الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- نحو مواجهة الإعلام الفارسي الصفوي

ألمانيا- نحو مواجهة الإعلام الفارسي الصفوي

09.06.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏08‏/06‏/14
داب علماء قم / ايران/  والنجف / العراق / وجل عامل / لبنان اضافة الى عاصمة فارس / ايران/ طهران  منذ اطاحة الثورة الخمينية وحتى قبلها بشاه ايران نشر مذهب التشيع إما بالمال او باجتذابها شخصيات مسلمة محسوبة على اهل السنة والجماعة فقيرة من العلم الى مذهب التشيع . كان أغلبية مسلمي  سكان  فارس / ايران / الى حدود أعوام 907 هجرية حوالي عام 1502 ميلادية من اهل السنة والجماعة ، والشيعة بايران كانوا محصورين بمدن رئيسية في مقدمتها قم وكان اسماعيل الصفوي / 890 – 930 هـ حوالي 1487 – 1524 / من الشيعة المحترقين ولما استطاع الاستيلاء على حكم فارس قام بجعل دين الدولة الشيعة الاثنا عشرية مستعينا  بمشايخ جبل عامل اللبنانية ذلك الجبل الذي يعتبر معقل الشيعة ببلاد الشام منذ الفتنة التي وقعت بين الصحابة رضوان الله عليهم فجاء بهم الى ايران لينشروا بها مكائدهم بمثالب الصحابة  الى ان أقنعوا الفرس المسلمين باعتناق التشيع مستعينين والصفوي بتاريخ الفرس ومجدهم وان مجد الفرس انتقل الى علي / الاصغر / بن  الحسين بن علي رضي اله عنهم لأن أمه  إحدى بنات يزدجرد آخر ملوك الفرس / كان سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه قد نفل ثلاث بنات ليزدجرد لثلاث من ابناء الصحابة منهم سيدنا الحسين /.
ولما نجح الخمينون  بالقضاء على محمد رضا بهلوي وشعروا بأنفسهم القوة استعانوا بالاعلام لنشر التشيع وجذب فقراء العلم الى مذهبهم كما كانوا قبل ذلك مؤيدا قويا لاصحاب دار التقريب بين المذاهب الاسلامية   التي تأسست بالقاهرة عام 1947 التي  فشلت جراء حوارات لا تغني ولا تسمن من جوع فالشيعة ملتزمون بعقيدة التشكيك وشتم الصحابة ، واهل السنة يرون بذلك كفرا، ثم حملت ايران الخمينية راية هذا التقارب بتاسيسها مجمع التقريب بين  المذاهب الاسلامية الذي يراسه حاليا الشيخ محمد علي التسخيري .
ويملك المجمع اضافة الى الكتب التي يطبعها والمؤتمرات التي يدعو اليها شبكة اعلامية كبيرة من بينها شبكة / المسلم ماركت – سوق المسلم / التي تتخذ  من المانيا مقرا رئيسيا لها وتعتبر بوق ايران في المانيا والنمسا والمقاطعات الالمانية في سويسرا .
ومنذ سقوط ورق التوت  عن وجه ايران القبيح الذي أعلن الحرب على الشعب السوري تضامنا مع بشار أسد وقبل ذلك تاييده  لطاغوت ليبيا السابق معمر القذافي الذي دعا أثناء نوبة الجنون التي كان يعاني منها اعادة قيام الدولة الفاطمية من جديد ، دأب الاعلام الايراني بالمانيا بالدعوة الى مؤتمرات تحمل اسم / الحوار الشيعي السني / تقوم شبكة / مسلم ماركت / التي يراسها يوفوز اوزوكوس وهو تركي كان من الطائفة العلوية ثم اعتنق المذهب الشيعي . فقد استطاع فقهاء الشيعة اقناع النصيريين / العلويين / بأنهم من الشية الاثنا عشرية كما فعل موسى الصدر اقناع علويي طرابلس لبنان بذلك وجعل لهم مفتيا جعفريا .
والطريف بالامر ان ايدان اوزوكوس نائبة رئيس الحزب الديموقراطي الاشتراكي وهي الآن وزيرة دولة بدائرة المستشارية الالمانية لشئون الاجانب  شقيقة المذكور الموضوع تحت مراقبة دائرة  المخابرات الداخلية   الا انه يسرح ويمرح كيف يشاء .
