذ لم يعد هناك إمكانية لتوحيد السياسة الخارجية للاوروبيين اذا ا استمرت برلين رفضها المشاركة بتأديب أسد ، فالحكومة الالمانية على حسب رأي شتينر  أصابت الاوروبيين وبعض دول العالم بخيبة أمل كبيرة عندما احتفظت الادلاء بصوتها بمجلس الامن الدولي عندما قرر فرض حظر طيران فوق ليبيا وستساهم ايضا بانهيار سياسة الاتحاد الاوربي الخارجية اذا ما استمرت رفضها لاي عمل عسكري ضد نظام سوريا فالحرب ضد ذلك النزام ضرورة ملحة وربما يؤدي الى رفض وتأييد دول اوروبية وغيرها الى انهيار حلف شمال الاطلسي / الناتو /وانهيار السياسة الدفاعية للاوروبيين .
وعزا فيرهويغين انهيار السياسة الاوروبية الخارجية الى الولايات المتحدة الامريكية فوزير الدفاع الامريكي السابق دونالد راومسفيلد وصف الاوروبيين في مقدمتهم المانيا باوروبا الذين رفضوا مشاركة واشنطن بمغامرتها بالعراق بعجائز اوروبا واذا ما اراد الاوروبيون اعادة توحيد سياستهم الخارجية الاتفاق مع الدول الاسلامية في مقدمتهم السعودية وقطر وتركيا وماليزيا  المشاركة عسكرية بالحرب ضد النظام السوري مشيرا ان الاوروبيين استطاعوا انجاز انهاء الحرب بالبوسنة والكوسوفو بسياسة الحزم التي انتهجهوها بالرغم من معارضة بعض دول الاتحاد الاروبي المشاركة بالحرب مثل اليونان  ضد صربيا ومع ذلك فقد استطاعت اوروبا تحقيق سلام بالرغم من هشاشته في ربوع البلقان وباستطاعة الاوروبيي بدعم من الدول الاسلامية انهاء العنف والحيلولة دون تنفيذ بشار اسد تهديده باحراق منطقة الشرق الاوسط اذا ما هاجمت واشنطن وباريس  سوريا .
وأكد الاثنان الى ضرورة التضامن الاروبيين بسياستهم الخارجية  مشيران ان القضاء على الارهاب يكمن ايضا بانهاء الوضع الماساوي للشعب السوري  فاذا ما استمر وضعهم وماسااتهم فان الارهاب ضد اوروبا  سيزداد اذ ان الاعتقاد لدى المسلمين في العالم ان سبب تقاعس الغرب بنصرة الشعب السوري يعود لحرصه الابقاء على نظام اسد  الذي يعتبر صنيعة الغرب منذ استيلاء حزب البعث على السلطة في سوريا عام 1963 واستيلاء حافظ اسد على مقاليد السلطة بذلك البلد عام 1971 على حد رايهم .
وعلى  الصعيد نفسه فقد أكدت دائرة المخابرات الالمانية الخارجية / ب ن د/ ان النظام السوري وراء قصف مناطق بالغوطة بالقرب من العاصمة السورية دمشق بالأسلحة الكيمياوية وذلك بأوامر من رئيس ذلك النظام بشار اسد كما ان انظام المذكور استعمل الاسلحة المذكورة اكثر من مرة ببعض المدن والقرى السورية مشيرة ان المقاومة السورية لا تملك تلك الاسلحة الموجودة في ملك الجيش السوري . وأوضح رئيس دائرة المخابرات جيرهارد شيندلر ان قصف النظام السوري لمناطق بدمشق يوم 21 آب/اوجسطس المنصرم جاء بعد اجتماع للنظام السوري مع اعضاء من حزب الله اللبناني وشخصيات من دائرة المخابرات الايرانية بمشاركة خبراء عسكريين من وزارة الدفاع الايرانية وما تؤكده الادراة الامريكية ودوائر المخابرات الفرنسية والبريطانية حقيقة لا لبس بها من ارتكاب النظام السوري تلك الجريمة النكراء مضيفا ان دائرته ستقوم في وقت لاحق تقديم أدلتها الى الحكومة الالمانية والبرلمان الذي سيناقش الوضع في سوريا في وقت لاحق من الاسبوع المقبل على حد قوله .