الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- نظرة إلى مؤتمر قمة السبعة

ألمانيا- نظرة إلى مؤتمر قمة السبعة

10.06.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 09‏/06‏/2015
انتهى يوم أمس الاثنين 8 حزيران / يونيو مؤتمر زعماء  الدول الصناعية السبعة  الذي بدأ أعماله قبل يوم أمس الاحد 7 الشهر الجاري بقصر / أيلماو / احد أقدم القصور الالمانية ويقع بقرية كرون الابعة لمنطقة جارميش بارتينكيرشين الواقعة على سفوح جبال الالب بولاية بايرن . هذه القمة التي وضعت وزارة الداخلية الاتحادية ووزارة داخلية ولاية بايرن حوالي 20 الف عنصر شرطة لحماية المؤتمرين وكان يعتبر أغلى قمة عقدت بالمانيا للاموال التي صرفت لتنظيمه . انتهى المؤتمر بقرارات من المقرر أن تصبح نافذة التنفيذ التي في مقدمتها الابقاء على  بعض العقوبات الاقتصادية ضد روسيا واضفاء عقوبات أخرى اذا لم يبادر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب دعم الكرملين لانفصاليي الشرق الاوكراني الذين أعلنوا عن قيام دويلة لهم أطلقوا عليهم اسم /  جمهورية دونتسيك الشعبية / وفق اتفاقيات مينسك لوقف إطلاق النار والسعي لانهاء الازمة الاوكرانية سلميا كما ان العقوبات تنبقى نافذة وطالما بقيت موسكو مصرة على التمسك باقليم شبه جزيرة القرم الذي سلخ عن اوكرانيا ، فبالرغم من ان روسيا أُخرجت من لائحة الدول الصناعية عقابا لتدخلها بالشأن الاوكراني وتهديدها اوروبا الا ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان حاضرا أثناء المؤتمر بالرغم من غيابه جراء الانتقادات التي وجهها اليه زعماء الدول الصناعية فعلى مدى ثمان واربعون ساعة لم تخلو ساعة واحدة من ذكر بوتين فهو وراء مأساة الشعب السوري لدعمه وبالتعاون مع ايران رئيس نظام سوريا بشار اسد اضافة الى شعور دول بحر البلطيق الثلاثة التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي / ليتوانيا وليتلاند وايستونيا/  بانهم مهددون من قبل روسيا ومخاوف بولندا من غزو روسي محتمل جراء وضع روسيا قواعد صواريخ بمواجهتها كل هذه كانت عامل قلق لزعماء الدول الصناعية الذين أكدوا ايضا انه بدون موسكو فمن غير مقدرة الدول الصناعية احلال السلام بالعالم وبالتالي تعاون ايران مع المجتمع الدولي وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بمؤتمر لوزان الذي عقد نهاية آذار/ مارس عام 2015 الحالي الذي يكمن بخفض طهران تخصيبها اليورانيوم مقابل حصولها على تقنيات لصالح برامجها العلمي وان لا يذهب ما تقوم بتخصيبه للصالح العسكري فلولا موسكو ، وعلى حد راي المستشارة انجيلا ميركيل لم تكن طهران الموافقة على تلك المقترحات مع اعطاء فرصة للتفكير تنتهي آواخر حزيران / يونيو الحالي فالجميع يأمل اقناع موسكو طهران الموافقة على تلك المقترحات . مواضيع المؤتمر كانت صعبة على حد تأكيد المستشارة ميركيل بالمؤتمر الصحافي الذي عقدته في ختام أعمال مؤتمر القمة الصناعية فالصعوبة تكمن بتنفيذ قرارات مؤتمر البيئة الدولي الذي عقد بكوبنهاجين الذي تقرر فيه خفض استغلال طاقة ثاني اوكسيد الكربون والبدء بتنفيذه ابتداءا من عام 2020 بعيد توقيع على معاهدة دولية اثناء مؤتمر البيئة الدولي الذي سيعقد بباريس نهاية العام الجاري وبالتالي الحيلولة دون ارتفاع درجة حرارة الارض الى اكثر من درجتين على ما هي عليه الان الا ان الصعوبة تكمن بتأمين حوالي 100 مليار دولارا امريكيا لمساعدة الدول الفقيرة لتعويضها عما ستفقده من خفض الصناعة للطاقة المستوردة من افريقيا وغيرها من الدول الفقيرة .
وبالرغم من تأكيد زعماء الدول الصناعية محاربتهم لتنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / الارهابي الا انهم لم يتطرقوا عن ماساة الشعبين العراقي والسوري ، فالمباحثات التي أجريت مع رئيس وزراء العراق هادي عبادي كان القلق على الاقليات الدينية والعرقية في العراق والسعي لحمايتها اليزيديين والاكراد ، فعبادي اكد ان الشيعة مستهدفون من قبل / داعش / علما ان التنظيم المذكور خنجرا في ظهر ثورة الشعب السوري وبروزهم بشكل مفاجئ على الساحة العراقية جاء إثر ثورة اهل السنة بالعراق ضد التمييز الديني الذي تمارسه الحكومة العراقية وبسط ايران هيمنتها على العراق وسوريا كما ان عناصر / داعش /  لا يميزون بين المسلم من اهل السنة او الشيعة بل بطشهم بأهل السنة أكثر من بطشهم بالشيعة ، فقد كانت المباحثات مع عبادي وكأن اهل السنة مجرمون والشيعة وغيرهم أبرياء ومظلومين علما ان لليزيديين عصابات اقترفوا جرائم ضد اهل السنة في المناطق الاهلة بهم بالشمال والشرق العراقي على حد تأكيد خبير الاقليات الدينية في العراق وسوريا  يوسف / جوزيف / هوندرتمارك . وتتهم خبيرة شئون حقوق الانسان وناطقة لجان شئون حقوق الانسان بالبرلمان الاوروبي  / الالمانية / بربارا لوخبيلر وهي زعيمة سابقة لفرع منظمة العفو الدولية بالمانيا ، الغرب بأنه وراء العنف في ليبيا لعدم ساعدة الشعب الليبي ببناء قواعد اسس الديموقراطية ببلاده ما بعد الاطاحة بنظام معمر القذافي  وتجاهل الغرب وخاصة اوروبا بضرورة ارسال فرق عسكرية تساهم باستتباب الامن بتلك الدولة والسعي للمصالحة الوطنية بين اطراف النزاع الليبي دليل واضح  وقوف الغرب وراء ما يجري في ليبيا مشيرة ان إعطاء رئيس مصر عبد الفتاح سيسي مهمة اعادة الامن الى ليبيا يعني دعم كامل له باستمرار انتهاك حقوق الانسان والقضاء على الحريات العامة في مصر موضحة ان المباحثات التي جرت ببرلين بين ميركيل وسيسي يوم الاربعاء المنصرم من 3 حزيران / يونيو الحالي اكدت بان سيسي يريد ابتزاز برلين والغرب  بحصول على اموال لاعادة الهدوء الى ليبيا واصباغ شرعيته حاكما على مصر مؤكدة وقوف الدول الصناعية السبعة وراء ما يجري في مصر وليبيا وسوريا .
هل سيقوم زعماء الدول الصناعية بتنفيذ ما اتفقوا عليه البيئة والعقوبات الاقتصادية ضد روسيا ومحاربة الارهاب والقضاء عليه ؟ فالحرب ضد الارهاب ستستمر طويلا وسيخرج منها لا غالب ولا مغلوب على حد راي خبير الارهاب بالمعهد الدولي لمراقبة الحروب والسلام كلاوس بِترسفيلد .