الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- نحو سياسة خارجية قوية لألمانيا

ألمانيا- نحو سياسة خارجية قوية لألمانيا

28.01.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏27‏/01‏/2015
لم يكن الخطاب الذي القاه الرئيس الالماني يوئاخيم جاوك بمؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين الخمسين / الذي عقد أوائل شباط/ فبراير من عام 2014 الماضي الذي طالب فيه لعب المانيا بدور رائد على صعيد السياسة الدولية وان يكون لالمانيا وجودا قويا عسكريا وسياسيا ، مجرد صدفة ، بل جاء إثر تكشيل حكومة ائتلافية بين المسيحيين والاشتراكيين عقب الانتخابات البرلمانية التي جرت في خريف عام 2013 وعودة الاشتراكيين لقيادة السياسة الخارجية حيث اكدت وزيرة الدفاع / السياسية المسيحية / اورزولا فون در لاين امتلاك المانيا القوة العسكرية لانهاء النزاعات في العالم بينما رأى / وزير الخارجية / السياسي الاشتراكي / فرانك فالتر شتاينماير بأن المانيا تستطيع انجاز مهام ثقيلة التي فشلت الامم المتحدة بإنهاءها ولا سيما انهاء النزاعات بالعالم . فبالرغم من عدم المشاركة العسكرية لالمانيا مع التحالف الدولي ضد ما يُطلق عليه بتنظيم / الدولة الاسلامية / وعدم تنفيذ خطاب  جاوك ووضع ما قالته وزيرة الدفاع الاستعداد بانزالات عسكرية ولم تساهم برلين بانهاء نزاعات سياسية .
الا أن ندوة يوم أمس الاثنين 26 كانون ثان / يناير التي نظمها رئيس مؤتمر للامن والسلام الدوليين فولفجانغ ايشينجر بالعاصمة برلين عن المناقشات التي ستجري بمؤتمر ميونيخ الواحد والخمسين الذي سيعقد يومي 6 و 8 شباط / فبراير المقبل كانت ندوة حول ضرورة قيام المانيا بدور رائد بانهاء النزاعات في العالم ولا سيما في اوروبا وعلاقة القارة العجوز مع روسيا ووضع حد لخطر تنظيم / الدولة الاسلامية – داعش / .
فرئيس لجان شئون السياسة الخارجية روبرت  روتجين رأى ان الحكومة الالمانية قد تقاعست عن تنفيذ طموحات المانيا بالبروز بقوة في العالم فبرلين تملك قوة وتأثيرا سياسيا على اوروبا والعالم لقوتها الاقتصادية ودبلوماسيتها الهادئة والكثير من اطراف النزاع في اوروبا وبالعالم ايضا يستمعون للدبلوماسية الالمانية ويوافقون عليها .
وعزا رئيس مؤتمر ميونيخ للامن والسلام ايشينجر عدم انهاء الازمة الاوكرانية سلميا الى انتهاج الاوروبيين سياسة باتجاه واحد تكمن بتوجيه الاتهامات الى روسيا بانها تقف وراء تأجيج نار الحرب مع اوكرانيا من خلال دعمها لاولئك الذين يريدون قيام دويلة لهم بالشرق الاوكراني وضم منطقتهم فيما بعد الى روسيا بينما لا يتطرقون للاسباب التي كانت وراء اندلاع الازمة الاوكرانية والاسباب التي يريد المتعاطفين مع موسكو تقسيم اوكرانيا ويجب على الغرب انتهاج سياسة على حميع الاتجاهات اذا ما اراد عدم وقوع حرب حقيقية جديدة في اوروبا وكسب ثقة روسيا والتعايش معها فالسلام مع روسيا سلام لاوروبا وتعاون موسكو مع الاوروبيين سيساهم بانهاء النزاعات في العالم .
هذا عن المسالة الاوكرانية وعلاقات الغرب مع روسيا . وتطرق المشاركون بالندوة التي شارك فيها اقطاب السياسة والدبلوماسية ، الى الحرب بسوريا والعراق وبروز قوة / داعش / وخطر الاسلاميين الذين شاركوا باعمال عسكرية مع التنظيمات الاسلامية على الامن الاوروبي ، فقد عزا قائد الجيش الالماني السابق وعضو رئاسة حلف شمال الاطلسي /الناتو / للخطط العسكرية كلاوس نويمان بروز قوة داعش الى تقاعس الغرب وخاصة الولايات المتحدة الامريكية بإنهاء نظام بشار اسد بالقوة العسكرية ، صحيح انه ربما ينجم عن اسقاط اسد بالقوة العسكرية الى وقوع سوريا  ببرائن العنف على غرار ما يجري في ليبيا الا ان انهاء النظام سيساهم ايضا بوقف جماح التشدد ، فالتشدد جاء جراء خيبة امل الكثير من الشعب السوري من السياسة الاوروبية تجاه  نصرة الشعب السوري كما ان تنظيم  / داعش / قام جراء أخطاء السياسة الامريكية في العراق التي تركت تلك الدولة تسودة العنصرية والتمييز الديني فواشنطن عملت على تزكية الطائفية بدعمها فئة على فئة وأسندت الى نظام دمشق وملالي ايران دعم هذا التنظيم ليكون طكابورا خامسا لواشنطن وملالي ايران ونظام أسد ضد الشعب السوري والعراقي ولا يمكن انهاء التشدد بتلك المنطقة الا بتضافر دولي لانهاء نظام اسد الذي يعتبر طموحات احرار منقة بلاد الشام على حد رأي استاذ حقوق الانسان بجامعة نورنبيرج هاينر بيليفلد الذي راى بقلق الفعاليات الامنية في اوروبا من عودة المسلمين الاوربيين الذين شاركوا بالحرب في سوريا والعراق الى بلادهم  الخطر الاكيد على الامن والاستقرار الاوروبي بمثابة فزع وعامل من عوامل اثارة الرأي العام ضد الاسلام فتنظيم ما يُطلق عليه /الجبهة القومية الاوروبية  لحماية الغرب من الاسلام – بيجيدا / انما قامت جراء هذه المخاوف وعلى الغرب تحسين صورته لدى شعوب العالم الاسلامي واوروبا ليست بمسيحية الطابع فالوجود الاسلامي قديم منذ ظهور الاسلام .
المانيا تستطيع اثبات قوتها السياسية والمعنوية في العالم اذا ما قامت بتنفيذ طموحاتها التي تكمن بمشاركة عسكرية فعالة بالتحالفات العسكرية ضد الارهاب وغيره مع تنفيذ سياسة متعددة الوجوه على حسب رأي وزير الدولة السابق بوزارة الخارجية جيرنوت ايرلر .
ويشارك حوالي 20 رئيس دولة ورئيس حكومة اضافة حوالي ستين وزير خارجية ودفاع بمؤتمر ميونيخ القادم من بينهم رئيس وزراء العراق هادي عبادي واحتمال مشاركة رئيس ايران حسن روحاني ورئيس وزراء تركيا احمد داوود اوغلو ونائب الرئيس الامريكي جو بيدن ورئيس افغانستان اشرف غاني .