الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- نزاع حول التعاون الألماني مع السعودية وتركيا

ألمانيا- نزاع حول التعاون الألماني مع السعودية وتركيا

16.01.2016
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 15‏/01‏/2016
ناقش أعضاء البرلمان الالماني في وقت متأخر من مساء يوم أمس الخميس 14 كانون ثان / يناير ، وذلك تحت قبة البرلمان ، علاقات المانيا مع المملكة العربية السعودية وتركيا من ناحية التعاون الاستراتيجي والامني ولا سيما صادرات الاسلحة الالمانية الى السعودية . وتأتي هذه المناقشة بطلب من الخضر والتحالف اليساري / المعارضة / التي وصفت تعاون الحكومة الاستراتيجي مع السعودية وتركيا بعدم المسئولية ضاربة بعرض الحائط شعور الكثير بالاحباط من حرص الحكومة الالمانية على تعاونها الوثيق مع الدولتين اتلمذطورتين دون المبالاة بحقوق الانسان ، بينما دافع اعضاء كتلتي الديموقراطيين الاشتراكيين والمسيحيين الديموقراطيين على هذه العلاقات مؤكدين بان المعارضة تفتقر الى الواقعية فالسعودية دولة استراتيجية هامة لالمانيا وهي اكثر دول العالم الاسلامي استقرارا واستقرارها استقرار للجميع ، ولا احد يستطيع التخلي عن تركيا التي تعتبر مفتاح اوروبا الى العالم الاسلامي اضافة الى تمتعها بالقوة العسكرية الاستراتيجية وعضويتها الهامة بالاتحاد الاوروبي وبالتالي الدولة الرئيسية  لحماية حدود  اوروبا الخارجية .
فعضو لجان شئون السياسة الخارجية عن كتلة التحالف اليساري / الشيوعي / فولفجانغ جيركيه الذي يعتبر ونائبة رئيس البرلمان الالماني عن كتلة الخضر كلاوديا روت من أعدى أعداء السعودية وتركيا بالبرلمان ، انتقدا الحكومة الالمانية لصادراتها من الاسلحة الى السعودية التي تقوم بتنفيذ اعدامات بدون تحفظ اضافة الى ممارستها انتهاكات حقوق الانسان وعدم السماح بابداء الناس اراءهم بدون وجل وان الاستقرار الامني الذي يشهده عبارة عن هدوء / المقابر / على حد وصف جيركيه  الذي أكد مسئولية السعودية وقطر  لبروز قوة ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / داعيا البرلمان السعي لجذب بشار اسد الى المجتمع الدولي ومحاربة الارهاب من جديد .
/ جيركيه يعتبر من اصدقاء بشار اسد / .
ورأت روت ان السعودية التي قامت مؤخرا بتنفيذ اعدام ثمان واربعين شخصا دون رحمة يرغم برلين التي تعتبر الرياض صديق لها توجيه انتقادات لسياسة الاعدام ومطالبتها الحوار مع شعبها بشكل اكثر من ذي قبل حتى تبقى مستقرة / متطرقة الى العلاقات الالمانية التركية وحرص برلين على تعاون امني واستراتيجي اكثر مع انقرة معتبرة ذلك بعدم المسئولية فانقرة تشن حربا ضد الاكراد في تركيا وسعي الاوروبيين لاقناع رجب الطيب اردوجان بحماية الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي لوقف تدفق اللاجئين يعتبر انتهاكات لحقوق الانسان مطالبة الحكومة الالمانية تغيير هذه السياسة .
عضو كتلة المسيحيين روديريش كيرفيتر رأى تعاون المانيا واوروبا مع السعودية  حرص برلين على استقرار منطقة الشرق الاوسط واعادة الاستقرار والهدوء الى تلك الدول التي تشهد نزاعات عسكرية وحروب اهلية وبالتالي فالتعاون الالماني الاوروبي مع السعودية وقطر وغيرهما من دول منطقة الخليج العربي وراء استقرار المنطقة المذكورة ، متهما زميله / الشيوعي / جيركيه وقوفه الى جانب سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يشارك بشار اسد وايران بإبادة الشعب السوري مؤكدا ان الشيوعيين يروا بمصلحة روسيا فوق مصالح الجميع مشيدا بموقف السعودية تجاه الشعب السوري مؤكدا حرص تلك الدولة على انهاء ماساة السوريين وسعيها لجمع كلمة المعارضة ومؤتمر الرياض الاخير كان اكبر دليل على ذلك .
دوروتيه شليجيل من الديموقراطيين الاشتراكيين دافعت عن تركيا مؤكدة ان اخطاء الاوروبيين التي لا تغتفر ابعاد تركيا من الاتحاد الاوروبي  وتركيا التي أثبتت قوتها الاستراتيجية وموقعها كجسر يصل اوروبا بالاسلام أربك الاوروبيين فهم لا يستطيعون الاستغناء عن تركيا لاستقرار اوروبا  كما لا يستطيعون اجراء حوار مع العالم الاسلامي بدون  تركيا مضيفة انه من يريد وضع عوائق تحول دون حصول انقرة على عضوية الاتحاد مثل شروط حرية الصحافة والاقليات فانقرة تنتهج سياسة معرفتها ببلادها على حد أقوالهم .