وقد دعا يوزوكوس يوم أمس السبت 8 حزيران/يونيو الى ندوة حول الحوار بين السنة والشيعة شارك فيها شيعة من لبنان وايران والباكستان وكلهم شيعة ولم يكن من المتحاورين من اهل السنة غير واحد من مصر ، فهو كما يزعم احد مشايخ  الازهر  عرض من خلاله كتابا يحمل عنوان /المراجعات /  مراجعات جرت بين الشيخين عبد الحسين شرف الدين / 1873 – 1957 / وبين شيخ الازهر سليم البشري / 1832- 1916/ / زعم فيه موافقة البشري لاراء الشيعة حول احقية سيدنا علي بن ابي طالب بالخلافة متطرقين بالوقت نفسه الى الاوضاع الحالية التي يعاني الشب السوري منها وان الاسباب الرئيسية التي أطاحت بالرئيس المصري محمد مرسي منعا لحكم ما وصفه الازهري سيطرة الوهابيين على حكم مصر ، اذ ان السعودية وعلى حد رأي خريج الازهر لها أطماع في مصر منذ قيام الدولة السعودية اذ يحقد الوهابيون على المصريين لمشاركتهم بقتال آل سعود وأتباع الشيخ محمد بن عبد الوهَّاب / رحمه الله تعالى .مؤكدين ان وقوف حكومة الملالي الخمينية بايران الى جانب اسد هو للقضاء على التكفيريين ، فالشعب السوري بنظر خريج الازهر تكفيريون الى غير ذلك من افتراءات على الشعب الشعبين السعودي والسوري ونقل أحاديث نبوية لا أساس لها من الصحة والافتراء على قدسية الحج فهم يرون ان الحق للمسلمين اباداء رايهم في الحج لأنه مؤتمر اسلامي كبير وان السعودية ترفض اي مظاهرة تخرج بمكة ، علما ان الله تعالى نهانا عن الجدال في ذلك الموضع / فمن حج البيت فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج / ولو لم تقم الشرطة السعودسة بداية الثمانيات بصد تلك المظاهرات لاستطاعوا وقتها تعليق صورة الخميني على على جدران الكعبة .
الحوار بين الشيعة والسنة وعلى حد رأي استاذ علوم الاستشراق ومادة الاسلام في جامعة هومبولدت البرلينية بيتر هاينه الذي كان استاذا بالجامعة المستنصرية ببغداد واستاذة علوم الاسلام في جامعة برلين الحرة جودرون كريمر  غير مجدي بينما يؤكد اكثر علماء المسلمين بانه مضيعة للوقت فنحن المسلمون نرى بالصحابة رضوان الله عليهم  قادة لفتح الاسلامي وكل من يذكرهم بسوء يسيء الى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم .
كتاب المراجعات هذا ، كان المركز الاسلامي في مدينة هامبورج قد عرضه عليَّ اثناء كنت طالبا في جامعة مدينة كولونيا واسعى لتغطية مصروف اسرتي واثناء محنة أصبت بها / وذلك من أجل النظر به وتحقيقه ، فوجدت أغاليط يشيب لها الاطفال ، فالشيخ  البشري يعتبر في سن والد الشيخ وشرف الدين أو أكبر منه ولا أدري متى وقعت تلك المراجعات ، وقمت برد نسخة / الكتاب / الى رئاسة المركز الاسلامي وقلت لهم ان مكان الكتاب القمامة لما فيه من أكاذيب وأغلاط بالفقه والتاريخ وما عليكم الا ان تعطوه لشخص يجهل الفقه والتاريخ والسياسة .
ولا يعتبر وقوف ايران أو فارس الى جانب النظام السوري بجديد فهي ومنذ اصبحت شيعية كانت الطابور الخامس للصليبيين في حروبهم ضد المسلمين ولا احد ينكر أنشاب الصفويون الحرب على العثمانيين اثناء محاصرتهم فيينا زمن الخليفة السلطان سليمان القانوني رحمه الله وهم كانوا وراء  إنشاب حروب كثيرة بين العثمانيين وروسيا القيصرية .
الاعلام الايراني في المانيا قوي للغاية ومواجهته ضرورة ملحة . لقد استطاع هذا الاعلام تشويه صورة الشعب السوري على انه شعب تكفيري يعادي الشيعة والفرق الباطنية الاخرى كما استطاع ان يقنع بعض وسائل الاعلام المغرضة في المانيا والنمسا وسويسرا بأن ما يجري في سوريا تدخل سعودي فيها وانه اذا انتهى نظام اسد بالقوة فان النصارى والاقليات الدينية الاخرى ستصبح اثرا بعد عين ، وقد استطاع هذا الاعلام جذب النازيين والشيوعيين والمعادين للاسلام اضافة الى فقراء العلم من مسلمي اهل السنة والجماعة الى ايران والانتصار لها لأنها تدعي حماية المسلمين بالرغم من خذلانها لهم في أكثر من موضع ولا بد من مواجهة هذا الاعلام اعلاميا ، فالاعلام قوة هامة من القوى التي أمر الله تعالى المسلمين بها / وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ترهبون به عدو الله وعدوكم / وقد جاءت القوة هنا بالنكرة . وقديما قال الحصين بن همام المري :
ولسنا على الأعقاب تدمي كلومنا ولكن على أقدامنا تقطر الدما
نفلق هاما رجال أعزة علينا     وهم كانوا أعق وأظلما
وربما أكون صائبا بأن خريج الازهر المذكور قد دخل الجامع من باب وخرج من باب آخر فاصبح بذلك خريجا والله أعلم .